أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - شكرا ابو مازن .. نعم نريدها دولة ديمقراطية ليبرالية..















المزيد.....

شكرا ابو مازن .. نعم نريدها دولة ديمقراطية ليبرالية..


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 11:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


قال الرئيس محمود عباس في مقابلة صحفية انه لن يسمح ابدا بقيام دولة اسلامية بفلسطين وانه سيواصل جهوده لاقامة دولة فلسطينية ديمقراطية ليبرالية.
في هذه الجملة القصيرة وضوحا لم يسبقه وضوح، ليس فقط على مستوى الزعامة الفلسطينية بل على مستوى الزعامة العربية باسرها فشكرا سيادة الرئيس.
فلاول مرة بتاريخ القضية الفلسطينية يعلن زعيما بمستوى الرئيس عباس رفضه لاقامة دولة اسلامية بفلسطين، فكافة القوى الرسمية والشعبية (دول واحزاب ومنظمات ومؤسسات يسارية ويمينة تقدمية ورجعية ومن كل الاصناف) لم تعلن صراحة هذا الموقف.
ولا شك ان بهذا الموقف جرأة غير عادية خصوصا في ظل هيمنة الخطاب الديني على الاوساط الشعبية وتغلغل المفاهيم والافكار الغابرة على قطاع عريض من الجماهير الامر الذي ينذر بخطورة استغلال جيش المشعوذين من الاصوليين والسلفيين والاخوان والخرافيين لشن حملة مضادة قد تصل الى اتهام الرئيس بالكفر والالحاد والعمالة والتبعية الى اخر مفرداتهم المكروهه.
وينم هذا التصريح عن وجود قوى حقيقية على الارض تسعى لاقامة دولة اسلامية على غرار امارة طالبان الاسلامية المقبورة ، مما يعني ان التصدي لتلك المساعي هي مهمة عملية مباشرة لا تحتمل التاجيل وهي مهمة سياسية فكرية اجتماعية شاملة ، حيث ان خطوات اقامة تلك الدولة لها بعض التجسيدات على ارض الواقع ونموذج امارة غزة الاسلامية خير دليل على تلك التوجهات.
وعندما يعلن الرئيس عباس رفضه لهذه الدولة ، ويربط رفضه بالعمل على اقامة دولة فلسطين الديمقراطية فان في ذلك رؤيا واضحة وجلية للفكر السياسي للرئيس ولقيادة فتح.
وهنا تحضرني قصة حدثت فصولها مع الاخ الشهيد ابو اياد حين كنت في زيارة له في منزله بمنطقة ميدان حولي بالكويت ، حيث ابلغه احد حراس المنزل بان سفير الاتحاد السوفييتي وصل، فطلبت من ابو اياد الاستئذان لاعتقادي بان هناك امورا خاصة لا يجب ان اطلع عليها.
ولكن ابو اياد طلب مني البقاء وحضر السفير فسلمت عليه وقلت له فلان (اسمي وصفتي) فقال ابو اياد موجها سؤاله للسفير الا تعرف الاخ (.......) ؟
فقال السفير اظن تقابلنا ولكني لا اعرفه
فقال ابو اياد كيف لا تعرفه (انه احمر اكثر منك).
هذه فتح الديمقراطية التي تتسع للجميع بافكارهم ورؤاهم وتوجهاتهم طالما هم فلسطينيون او حتى عربا.
وها هو ابو مازن يؤكد استمرار هذا النهج الذي لازم فتح طيلة مسيرتها التاريخية
ولكن تصريح السيد الرئيس لا يكفي كي تطمئن القلوب بان القيادة الفلسطينية تعني فعلا ما تقول وان فهمها للديمقراطية يعني ايمانها العميق بمضمونها الذي يعني ان الشعب هو مصدر السلطة وانه يختار بحرية من يمثله وينوب عنه في ادارة الدولة.
وهذا يتطلب من الرئيس ان يبذل جهودا حقيقية لترسيخ قواعد المنهج الديمقراطي، خصوصا وان هناك الكثير من الملاحظات على التسيب والفساد الاداري وغياب الكثير من الاسس والقواعد الديمقراطية التي تحكم العلاقات بين السلطة والشعب.
فالديمقراطية تعني حكم عامة الشعب، من خلال عملية سلمية لتداول السلطة بين الافراد أو الجماعات، وتؤدي إلى إيجاد نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ككل على شكل أخلاقيات اجتماعية. وهذا يتطلب اقصى الجهود لنشر الوعي الديمقراطي في صفوف الشعب.

اما الامر الاكثر اهمية في تصريح الرئيس فهو الطابع الليبرالي للدولة الفلسطينية المستقلة التي يعمل الرئيس على اقامتها.
فالليبرالية والتي هي منهج فكري يهدف الى تحرير الانسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وتتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها وتتكيف حسب ظروف كل مجتمع، ,هي أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية وتأييد النظم الديمقراطية البرلمانية والإصلاحات الاجتماعية. وأما في الاقتصاد فؤكد الليبرالية على الحرية الفردية الكاملة وتقوم على المنافسة الحرة.
وهذا المنهج لا تقبل به القوى الاصولية الموغلة في الماضوية ويتعارض تماما مع فكرة الدولة الدينية والدولة الديكتاتورية وانظمة الحكم القائمة على حكم الفرد (الخليفة) كلي السلطة والجبروت التي يستمدها من السماء السابعة.
واعتقد ان غالبية الشعب الفلسطيني تؤيد وبحماس هذا التوجه للرئيس ابو مازن الذي يمثل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والتي تشكل القطاع العريض في الساحة الفلسطينية وهي مفجر ثورته وصانعة تاريخه المعاصر. والتي تؤكد مؤتمراتها الاقليمية التي تعقدها في مختلف الاقاليم منذ اكثر من سنة درجة متقدمة في الممارسة الديمقراطية الداخلية.
وبالتاكيد سينشط جيش الماضوية بالتصدي لتوجهات الرئيس وسيرموه بشتى التهم فموقفهم من الليبرالية معروف ومعلن واقل ما يقولون بشانها انها فلسفة الحادية كافرة، ولذلك يا سيادة الرئيس ومن خلالك الى كافة مناضلي حركة فتح وانصارها واصدقائها ندعوكم الى الاستعداد الحقيقي لهذه المعركة الكبرى والحاسمة، فحسم التوجه الفكري في شكل الدولة التي تعملون باخلاص على اقامتها في بلادنا فلسطين مسالة اساسية ورئيسية لمنع التفتت والصراع الداخلي والذي قد يؤدي لا سمح الله الى حرب اهلية.
فمطلوب وبشدة تهيئة جميع الكوادر والقواعد والمؤسسات والجماهير الشعبية لتبني هذه الرؤية الحضارية وفهم مضمونها وجوهرها حتى لا تكون هذه الجماهير لقمة سائغة للخطاب الماضوي الاصولي.
وهذا يتطلب سيادة الرئيس العمل على حشد كافة القوى الديمقراطية للعمل على اشاعة الفكر المعاصر الحضاري الذي يوفر الفرصة لشعبنا للانتقال فعليا من واقع الضعف والهوان والاحتلال الى واقع السيد في وطنه القادر على اللحاق بالشعوب المتحضرة الراقية القوية التي (اخترعت بندورة جديدة) وصعدت الى المريخ وتكتشف كل يوم عقارا جديدا لوقف معاناة البشرية ويعمل علمائها ليلا نهارا على زيادة الرفاهية والحياة السعيدة الحرة الكريمة لشعوبهم.
نعم يا ابو مازن نريد دولة ديمقراطية ليرالية متحضرة ولا نريد دولة دينية متخلفة كل ما يقدمه علمائها ان جاز اعطائهم هذه الصفة البكاء والنحيب على المنابر وزيارة المقابر والمقامات المزورة وانتظار ان ياتيهم جبريل محملا بحجارة من سجيل ليطرد العدوالغاصب من بلادنا.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميره وجدت حلا للصراع الابدي
- سيدة مصرية : ديار الكفر احسن من ديار المسلمين
- الفلسطيني طرد الجن (شرلوك) من البدوية ام فهد
- هكذا يتخذ خلفاء المسلمين قرارتهم وهكذا يلغونها
- المستقبل المفقود .. امة تفتقد الى القادة رغم اعدادهم الغفيرة
- الرسول امر بقطع راس الاعلامي
- الاخلاق الاسلامية لا تختلف عما جاء في الديانات الاخرى السماو ...
- معلمة المدرسة تهدد بالاستقالة
- المحاربة هيلاري كلينتون الى اللقاء .. ولنساء المسلمين العزاء
- على حماس ان تعلن استسلامها لفتح افضل من استسلامها لاسرائيل
- عارية في ناد ليلي .. وسعيدة لانها قريبة من الله
- تركيا لماذا هذا الضجيج ؟؟ الحجاب مسالة سياسية وليست دينية
- شيوخ التزييف -الكيمياء- و-الزغل- يرتعون بيننا
- الجن خطفوا الاولاد
- في ذكرى نكسة 67.. يا ريت تتحقق نبوءة موشي ديان
- انت دائما معي
- سيدة الزهور : شابة يمنية في نيويورك
- احتفالات زائفة في بيروت تؤجل الصراع ولا تلغيه
- الطفل خالد النيويوركي يريد العودة الى اللد
- الفلسطينيون مستاؤون .. نعم لضم الضفة للاردن وغزة لمصر


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - شكرا ابو مازن .. نعم نريدها دولة ديمقراطية ليبرالية..