أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - الشوفينية بين الدلالة السياسية والمصطلح















المزيد.....

الشوفينية بين الدلالة السياسية والمصطلح


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشوفينية تعرف اكاديمياً (سياسياً) بانها النزعة الوطنية والكبرياء القومية المفرطة التي تجعل الشخص الشوفيني يتعايش ضمن تقسيمات غير واقعية لخصال وطنه.. تنسجم مع ازدرائه من جهة اخرى لسمات الاقطار الاخرى.

واصل كلمة شوفينية (chauvinism)مشتق من لفضة فرنسية (اسم علم) ورد في رواية مسرحية فرنسية من مسرحيات العقد الثالث من القرن التاسع عشر تتحدث عن جندي فرنسي اسمه (شوفان) يمتاز بسمات قومية متعصبة.. وخاصة وفكر تلك المرحلة في فرنسا كان يمجد العصبية القومية الفرنسية التي وضع لبناتها على الواقع (نابليون بونابرت) ارتبط الجندي شوفان عبر التاريخ السياسي المعاصر بكل ما هو من شأن التعصب القومي والوطني المبالغ فيه عن المألوف.
ان من اكبرر سلبيات ومواطئ الخطأ في مفهوم الشوفينية هو انتقاصها من الاخرين على حساب الوطن او القومية، لذلك ورد المصطلح دوماً في الادبيات السياسية مرتبطاً بالمصطلح المتطرف (xenophobia) ويعني (كره الاجانب) على اساس ان الشوفيني يرى قومه هم اسمى من غيرهم من الشعوب وان الاخرين دونهم واقل منهم بل اعداء لهم احياناً.
مظاهر الشوفينية
لعل اول مظاهر الشوفينية العملية بسلبياتها المفرطة تتوءمت مع ظهور الدول القومية الاوربية المعاصرة في اواخر القرن التاسع عشر كالاتحاد الايطالي الذي اسسه (كافور) والاتحاد الالماني الذي اسسه (بسمارك) الا ان اشد معالم الشوفينية تجسدت في القومية التركية والعربية الحديثتين وخاصة من خلال جمعية (الاتحاد والترقي) التركية وجماعة (الكماليين) الذين يمثلون فكر كمال اتاتورك في صناعة تركيا الحديثة على اساس التعالي على الشعوب الاخرى.
شوفينية الاتحاد والترقي نحو قوميتهم التركية ظهرت بوادرها حتى قبل ظهور الجمعية ذاتها في المرحلة التي برز فيها مفهوم الدول القومية باوربا.. فالعثمانيون آنذاك بدأوا سياسة لصناعة دولتهم بالشكل القومي بعد ان استمرت لاكثر من قرن خلا ملتفة بعباءة الدين الاتحاد والترقي والكماليين تعاملوا مع قوميتهم بشوفينية مفرطة معتبرين انفسهم وقومهم اسمى من غيرهم من الشعوب والاقوام.. في عين تلكم المرحلة اواخر القرن التاسع عشر التي محورت فكر القومية الضيقة في اوربا وبلورت القومية التركية في الغرب الاسيوي شهد الشرق الاوسط نمو افكار قومية جديدة على يد الساسة العلمانيين المسيحيين في لبنان وسوريا كانت النواة لفكرة القومية العربية مستقبلاً.
نحن هنا لا نزدري او نحارب قومية ما بل نزدري وصول مراحل هذه المشاعر الى حد كره واقصاء ومعادات الاخرين لانهم لا ينتمون لهذه القومية او تلك، فالكرد مثلاً في شمال العراق وجنوب تركيا ذاقوا مرارة الشوفينية التي تركتهم الجغرافية اسرى فشمالهم دولة تركية قومية تزدريهم بانهم ليسوا اتراك وجنوبهم نظام قومي عربي شوفيني وصلت بهم الشوفينية العمياء لاعتبار اقطار بعيدة عنا بل مشكوك حتى في انتماءاتها العربية مثل اقطار المغرب العربي وموريتانيا والسودان هي اقرب للنظام من الكرد الذين هم جزء من شعبه على اساس ان اولئك عرب والكرد ليسوا بعرب (والمعروف ان المغاربة والموريتان والسودانيين على سبيل المثال هم خليط بين البربر والامازيغ والزنوج والنوبيين وكلهم ليسوا عرب!).
بروز معالم الشوفينية المعاصرة
الا ان بروز الشوفينية السياسية المعاصرة بكل تجلياتها ظهر على يد الحزبيين الدكتاتوريين في اوربا في النصف الاول من القرن العشرين الفاشست والنازيين.. الحزب الفاشي الايطالي الذي قاده موسوليني للاستيلاء على السلطة عام 1922 في ايطاليا نادى بأمة ايطالية بافضلية على الشعوب الاخرى معيدا ان هذه الامة هي حفيدة للدولة الرومانية التي حكمت العالم القديم مما يعطي لهذه الامة حق حكم العالم الجديد.. اما حكم الحزب النازي الهتلري الذي يعد واحدا من ابرز الاحزاب الشوفينية في العالم فقد قدم طروحات غاية بالغرابة واللا انسانية معتبرا وفق المفهوم(الانثربولوجي) ان الجنس الالماني (الاري) هو اعلى اجناس البشر وهو من يجب ان يحكم العالم اما باقي الاجناس والشعوب فهم ليسوا الا خدم وعبيد لهذا الجنس، بل وصلت المغالاة لدى هتلر انه اعتبر بعض الشعوب كالساميين (عرب ويهود) هم اقل مرتبة من القرود على اساس انه يؤمن بالنظرية التطورية للانسان للعالم الامريكي (تشارلس داروين) الذي وضع وجهة نظره المدحوضة لاحقاً بان الانسان تطور عبر مراحل كانت القرود مرحلتها الاولى!!.
شوفينية النازيون والفاشست دمرت اوربا باسرها وادخلتها في الحرب العالمية الثانية بكل فضائعها.
تطور مفهوم القومية العربية بُعيد الحرب العالمية الثانية وخاصة في مرحلة (جمال عبد الناصر) ومن تلوه من رعاة الفكر القومي العربي استعملوا اكثر واشد انواع الشوفينية في التعامل مع غيرهم من الشعوب ولعل هذا واحد من اهم اسرار مشكلة الاقليات في بلدان الشرق الاوسط باعتبار ان الحكومات الشوفينية عاملتهم بتمييز عجيب مما خلق عدم توازن اجتماعي بهذه البلدان كما هو الحال في مصر ولبنان والعراق وغيرهم.
مستقبل المفهوم
التطور الفكري والسياسي والاجتماعي الحديث بكل ما حمله من سلبيات قدم ايجابيات رائعة لعل اهمها تأكيده على حقوق الانسان قبل واجباته وانتماءاته وما شاكل .. مفاهيم احترام حقوق الانسان وعدم التمييز والتعايش السلمي وكلها من نقائض الشوفينية هي مفاهيم قديمة وجدت في الكتب السماوية والوضعية القديمة ونادى بها الانبياء الاوصياء والمصلحون ولكن تبنيها كان طوعاً للحاكم بالتالي ظلت امداً بعيداً من الزمن تعيش بتغييب جلي عن الواقع المعاش.
اليوم نجد ان الفكر الشوفيني موجود في انظمة سياسية عالمية محدودة وبعقول مفكرين ورعاة قوميين محدودين ايضاً ولكنه مزدرى ومرفوض بكونه يمثل شرخاً وانتهاكاً صارخاً لحق الانسان في الحياة المتساوية مع بني جنسه كما اراد له خالقه.. وهنا من الضروري التنويه الى ان رفض وازدراء الشوفينية لا يمثل طعناً بالوطنية او الولاء لمبدأ او القوم بل هو رفض لازدراء وتحقير الاخرين لانهم لا ينتمون لنفس ما ينتمي له (س) من الناس.. بالتالي التعايش والاحترام هو اساس فكري لمواجهة الشوفينية والفكر التفضيلي بين البشر.




#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام الغربي .. لا يعكس حقيقة ما يجري في العراق
- نحو مصالحة سياسية عراقية (الحلقة الرابعة)
- نحو مصالحة سياسية عراقية (الحلقة الثالثة)
- الحضارة الإنسانية بين التحطيم والضياع (الحلقة الثانية)
- نحو مصالحة سياسية عراقية الحلقة الثانية
- الحضارة الانسانية بين التحطيم والضياع
- نحو مصالحة سياسية عراقية
- كي يستفد العراق من تجربة لبنان
- المصالحة الوطنية اللبنانية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف
- إلى لجنة الرياضة و الشباب .. ليست حقوق الرياضي فقط بل أنها ح ...
- دعوة إلى ساسة العراق ... لنضع الشماعات جانباً
- المصالحة اللبنانية .. وتدارس الاخفاقات
- عامان جديدان
- دعوات المصالحة بين الرواج و الطموح
- الأعمار ... عصا العراق السحرية
- المصالحة الوطنية في معيار التعدد الحزبي
- ثلوج بغداد ... نذير خير أم شر
- مستقبل العراق السياسي في ضوء سياسة المكانة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - الشوفينية بين الدلالة السياسية والمصطلح