أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم سوزه - آخر تصريحات الكيّا














المزيد.....

آخر تصريحات الكيّا


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:36
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد عناءٍ طويل، استطعنا عبور الالغام البشرية من الشرطة والجيش، واجتزنا كل الحواجز الكونكريتية الموضوعة لفصل منطقة عن شقيقاتها الاخريات، وساد الهدوء لبرهة في الكيّا التي استقلتها لأمضي الى مكان عملي .. حتى قطع السكينة والهدوء شيخ كبير معلّقاً على (الطسّة) التي (طسّت) ظهورنا جميعا اثناء مرورنا عليها، وينها الحكومة متجي تشوف الشوارع.

ردّ الرجل الذي كان يجلس بجانبه، ياحجي الحكومة شتصير، اشو دا تحارب الارهاب منا، وتناضل بالعملية السياسية منا، يا يابة ... وبعدين احنا منطيها مجال تشتغل!! اشو يومية شايلين السلاح عليها.

دخل على الخط شاب وسيم يبدو عليه مظهر الموظفين وقد اثرت فيه تصريحات المسؤولين حول الاعمار، يابة ترة الحكومة خصّصت 70 مليون دولار لمشاريع مهمّة للمنطقة هالايام، هسّة راح اتشوفون الاعمار اشلونه.

حينها فقط اثار هذا الكلام رجلا ً ميليشياوي الوجه ليرد بكل عصبية، عمي يا سبعين مليون الله يخليك، الحكومة مجموعة من الحرامية والسلابة وقطاع طرق .. جايين وية المحتل بس علمود البوك والنهب، ميفكرون بهذا الشعب المسكين.

ردّ الركاب باجمعهم وبصوت واحد، اي والله، حجايتك صحيحة ابو ...... اعتقد كان بعضهم (يجّفى) شر الرجل ونظراته الحادة.
كل هذا الصراخ والنقاش لم يثر جميلتين اثنتين صعدتا الكيّا من آخر صبّة كونكريتية، وجلستا قرب بابها .. من السهل معرفة انهما طالبتان جامعيتان، من اناقتهما ومحاضراتهما التي اثارت فيّ الحنين الى مقاعد الدراسة مجدّداً .. كانت نظراتهما تتوزّع يميناً وشمالاً تهرّباً من نظرات (الفحلّة) في الكيّا.

ها قد احتدم النقاش من جديد،
ودخل فيه عنصر المحتل الامريكي بكل قوة، فقد هبّ رجل يحاول ان يهدّئ الاجواء ويبرّئ كل الاطراف العراقية من هذه الفوضى، ليظهر بمظهر المُحايد الذي لا يميل، لا الى الموالاة ولا الى المعارضة، من خلال اتهامه القوات الامريكية المحتلة بكل هذه المآسي والمصائب، واللطيف انه استخدم مصطلحات (ثخينة) دون ان يراعي موقعها الاعرابي او حتى معناها الدقيق مثل العلمانية والفيدرالية والليبرالية والتكنوقراط (وخبطهن بطشت واحد على كل العبرية بالكيا) حتى انتهى بعبارة، يابة خصم الحجي، هذولة الامريكان ناس علمانيين ويريدون يدمرون التكنوقراط مال الاسلام، فيطلعون علينا الفيدرالية والليبرالية وما اعرف شنو بعد .. وابوكم الله يرحمه.

استمر هذا الصراخ ليتدخل السائق وبصوت مرتفع، اخوان منو ما دافع كروة لحد هسة يامعودين. لا هم لسائقنا هذا سوى (كروته) التي كان الحديث عنها نشازاً وغير منسجماً مع السياق العام للنقاش .. الى هنا صاحت احدى الجميلتين، نازل عيني نازل، لتقطع على الكل صراخهم، وتنزل مع زميلتها الى حيث وجهتها، وسط هدوء جميل خيّم على رؤوس الركّاب كلهم، وهم يشاهدون عملية النزول بحسرة وأسف، فانقطع بعد ذلك كل الحديث والنقاش، وتبيّن ان الفتاتين كانتا الباعث القوي والمحرّك الاساس لهذه الحوارات الساخنة، فالكل كان مستعداً ليُظهر ثقافته امامهما، علّه يفوز بنظرة (صفح) من احديهما تُعينه على مشقة الطريق وعنفوان الازدحامات والطسّات.

دائماً يلومني الاصدقاء، لماذا لا تحب ركوب الكيّات وتتسارع لتأخذ اول (تاكسي) الى عملك، في محاولة منهم لمساعدتي على التوفير؟!
اتمنّى ان يقرأوا مقالي هذا، كي يعرفوا السبب ويبطل عندها العجب.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الرصاص
- آآآآه ... لو كان عندنا هدّافاً
- اعتقال وزير الثقافة
- قرار حل اللجنة الاولمبية العراقية
- الشيوعية مأساة المولد .. مأساة النهاية
- الحوار -المُتعفّن- وليس -المُتمدّن-
- ماذا يقولون ادعياء القومية اليوم عن مفاوضات سوريا واسرائيل
- ماذا لو كان هذا القرار في العراق
- حرب الحزب الاسلامي العراقي
- عندما تكون الميليشيا اقوى من السلطة
- هل اصبح البعث الممثل الوحيد لسنّة العراق
- كيف تنهض امتنا .. جواب على تعليق الاخت سلمى المختار
- اغتيال الصحافة
- التجنيد الالزامي .. ماله وماعليه
- المشروع العراقي الجديد في مواجهة ايران
- الاسلام والليبرالية
- -اسلامي الهوى .. ليبرالي الميول- يقبل بالحوار يا عبد العالي ...
- تخرّصات الظواهري
- نعم انهم متمدّنون حقاً
- كللللللللش،التوافق عادت


المزيد.....




- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم سوزه - آخر تصريحات الكيّا