أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح يوسف - نظام ديمقراطي مدني وتعددي ..أم نظام دكتاتوري ديني وطائفي ؟ هذا هو السؤال















المزيد.....

نظام ديمقراطي مدني وتعددي ..أم نظام دكتاتوري ديني وطائفي ؟ هذا هو السؤال


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 716 - 2004 / 1 / 17 - 05:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قدمت الحضارة الإنسانية , ومنذ ان أبتدأ الإنسان يعي ويشعر بمحيطه, أعظم الإبتكارات والمنجزات العلمية والتقنية لخدمة وخير البشرية, ابتداء من العجلة التي اخترعها أجدادنا الآشوريون , ودراستهم لعلم الفلك والرياضيات وسنهم للقوانين التي تنظم حياة البشر, إلى ان وصل التطور العلمي والبحوث الطبية والفلكية وصناعة غزو الفضاء وبناء عالم الألكترونيات والمنجزات العلمية والطبية إلى ما هو عليه اليوم.. وأصبحت كل هذه الكنوز الحضارية والأدوات العلمية في متناول يد البشرية.. ولم تكن لتتحقق هذه الطفرة العلمية والتكنولوجيا العظيمة, لو بقي الفكر الإنساني حبيس أسوار أحكام القرون الوسطى المتخلفة وسلطة الكنيسة البطريركية ومناهجها الميتافيزيقية, ومكبل بقيود القمع السياسي والفكري والديني..

 وإذا ألقينا نظرة سريعة على منطقتنا العربية والإسلامية نجد أنها لم تستطع مواكبة هذا التطور العلمي والتكنولوجي, كونها كانت تعيش في ظل أنظمة استبدادية, أسيرة الفكر الرجعي المتخلف.. واستخدم حكامها المتعاقبون شتى صنوف القمع والإرهاب ضد شعوبها من أجل فرض فلسفتها الرجعية المغلفة بالدين, لكي تستمر في التسلط على شعوبها..وقد حاول الكثير من العلماء والمفكرين والمثقفين العرب والمسلمين كسر هذه القيود ولكنهم في كثير من المرات كانوا يصطدمون بجدار المحرمات الشبيهة بتلك التي كانت سائدة في القرون الوسطى!! ولم ينجح سوى من غرد خارج اسوار بلده, أو الذي تخلص من عقدة الأفكار الظلامية التي كانت تطبق على الأنفاس.

  وقبل أكثر من أربعة عقود, وبعد أن أطلق النظام الجمهوري العراقي الفتي عام 1958 قوانين العمل والضمان الإجتماعي وقانون الأحوال المدنية الذي أنصف به الرجل والمرأة على حد سواء , شمرت النسوة العراقيات عن سواعدهن وبدان بتشكيل جمعياتهن والدفاع عن المكتسبات التي حققها لهن هذا النظام الجديد حيث رفعهن من نظام الرق إلى نظام المساواة والحرية,, وكان لنضال المرأة العراقية وممثلها , رابطة المرأة العراقية دورا مشهودا بوقوفها إلى جانب المرأة العراقية والدفاع عن حقوقها وزجها في معترك العمل والنشاط من اجل عراق تسوده الحرية والمساواة ومن اجل طفولة سعيدة ومستقبل زاهر.. وقدمت الألوف منهن حياتهن الغالية قربانا لمبادئهن ودفاعا عن حقوقهن وحقوق عموم جماهير الشعب..فقوائم المعدومين والتي تم الكشف عنها بعد سقوط النظام الفاشي , خير دليل على مشاركة المرأة العراقية أخيها الرجل في السراء والضراء , ودليلا ساطعا على بسالة وصمود المراة العراقية..

وكما بالأمس , نجد اليوم وبعد اكثر من أربعة عقود ونصف على تحقيق المرأة العراقية انتصارها على التخلف والعبودية , يصطف أعداء التقدم والحرية والمساواة والديمقراطية والمجتمع المدني , لكي يجهظوا آمال العراقيين ببناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد .. فإلى جانب فلول النظام المنهار وعملياتهم التخريبية والإجرامية ضد المدنيين , ينطلق دعاة التطرف الديني والطاثفي لكي يفرضوا آراءهم عن طريق الإرهاب والقتل والتهديد, كما حدث في فرض لبس الحجاب وإطلاق التصريحات النارية التي ترسخ التفرقة بدل الوحدة , والتطرف بدل التسامح والتآلف , إلى جانب الاعتداءات والتهديدلت المستمرة على المسحيين,  ناهيك عن التنكر للمواثيق التي وقعوا عليها في اجتماعات لندن وصلاح الدين وعند تشكيل مجلس الحكم المؤقت..

إن القرار السري الذي اتخذه مجلس الحكم الإنتقالي والقاضي بتطبيق الشريعة الإسلامية والمذاهب في قضايا الأحوال المدنية في العراق يعتبر بادرة خطرة وخطوة كبيرة إلى الوراء.. كما يمكن ان يعتبر بداية للإجهازعلى كل ما تحقق لحد الآن من حرية الأحزاب والصحافة وحرية التعبير.. وتأتي خطورة هذا القرار أيضا كونه ولد بعملية قيصرية سرية ولم يطرح للتداول أولا , ويتعارض مضمونه وأهدافه مع لائحة حقوق الإنسان العالمية والمجتمع المدني ثانيا .. لذلك يجب عدم السكوت على هذا الإنتهاك لأبسط حقوق الإنسان.. وحسنا فعلن النسوة العراقيات والسيدة الفاضلة نسرين برواري وزيرة الإسكان بإطلاق صيحتهن المدوية ضد هذا القرار الجائر والمنافي لحقوق المرأة وإنسانيتها والمجتمع المدني ومبادئ الديمقراطية والتعددية ..

إنها بداية الردة السوداء.. وإذا استسلم مجلس الحكم الإنتقالي لهذا الإبتزاز الذي يستهدف شل نصف المجتمع العراقي وبالتالي التراجع عن مفاهيم وقيم الديمقراطية والمساواة والمجتمع المدني الذي وعد به العراقيين , فإن قوى الظلام سوف تتمادى في هجومها المحموم ضد كل مظاهر التطور الحضاري ومثل الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.. كما ستكون سابقة ضارة وخطرة لإصدار قوانين سياسية واقتصادية جديدة, قد تكون نتائجها مخلة حتى بحرية العراق واستقلاله !!

ومن اجل درء ومواجهة المخاطر على حاضر ومستقبل وطننا وشعبنا ,يتوجب على كل قوى الخير والحرية, وكل دعاة حقوق الإنسان في العراق والمنطقة والعالم الضغط على مجلس الحكم الإنتقالي وقوات الاحتلال والأمم المتحدة من اجل:-
1- إلغاء قرار مجلس الحكم الإنتقالي المجحف بحق المرأة العراقية ونشر نص الإلغاء في الصحف ووسائل الإعلام.
2- توسيع مجلس الحكم ليضم كافة القوى الديمقراطية التي ما زالت خارجه وممثلي النقابات المختلفة وممثلي منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والاتحادات الثقافية والفنية والجمعيات النسوية , لكي يعبر حقيقة عن كامل الطيف العراقي .
3- توفير فرص العمل للعاطلين وخاصة النساء العاطلات اللاتي كن يعملن في المرافق والمؤسسات والمعامل العراقية  وتهيئة مستلزمات الحماية لهن ولأطفالهن..
4- إصدار منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والأحزاب الديمقراطية بيان استنكار وتنديد بالقرار المذكور وبأي قرارات مشابهة والمطالبة بالغاء كل ما يتعارض مع لائحة حقوق الإنسان العالمية .
5- تعميق وتطوير قانون الأحوال المدنية السابق بما يتناسب ودور المرأة العراقية والتي تمثل نصف المجتمع , وبحيث يعبر عن مثل المساواة والمجتمع المدني ومبادئ حقوق الإنسان .

إذ لا يجوز وبعد أن تنفس شعبنا نسيم الحرية وتخلص من نظام القمع والإرهاب والحروب والمقابر الجماعية, يأتي من يريد فرض نموذج حكم إسلامي أثبتت الأيام والأحداث فشله الذريع .. فالشعب الذي ذاق طعم الحرية لا يملك سوى الدفاع عنها وعن مبادئها السامية..  



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تخدم الحملة الإرهابية الشرسة ضد الكلدوآشوريين في العراق؟
- لا عودة لعجلة التأريخ إلى وراء
- الحوار المتمدن.. فضاء واسع من الفكر العلماني الإنساني
- لكي لا نبقى أسيري فزّاعة انسحاب قوات الاحتلال المبكر !
- إلى متى تنتظر عوائل أسرى الحرب العراقية الإيرانية عودة أبنائ ...
- TRICK OR TREAT يا مجلس الحكم !!
- لا , ليس كل شيء هادئ على الجبهة!!
- لمن يهمه الأمر..لا مكان لحزب البعث في عراق المستقبل !!
- ليس دفاعا عن مجلس الحكم الانتقالي ... فتاوى الأزهر والعراق ...
- إذا عرف السبب بطل العجب !!
- هل ما زال اليسار العراقي يحمل بوصلته؟!
- طالب متفوق يتألق شهيدا
- ما يجمع المرتزقة العرب لا يفرّق الشعب العراقي
- وجهة نظر: حول إدارة تكنوقراط عراقية مستقلة !
- متى يتحرر العراق من الإعلام المنحاز؟
- من وراء الاعتداءات على الكلدوآشوريين في بغداد والبصرة؟
- السيد والمسود في العراق في عصر ما بعد الاحتلال
- سقط القناع.. وبان الوجه القبيح لمستحقات الحرب
- حركات السلام: بين طبول الحرب والمطالب العادلة للشعب العراقي! ...
- لكي لا يقع شعبنا العراقي في شرك الأكاذيب مرة أخرى !!


المزيد.....




- نصف قرن من شخصية -هالو كيتي-..كيف تحوّلت لامبراطورية قيمتها ...
- اكتشاف رسالة للكاتب الشهير إدغار آلان بو.. لمن وجهها وأين تع ...
- في تركيا.. جبل أسطوري تنبثق من أرضه نيران لا تنطفئ!
- تمتلك 10 آلاف لعبة لها.. تعرف على معجبة شخصية -هيلو كيتي- ال ...
- لبنان.. تداول مقطع فيديو لعملية إنزال بحري واختطاف مواطن وال ...
- قتيل وعشرات المفقودين المغاربة بفيضانات إسبانيا.. دعم رسمي و ...
- لماذا قررت واشنطن إرسال مدمرات بحرية وقاذفات إلى الشرق الأوس ...
- موسكو لا تنام أبدا: كيفية عمل وسائل النقل الأرضية الليلية في ...
- قناة: مسؤولون أمريكيون يخشون احتمال تعطيل اجتماعات المجمع ال ...
- 13 دولة تحصل على صفة شريك -بريكس-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح يوسف - نظام ديمقراطي مدني وتعددي ..أم نظام دكتاتوري ديني وطائفي ؟ هذا هو السؤال