حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 08:44
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
التجـارب المريرة فـي مجالات العمـل الوطني’ السياسي منـه والنقابي والمهنـي وحتى الأنساني جعلنـا نغالـي فـي حالات الشك والريبـة والحذر والأنكماش علـى الذات ’ تلك الحالـة قـد لا تكـون ايجابيـة ’ لكـن هناك اكثر مـن سبب وتجربـة دمرتـا فينـا الثقـة فـي الآخـر والتخـوف ازاء المبادرات حتـى ولو كان هنـاك ثمـة مخلصون ونوايـا طيبـة ’ لكن وفـي جميع الحالات كان حجـم الأنتكاسات والهزائم هـو الأغلب ’ وعبـر تجربـة دامت لأكثر مـن ( 50 ) عاماً كانت المبادرات ’ مهنية ام ثقافية واجتماعية وحتى الأنسانية منها ’ ومهما كانت برامجها وشعاراتها وانظمتهـا الداخلية محشـوة بالمفردات الوطنيـة والديموقراطيـة’ الا وتجـدهـا مصيـدة حزبيـة او مذهبيـة او اجهزة مخابراتية ’ وما اسواء ان تدخـل السفارات بأجهزتها ونفوذهـا على خـط اللعب العابث في نسيـج العلاقات المهنية والوطنيـة والأنسانيـة بين كيانات الجاليات العراقيـة فـي الخارج ’ ومثلمـا تبـداء المبادرة ( التجربـة ) تموت فـي مهدهـا بعـد ان تترك اصاباتهـا وعدواهـا الضـارة فـي جسد الشريحـة او الكيان او التجمـع الذي ادعـت تمثيلـة والدفاع عـن مصالحـه .
الأحزاب والطوائف والمذاهب والحكومات ايضـاً ’ شأنهـا شأن كـل الكيانات ’ تبداء بحيويـة فائقـة وتسحب خلفهـا وتضـم داخلهـا قليلي التجربـة مـن اصحاب النوايـا الطيبـة ’ لكنهـا وفـي جميـع الحالات لا يمكنهـا ان تستمر بلا نهايـة متربعة علـى ظهـر الزمن ’ انهـا ايضـاً تكبـر وتهـرم وتتحلل وتتآكـل ويحـل محلهـا الجـديد الآخـر ويرميها اخيـراً على القارعـة منتـوفـة الريش رغـم عنادهـا ومهمـا تشبثت بماضيهـا واوهامهـا وتواريـخ امجادهـا ’ حتـى ينتهـي بهـا الأمـر لتصبـح كالزائـدة الدوديـة فـي جسد الحركـة الجماهيريـة ’ عديمـة الفائـدة لكن اخطارهـا قـد تكون مـدمرة احياناً’ تلك الحالة جعلت حجـم المستقليـن يتضاعف ويتميـز بردود افعاله وتمرده في اغلب الحالات ويضـع حـدوداً فكريـة وثقافيـة وممارسات وتقاليد نقابيـة ومهنيـة بينـه وبين الذين لا يرغبون وربمـا لا يستطيعون مغادرة القديم البائس مـن اساليبهـم وممارساتهـم وتكتيكاتهـم وضيـق افقهـم الموروث .
لقـد بلغ حجـم الذين لا يرغبون وسيطـاً استهلك قيمـه ممارسات ضـارة بينهـم وبين التزاماتهـم وواجباتهـم ازاء الوطـن والنـاس ’ لا يرغبون ان تكون قضاياهـم ومصالحهـم وحقوقهـم جسوراً لعبـور المدعين والمنتفعين ’ ولا يطيقون الـردح خلف مـن ضللهـم واستغفلهـم واستحـوذ على جهدهـم واثمان تضحياتهـم ثـم تركهـم فـي مأزق الأنتكاسات والهزائـم وخيبـات الأمـل .
التغير الذي حدث فـي 09 / نيسان / 2003 ومهمـا كانت مآخـذنـا عليـة ومواقفنـه منـه غيـر انـه كان جـذريـا عنيفـاً بالنسبـة للذين يحسنون التعامـل معـه ’ لكـنه مـع الأسف لم يغير ايجابـاً فـي احزاب ومنظمات الطوائف والمذاهب والأيديولجيات ’ اغلبهـم استمـروا بهـذا القدر او ذاك يهـرولون بعيـداً خلف الواقـع العراقي الجـديد ة يمسكـون بـذيل التطورات الهائلـة على اصعـدة الأقتصاد والثقافـة والسياسـة والوعـي والحراك الجماهيري بشكل عـام ... يرفضون التخلـي عـن معلبـات افكارهـم القديمـة .. نظرياتهـم القديمـة .. ممارساتهـم وسلوكياتهـم القديمـة او مغـادرة اطلال امجادهـم والقابهـم وتواريخهـم التـي كانت واصبحـت قديمـة ’ يجهلون او يتجاهلون بأن الجديد سوف لـن يتوقف طويلاًعنـد جـدارياتهـم التي اصبحت قديمـه ’ وسيغادرهـم دون ان يلتفت ’ وتلك هـي الحياة ’ قديمهـا يذبـل انتضاراً عنـد ابواب نهايتـه وجديدهـا يـواصـل دورتهـا ومسيرتهـا ’ فمـن لـم يمارس عمليـة اصلاح ذاتـه وتجديد اوصالـه وترميـم كيانـه عليـه ان يترك الواقـع الجديد وشأنـه بلا معانـاة .
الملتزمـون حزبيـاً وطائفيـاً ومذهبيـاً وقوميـاً بعقائدهـم وايديولجياتهـم ونهجـم الموروث داخـل كيانات الحركـة الجماهيريـة ومنهـا الجاليات العراقيـة خارج الوطـن لا يتجاوز حجمهـم في افضل حالاتهم ال ( 10% ) ’ يحاولون عبثاً وضرراً ابتلاع اكثرمـن ( 90 % ) مـن حجـم المستقليـن داخـل ثكناتهـم الى جانب تجميـع قطيعهم وافتعـال منظمـات وتجمعات استباقيـة ومصلحيـة بغيـة الألتفاف وقطـع الطريق امـام انبثـاق اي تنظيـم او تجمـع وطني دموقراطي مهني مستقـل او محاصرة وتدميراي كيان يتشكل عفوياً مستقلاً اقتضته الظرورة ... يستعيرون مـن ترسانة خبرتهـم وتجربتهـم حتى غير المخجـل منهـا بغيـة اختراق وتدمير كيانات منظمات المجتـمع المدني التي قـد تتشكل بمبادرة بعض الوطنيين المستقلين مـن داخـل كيان الجاليات العراقيـة فـي الخارج ’ وقـد عرقلوا وشوهـوا وصفـوا الكثيرمـن المبادرات الوطنيـة المستقلـة مستغلين خبراتهـم وتحالفاتهـم ورصيـد نفوذهـم الذي وفـره لهـم اشتراكهم فـي حكومة التحاصص والتوافق وعادة اقتسام السلطة والثروات والمجتمـع ’ تلك الحالـة التـي اصبح فيهـا التيار الشعبـي المستقـل يدخـل مـواجهـه لا زالت غيـر متكافئـة ’ فلا زالت ثقافـة الأحتيال والتضليل والتجهيـل والأستغفال وتشويـه الحقائق وحـرف الواقـع تصفـع الجـديد الوطني المستقـل وتنهـك مبادراتـه .
السـؤال الذي يعترض طريق التيار الشعبي المستقـل ويوصـد بوجهـه جميـع منافـذ الأستسلام والتراجـع يتلخص فـي .
المستقلون : الـذين يشكلون ( 90 % ) تقريبـاً مـن كيان الجاليات العراقيـة فـي الخارج ... هـل سيستمرون فـي ذبـح الوقت ضياعـاً للفـرص والمبادرات والواجبات الوطنيـة وانكمـاشاً داخـل جدران التردد والعجز والخوف مـن الأخـر انتضاراً سلبيـاً لمـا سوف يتكرمون بـه مـن لا يملكون نـوايا واخلاقيـات الكـرم ... ؟
المستقلون : هـل يسمحون لأنفسهـم ان يستمروا مهمشين على هوامش الفعـل المثمـر ’ يعيدون اجترار تواريخـاً كانت .. وروابط ابـوية كانت .. وعلاقات تفتقـر الى المبدئيـة كانت ’ تتحكـم فـي مجمـل دوافعهـم ونشاطاتهـم قـوة العادات التـي استهلكت ظرورتهـا اصلاً ... ؟
المستقلون : هـل سيخلعون كل مـا لـه علاقة بسلبيات وانتكاسات وهزائم الماضي ’ ويتصرفون قولاً وفعلاً ونوايـا صادقـة وارادات فاعلـة كمستقلين مـن اجـل العراق وحـده ... يرفعـون حـواجز الطائفيـة والمذهبيـة والقوميـة والحزبيـة والأيديولوجيـة التـي كانت ولا زالت تفصلهـم عـن واجباتهـم والتزاماتهـم الوطنيـة والأنسانيـة ’ حيث مستقبلهـم ومصالحهـم وحقوقهـم المهنيـة والثقافيـة لا يمكـن لهـا ان تتشكل وتترسـخ الا اذا كانت ضمـن الأطار العام للمصالـح العليـا للشعب والوطـن ... بعدهـا نستطيع القول : اننـا حقاً على ابواب يقضـة المستقلين وطنيـاً يجمعنـا شعار اوحـد واهـداف مشتركـة داخـل منظمات مهنيـة ونقابيـة وطنيـة انسانيـة لا يمكـن لهـا ان تكـون الا مستقلـة مـن اجـل العراق ... ؟
متـى ستتشكـل كياناتنـا ...؟
مثقفـون مستقلون مـن اجـل العراق .... اكاديميون مستقلون مـن اجـل العراق ... مهنيون ونقابيون مستقلون مـن اجـل العراق ... كتاب وفنانيين وشعراء مـن اجـل العراق ...وهكـذا ... وهكـذا .. مستقلون مـن اجـل العراق .
اننـا ننتظـر دائمـاً مـن يقول مـتى وكيف نتوحـد مستقلون مـن اجـل العراق .
04 / 06 / 2008
[email protected]
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟