أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - تَحَجبي تَتَزوجي














المزيد.....

تَحَجبي تَتَزوجي


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 02:18
المحور: المجتمع المدني
    


أُريدُ عروساً متدينةً، جملةٌ تتكررُ في إعلاناتِ الزواجِ، طلباً للعرائسِ، المفهومُ هنا أن التدينَ يظهرُ في الملبسِ، قبل ما هو غيرُ مرئي وغيرُ ظاهرٍ، كالأخلاقِ ودرجةِ التعليمِ والتدينِ الحقيقي. جملةٌ أصبحت عنواناً لمرحلةٍ نمرُ بها في مصر، أكثرُ من أي بلدٍ آخرٍ في هذه المنطقةِ أو في غيرِها، تتوازي مع حالةِ جدبٍ سياسي واقتصادي واجتماعي طالَ بها الأمدُ. اِنحسرَ الفكرُ والتمعنُ في الأمورِ وحلَت مكانَهم النظرةُ إلي ما يطفو علي السطحِ ولو أخفي القاعُ كلَ الرواسبِ والتعفنِ، أُودِعَت العقولُ لدي مفتيي الفضائياتِ يملئونها بما يحلو لهم وبما ينفخُ جيوبَهم دولاراتاً ويجعلُ من دنياهم نعيماً وحوراً حساناً.
في متابعةِ صفحاتِ الحوادثِ من العبراتِ والعظاتِ ما يكفي للدلالةِ علي ما تردي إليه مجتمعٌ تقوده القشورُ والمظهريةُ وتُرتكبُ فيه الجرائمُ بمختلفِ أنواعِها من الذين استوفوا شكلاً يبدو إلي الدين منتسباً لطالما بالغوا فيه طمعاً في المزيدِ من مغانمٍ لأنفسِهم استحلوها. الأمرُ تجاوزَ حدودَ إعمالِ العقلِ والإقناعِ وأصبحَ محصوراً في الإكراهِ استغلالاً لحالةِ اختناقٍ شحَ فيها الرزقُ وتلاشَت معها فرصُ الحياةِ الأدميةِ والعملُ والمسكنُ والمأكلُ والزواجُ من أهم مقوماتِها. مع النُدرةِ يكونُ استغلالُ الحاجةِ، لي الأذرعِ، الضغطُ المعنوي والمادي، وسيلةُ من يريدون السلطةِ للترويجِ لأفكارِهم لا تقدمَ المجتمعِ صناعياً واقتصادياً واجتماعياً.
مطلوبُ فتياتٍ محجباتٍ للوظائفِ، مطلوبُ فتاةٍ متدينةٍ للزواجِ، تعبرُ عن مرحلةِ أزمةٍ خانقةٍ وعن استغلالِها، ربطٌ بلا رابطٍ، لا ارتباطَ بين مظهرِ التدينِ وبين حسنِ أداءِ العملِ أو مقوماتِ التوفيقِ في الزواجِ، إكراهٌ هو لإثباتِ الوجودِ والكثرةِ والغلبةِ، كثرةٌ مكسورةٌ، لا يهمُ، غلبةٌ في حروبٍ لا يعلو فيها إلا الصوتُ وتنعدمُ معها الآمالُ في التقدمِ والرقي في عالمٍ لا يرحمُ متخلفاً بفعلِه.
مظاهرٌ تستهدفُ أكثرَ ما تستهدفُ المرأةَ، كأنها الحائطُ المائلُ لمجتمعٍ يتراجعُ وتخبو فيه الثقافةُ والحوارُ وتقبلُ الآخرِ سواء كان من نفسِ الديانةِ أو من دياناتٍ أخري. مجتمعٌ أُصيبَ بانفصامِ الشخصيةِ، حجابُ أعلي رأسِه يتناقضُ مع ما تحته، لحيةٌ وجلبابٌ مع تحايلٍ وتلاعبٍ وقسمٌ مُغلظٌ بالباطلِ كلِه، التعاملاتُ فيها كلُ الغشِ. صفحاتُ الحوادثِ وبريدُ القراءِ لا تكذبُ، ليست كلامَ أفلامٍ ومسلسلاتٍ ولا كلامَ محدودي رؤيةٍ، ليست مؤامراتٍ ولا غيرةً ولا عُقَدً.
العالمُ الذي يتفقُ داخلُه مع ظاهرِه وصلَ إلي المريخِ، مجتمعُنا المأزومُ تزدادُ عِللُه، لكن وماله، المهمُ أن تبدو متدينةً حتي تتزوجُ وتعملُ، أما الرجلُ فلو كانت فيه عبرُ الدنيا ومواعظُها فليس مخاطباً بحكايةِ التدينِ، سواءَ جلسَ علي كرسي السلطةِ رافعاً شعاراتِ الحلولِ أو كان دونَه في أي مكانٍ.
بيننا وبين العالمِ المتقدمِ فراسخٌ، بيننا وبين السفسطةِ والحروبِ مع طواحينِ الهواءِ كلُ الودِ والمحبةِ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضي في مصر .. غيرُ خلاقةٍ
- رهانُ الإخوانِ
- الإلهاءُ العامُ...
- شبكةُ حزبِ الله..
- علاوةٌ أم نقمةٌ؟
- تصعيد المرأة .. بين الشعارات والاعتبارات
- متي تنتفض الكراسي؟
- التعليمُ -المميز- وتدميرُ الكلياتِ
- هل تصبحُ مصرُ خليجيةً؟
- المدير الزغنن
- مُغتصَبةٌ جانيةٌ .. وإعلامٌ خائبٌ
- عندما يُحرَضُ الطالبُ علي المؤسسةِ التعليميةِ
- لجان الترقيات بالجامعات..جولة جديدة؟!
- الجودة في التعليم .. الصراحة راحة وأمانة
- الحق في الميليشيات
- شركات تخريب الجامعات
- كركر يكسب
- الدينُ للهِ
- من القاتلُ؟
- رؤساءُ أقسامٍ معينون .. الحكايةُ من الأخِرِ


المزيد.....




- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - تَحَجبي تَتَزوجي