أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3















المزيد.....

الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبـل الدخول فـي سفـر وفـد المثقفين العراقيين للتضامـن مـع اشقائهـم الكورد الفيليين ’ اشعروكأن اسئلـة القاريء تحاصرنــي فضولاً ...
هـل كنت فـي المنطقـة الخضـراء ... وهـل حقـاً انهـا خضـراء ... ... الناس فيهـا تشبـه الناس الذين خارجهـا ... وهـل تتمتـع بماهيـة وخصوصيـة تميزهـا عـن بغــداد ... ؟
نعـم كنت فـي المنطقـة الخضــراء ’ المحصنـة حصـاراً رسميـاً ’ مثلمـا كنت فـي سواق بغـداد وشوارعهـا وازقتهـا وحـزن الناس فيهـا ... المنطقـة الخضـراء لا تشبـه بغـداد اطلاقـاً ’ والناس فيهـا تفصلهـم عـن الذين خارجهـا مساحـة زمنيـة طولهـا وسعتهـا خمسـة سنوات عجاف تقريبـاً ... داخلهـا يتحركون بأتجاهات مختلفة ’ الطيب فيهـا لا خيار لـه الا ان يختلط مـع الأسواء فـي عصيـدة المصالحة السياسيـة ... خارجهـا تتحكـم المحنـة المشتركـة في تحديد اتجاههـم ومـن معاناتهـم ومرارة تجربتهم تتشكـل خيوط المصالحـة الوطنية ... فيها يهرب الناس مـن الوقت وخارجهـا يمسكون بــه ’ الأمن فيهـا محاصـراً وضيـاعـه خارجهـا طليقـاً ... الحيـاة داخلهـا تضحـك علـى ذقنهـا ضجـراً واحيانـاً تجترهـا التوافـه ونـوبات الخوف وخارجهـا جريحـة تتنفس الثقـة مفعمـة بالأمـل واعادة صيـاغـة الذات ... كـل ما فيهـا مقمطـاً بالحـواجز الكونكريتيـة والنفسيـة وحالات الريبـة وتعاطـي الشكليـات ’ وخارجهـا تتشكل ارادة الناس واثقـة بعـد ان سحقت بصبـرهـا جنون واهـوال اعـوام 2006 و 2007 الداميـة ...وانـا الذي تربيت فـي بغـداد ورضعـت مـن حزنهـا ’ وجدتهـا تبكـي ’ تجاوزت دموعهـا جلداً ومكابرة احيانـاً ورحلت فـي اسواقهـا وشوارعهـا وزواياها المحاصـرة بالأشيـاء الكريهـة ’ وجـدت الناس هناك تتفجـر اعتراضـاً ثـم عزيمـة وارادة مـن اجـل اعـادة طيفهـا الأخضــر معطـراً بأحلام الأمهـات ... رأيت هناك العـراق حقيقـة لا كمـا يتوهمـه المحبطـون او تبسقـه دسيسـة ذلك الأعلام المأجـور والمـوبوء كراهيـة وحقداً على اهـل العراق .
خضـراء : اسم بلا مسمى ’ فهي كالحة جافـة مـن عطـر الأبتسامات المرحة وتدفـق الفـرح مـن اعمـاق الألفـة الصادقـة.. العراقيون خارجها يمارسون دورة المـرح ونبل العواطف ودفيء العلاقات وذكريات الأيام العراقية العائـدة وعيونهم ترحـل حباً لبعضهم عبـرالحواجزالمليشياتية ومكائد الفتن المستوردة .
اللقـاء المثمـر مـع سماحـة الشيـخ جلال الصغيــر كان وديـاً منتجـاً ’ فالـى جانب روح التضامـن مـع حق الكورد الفيليـة ووفـد المثقفين الذين حملوا همهـم ’ تعهـد لنـا فـي دعـم جهدنـا مـن اجل تحقيق بعض الأنجازات ويكون طرفـاً فعالاً فـي انصاف تلك الشريحـة المظلومـة بغيـة استعادة ما يمكن استعادتـه مـن حقوقهـا المشروعـة ’ وتكفـل سماحتـه في تحقيق بعـض اللقـاءات مـع المسؤولين فأنجـز لنـا اللقـاء مـع وزيـري الداخليـة والماليــة وكذلك وزيـر الخارجيـة ’ واثمـر جهـده المشكـور مـوعداً هامـاً مـع سمـاحـة ايـة اللـه السيــد علـي السيستـانـي .
انـا شخصيـاً لـم يسبق لـي ان التقيت مـع رجـل ديـن بهـذا المستوى الرفيـع ’ لقـد غيـر سماحتـه الكثير فـي انطباعاتنـا عـن رجـل الدين عندمـا يكون منسجمـاً مـع ايمانـه وعقيدتـه ورسالتـه والتزاماتـه تجـاه الخير والرحـمة والعـدالـة والمساواة والمثـل السماويـة ’ كان سماحتـه متواضعـاً زاهـداً معبـراً عـن مواقف انسانيـة راسخـة تجـاه الأنسـان والوطـن كارهـاً شـرور الدنيـا منهكـاً وكـانـه يعيش مواجهـة غيـر متكافئـة ضـدهـا ’ عبـر ايمانـاً عـن حبـه للعـراق وطنـاً وشعبـاً حيث كـرر " لا تقولوا عربي او كردي ’ مسلم او مسيحـي ’ شيعي او سنـي ’ قـولوا عـراقـي ... انكـم جميعـاً عراقيون وابنـاءً للعـراق ... بارك اللـه فيكـم ... واشكـر جهدكـم وانتـم قادمـون مـن غربتكـم عناءً لتتضامنـوا مـع اخوانكـم ... انهـم مظلومين ( الكرد الفيليـة ) ويجب انصافهـم ... انهـم وللـه منقوشيـن في قلبي ,,, انـا ادعـو العربي ان يتضامـن مـع الكردي والكردي مـع التركماني والمسلم مـع المسيحي والشيعـي مـع السنـي ... انكـم جميعـاً عراقيون وابنـاء للعـراق "
وبمـا اننـا غيـر مسموح لنـا ان نمتلك اشيائنـا عند مـواجهـة سماحتـه لندون فيهـا تفاصيـل لقاءنـا معـه ’لهـذا فقـد فاتنـا الكثيـر ممـن تسرب خارج محفظـة الذاكـرة ’ لكن سماحته كان مهتمـاً بمستقبـل العراق محايداً بين مكوناته يتسع قلبه لجميع العراقيين ومن اعماقه يتمنى لهم الخير والأمن والسلامة
قـد لا يصدقنـي البعض... وليسخـر منـي بطـراً ان شـاء ’ كنت اشعـر امام حضـرة سماحتـه بأحتـرام وتقـدير غيـر عاديين ومثـل جميـع اعضـاء الوفـد قبلت يـده برغبـة وهيبـة ومحبـة ودوافـع روحيـة اخـرى توقفت عنـد لحضتهـا او ربمـا فضلت ان اتناساهـا حيث تشكلت ’ كمـا ان الذاكـرة الهرمـة غيـر مؤهلـة للأحتفاظ بهـا كاملـة ’ لكنهـا وفـي جميـع الحالات كانت الى حـد بعيـد تحمـل شيئـاً مـن حلاوة القبلـة ليـد الوالديـن .
لا استطيع الحديث اكثـر عـن سماحتـه ’ لأن بـدايـة الأمـر سوف لـن تجـد نهايتهـا ’ غيـر اني ومـن اعماق قلبـي اتمنـى لسماحتـه الصحـة والعمـر الطويل مصحوبـاً براحـة البال .
امنيتي التي خرجت بهـا هي ان ارى قـطط المتسلقين على طهـر الأديان والمذاهب منافعاً شخصية ’ ان يتقـوا اللـه ويخرجوا مـن ظلمـة زواغيـر العمامـة والموعظـة والتيـار ويتعضـوا بسماحـة السيد علـي السيستاني ورعـاً وزهـداً ونكران ذات وحب الخير للآخر ـــ ربـي ارزق الناس ثـم ارزقنـي بعـدهـم ـــ
رجـال الدين الأفاضـل ’ ومهمـا كان دينهـم ومذهبهـم وعقيدتهـم ’ يجمـع بينهـم السمـو والنبـل وحب الخيـر والسلامـة للآخرين .
قـداسـة الكاردينـال عمانوئيـل ديللـو كان يمسك الطرف الآخـر مـن الحب الأزلـي للعـراق والأيمان المطلق بشعبـه عبـر عن عمـق حزنـه لمصاب العراقيين متمنيـاً لهـم الخلاص مـن مأزقهـم ’ وعندمـا ابدينـا امامـه رغبتنـا فـي القدوم مستقبلاً وفداً للتضامـن مـع اشقائنـا المسيحيين اجاب : " تضامنـوا مـع العراق فجميع العراقيين مظلومين وبحاجة لكم ... اشكركـم وابارك جهدكـم ’ انكـم تحملتـم اعبـاء السفر مـن اجـل التضامـن مع اشقائكـم الكرد الفيلية ... انهـم حقاً مظلوميـن ويجب نصرتهـم والتضامـن معهـم وعلى الحكومة ان تتحمـل مسؤوليتهـا تجاه ابنـاءهـا " شعرنـا وكأن الرجل يختزن في قلبه كـل العراق دون ان يسح بفـواصل وفوارق قـد تفصل بين دينـه والأديان الأخرى وبين شريحتـه والشرائح الأخـرى كـرر مباركة جهدنا وبروح التواضع وعمق الأيمان اوصانا بالعراق وعمل الخيـرمـن اجـل العراقيين .
اللقـاء الذي اراه هامـاً بعمقـه وابعاده ومحتواه كـان مـع رئيس الوزراء السيـد نـوري المالكـي حيث عبـرت مفرداتـه عـن شجاعـة وجـديـة وجـدارة فـي اصراره علـى ان يضـع العراق علـى جـادة الأمـن والأستقراروالأعمار الشامـل ’ تحدث بوضوح عـن مشكلات العراق وازمـات العراقيين ... الصعوبات والعثرات التي تعترض جهـده الوطنـي ’ مبدياً اهتمامـاً استثناءيـاً بدور الثقافـة والمثقفين داخـل وخارج الوطن وطالب المثقف الوطني ان يمارس دوره المستقـل والمؤثـر في مسيرة العملية السياسية والتجربة الفتية للديموقراطية والأفاق المستقبلية للعراق الجديد ’ تحدث ايضاً عـن اجراءاته الجريئة والمواجهات الشجاعـة لقوات الجيش والشرطـة والأجهزة الأمنيـة فـي البصـرة ومدينـة الثـورة ( التـي صادروهـا واستصدروهـا وشوهـوا هـويتهـا الوطنيـة الرعـاع مـن زنابيـر الرذيلـة ) وكذلك فـي مدينـة الموصـل واشتكى بمرارة مـن الأدوار المشبوهة للأعلام محليـاً وخارجيـاً فـي الحاق الأذى بأهـل العراق ودعى الأعلام الوطنـي الى ان يلعب دوره فـي الدفاع عـن الحقيقـة العراقيـة والتطورات الأيجابيـة التي تحدث يوميـاً علـى الأرض ودعـى المثقفين الوطنيين الى ان يجنحـوا لمبداء الموضوعيـة والدقـة وانصاف العراق وشعبـه فـي نقـل المعلومـة صدقـاً ’ واكد علـى ان العراق لا يمكـن لـه ان يتطور ويتقـدم ان لـم يكـن فيـه السياسي مثقفـاً والمثقف مسيسـاً ’ وتعهـد سيادتـه في دعـم الثقافـة الوطنيـة ومساعـدة المثقفين الوطنيين الذين يعملون حقـاً مـن اجل العراق واهلهـم والعمـل على رفـع الضغوط الماديـة والمعنويـة والنفسيـة التي تعيق مواهبهـم وابداعهـم وتؤثـر على مهنيتهـم واستقلاليـة مواقفهـم .
لـدي قناعـة تامـة ’ ان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي كان يعني مـا يقولـه وملتزمـاً بمـا يفكـر بـه ويرغب انجازه للعراق ’ واذكر هنـا مثالاً لموقفـه المسانـد لشريحـة الكرد الفيليين ’ حيث عندمـا علم ان الدوائر فـي وزارة الداخليـة تكتب فـي الجنسيـة التي تمنـح للكورد الفيليين ( عراقي مـن التبعيـة الأيرانيـة ) استنكر ذلك واتصل حالاً بوزارة الداخليـة وطلب منهـم رفـع كلمـة ( تبعيـة ايرانيـة ) لأنهـم عراقيون وهـدد المسؤولين فـي الوزارة على احالـة الأمـر الى القضـاء والأجراءات القانونيـة اذا مـا تكررت مثـل تلك الترهـات المخجلـة ’ كذلك اوعدنـا بالتنسيق مـع المعنيين فـي اللجنـة التي اقترحهـا رئيس الجمهوريـة .
يتبع في الحلقـة الأخيرة ’ الحديث عـن رجـل الدولـة الرائـع السيد الدكتور بـرهـم صالـح والسيـد عضو مجلس النواب مثال الألوسي والسيدة الفاضلـة النائب في البرلمان صفيـه السهيــل واللقـاء الأخيـر مـع رئيس وزراء اقليـم كردستان السيد نيجـرفان البارزانـي والسيدة الفاضلـة هيـروابراهيــم احمــد .
برلين ــ 01 / 06 / 2008
[email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية ...
- الكورد الفيليين : شعار في عيون الثقافة الوطنية .
- الكرد الفيلية : سيرة معبدة بالشرف ..
- من دم المطران رحو : تولد المحبة .
- اليسار القديم في الواقع الجديد ...
- راجمات ثقافية ...
- حرق المراحل في البصرة ...
- البعث الذي في البصرة وليس سواه ...
- الصرخة المشتركة ...
- بعد التغيير : العراق الى اين ... ؟
- ايها المطران : اقبلك جرحاً في العراق ...
- لصوص المظلوميات ..
- لا تصالح موتنه ...
- راح القطار الما اجه ...
- السيد المالكي واللاحكومته ...
- العراق في رسالة للسيد مسعود البرزاني ...
- لا جديد في العدوان التركي ..
- عودة ....
- المستقبل العراقي : بين الجنوب وكردستان ...
- خسرتم ويبقى العراق ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3