أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم سوزه - عندما تكون الميليشيا اقوى من السلطة














المزيد.....

عندما تكون الميليشيا اقوى من السلطة


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 07:02
المحور: المجتمع المدني
    


في اقل من ساعة ونصف تقريباً سقطت بيروت أسيرة تحت حراب مقاتلي حزب الله اللبناني وتمّت السيطرة على كل منافذها ومؤسساتها تقريباً دون ان يكون هناك رداً مماثلا ً من القوى الاخرى في فريق السلطة وهم قوى الرابع عشر من آذار، الذين قالوا بأنهم لا يريدوا ان ينجرّوا الى حرب اهلية لبنانية - لبنانية .. وقد كان هذا التصرّف اكثر تعقلا ً رغم اني اعتقد بان السبب الحقيقي وراء عدم الرد هو انعدام التوازن بينهم وبين حزب الله عسكرياً وليس غير هذا الأمر.

سيطرة حزب الله على بيروت تمخّضت عنها وكنتيجة حتمية وطبيعية اسكات المؤسسات الاعلامية التي تنتمي للمعسكر الآخر بعد ان تم اقتحام مبنى تلفزيون المستقبل والعبث بمحتوياته وحرقها مع محتويات جريدة المستقبل الناطقة باسم آل الحريري .. ولا زال الامر على ما هو عليه بانتظار ما ستؤول اليه جهود الوساطة واجتماع وزراء الدول العربية مع التحرّك الدبلوماسي الخجول الذي تبديه بعض الاطراف الداخلية والخارجية لاحتواء الازمة واعادة الماء الى مجاريها.

يبدو ان المسألة وللاسف الشديد ما زال يُنظر لها من منظور طائفي رخيص، ومازال هناك من يؤيد هذا الطرف او ذاك تبعاً لخلفيته الطائفية وليس تحليلا ً للامور بمعزل عن مكتسبات الطوائف. فقد آن الاوان للمثقف العربي والاسلامي بل وللشرق اوسطي عموماً ان يتخذ موقفاً مبنياً على رؤية تحليلية سليمة بعيدة عن الطائفية والعنصرية .. فليس من المعقول ان ندعم طرف ضد آخر لمجرد كونه ينتمي الى نفس طائفتنا او ديننا او قوميتنا بغض النظر عما اذا كان خاطئاً او محقاً. هذا منطق معيوب وسيحاسبنا عليه الزمن والضمير الى الأبد.

من هذا المنطلق وتكملة ً لمقالاتي السابقة التي لا اصطف فيها الاّ مع الحق والمنطق بغض النظر عن اي معيار آخر، سأبقى مدافعاً عن الحق حتى لو كان هذا الحق في صف الاديان او الطوائف او المذاهب الاخرى التي لا انتمي لها، لا بل حتى اذا كان في صف اليهود .. سادافع عنهم واتبنى رأيهم اذا ما اقتنعت بأنهم على حق. فقد ولّى زمن الكاتب المنحاز وجاء زمن الحقيقة .. الحقيقة التي لن يستطيع اي سلاح حجبها.

نعم انا طائفي اذا كانت طائفتي مظلومة واسلامي اذا كان ديني منتهك وقومي اذا كانت قوميتي مهدّدة، وانساني اذا تعرّض اي دين او ملة في هذا العالم الى الظلم والاجحاف، فمعيار العدالة عندي اشمل من المعايير الاخرى. سوف اتعاطف مع كل مذهب وكل دين وكل قومية وملة لكن ليس على حساب الحق والحقيقة اطلاقا ً.

لهذا اقول ان ما قام به حزب الله مؤخراً كان بحق مغامرة لا تستحق التعاطف ولا التأييد وينبغي على الجميع ادانته، يجب علينا الوقوف امام التصرّفات الفردية والاحادية للجهات الحزبية التي تريد فرض رأيها على الجميع بقوة السلاح، ومهما كانت مبرّراتها واسبابها، فلا يجوز ابداً ان تحتكم للسلاح وترهب الآخرين كي تحصل على مكتسبات سياسية ستخسرها بمجرد امتلاك غيرها قوة اكبر في المستقبل. حسب تصوّري لا يمكن لأي بلد في العالم متنوّع الأطياف والطوائف ان يُحكم من قبل جهة واحدة حتى لو كانت هذه الجهة لديها عوامل القوة حالياً، لأن ما اُخذ بالقوة فسيأتي اليوم الذي يُنتزع بالقوة ايضاً.
ان السيد حسن نصرالله يجازف بشعبيته الكبيرة وحب الملايين له وهو يقوم بمحاصرة بيروت اليوم، وسوف لن يكون هناك تعاطف معه حتى من المنتمين لنفس طائفته .. فالمسألة مسألة عدالة ولا علاقة لها بالطوائف والاحزاب، على الاقل من وجهة نظر المثقفين والاحرار .. ومثلما احبّ العالم بأجمعه السيد نصرالله نتيجة دفاعه عن قضيته العادلة ودفاعه عن الاراضي المحتلة، فهو قادر على كرهه ايضاً وقادر على ان يتخذ موقفاً مضاداً منه ومن حركته وحزبه.

ليس كل من رفع شعار المقاومة ضد المحتل كان اميناً وصادقاً في دعواه ابداً .. فالكثير من هؤلاء لو ثنيت لهم الوسادة لكانوا اسوأ من هذا المحتل الذي يدّعون مقاومته، ولا نريد ان نذكر امثلة لأن القضية لم تعد سراً والجماهير باتوا على علم من هو الاصيل من اللصيق. لكن نصرالله كان بحق صادقاً في شعاره مما اكسبه حب الشعوب .. واليوم هو يغامر بهذا الحب وهذا التعاطف، ولا ادري ان كان قد قرأ ما كتبه العشرات من الكتاب العرب خلال اليومين الأخيرين ام لا !!!

عموماً هذا هو حال الدولة التي تكون الميليشيات فيها اقوى من السلطة، واسأل الله ان لا تحتل ميليشيات اخرى عواصم لبلدان عربية اخرى وتحاول ان تقلد ميليشيات (الله) في لبنان .... الله يستر.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اصبح البعث الممثل الوحيد لسنّة العراق
- كيف تنهض امتنا .. جواب على تعليق الاخت سلمى المختار
- اغتيال الصحافة
- التجنيد الالزامي .. ماله وماعليه
- المشروع العراقي الجديد في مواجهة ايران
- الاسلام والليبرالية
- -اسلامي الهوى .. ليبرالي الميول- يقبل بالحوار يا عبد العالي ...
- تخرّصات الظواهري
- نعم انهم متمدّنون حقاً
- كللللللللش،التوافق عادت
- الاسلام اللّيبرالي ازعج اليسار التقدّمي
- هل غادر الشيوعيون من متردّم ؟
- لماذا نخاف من وفاء سلطان ؟!
- التاسع من نيسان عيد العراقيين الثالث
- قمّة سوريا والمواجهة العربية الايرانية
- صعاليك الفريدام
- التوافق لا تتوافق
- ارهاب القاعدة يوقف سلام المطران رحّو
- هل سيفعلها الشيوعيون ثانية ً ؟
- الحرب الاعلامية الكبرى ... الزمان تقطع رأس المدى


المزيد.....




- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...
- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-
- الأمم المتحدة تقول إن 80 ألف شخص فروا من مدينة رفح مع تكثيف ...
- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم سوزه - عندما تكون الميليشيا اقوى من السلطة