أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - مستقبل العراق السياسي في ضوء سياسة المكانة















المزيد.....

مستقبل العراق السياسي في ضوء سياسة المكانة


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من السعي ورائها آلا آن طرحها النظري يبقى دوما محطا للإحراج لما تتسم به من الصبغة الأرستقراطية غير المرغوب بها تلكم هي ما يسمى )بسياسة المكانة) .
آن سياسة المكانة تعني بابسط صورها تحقيق الدولة لارفع مكانة تستطيع الوصول لها في داخل المجتمع الدولي أو أي تجمع إقليمي أو بين أقطاب القوة في العالم … وقد تستخدم المكانة للأشخاص السياسيون أيضا حيث يبحث الكثير من الساسة أن يجدون أنفسهم في أعلا مواقع قد تناط لهم محليا و إقليميا أو حتى دوليا .
أن سياسة المكانة هي غاية سياسية في حد ذاتها ولكن من يجدون أنفسهم على سدة الحكم هم من يستطيعون رسم مكانة بلدانهم وفقا لسلوكهم السياسي طبعاً وهذا لايعني بان مكانة الدولة هي رهن بحاكمها فقط بل هي رهن بستراتيجية تلك الدولة وغاياتها السياسية إضافة الى مقوماتها .
وتلعب سياسة المكانة دورها البارز في المجال الدبلوماسي تحديدا … فعلى الرغم من أن كل الدول لها سفراء ومبعوثين ألا أن الأخريين لا يتمتعان بأوضاع متساوية بل حسب مكانة الدولة التي يمثلونها .
فمن البديهي أن لا يتساوى سفير دولة أفريقية فقيرة بسفير دولة عظمى كبريطانيا مثلا … فضلا أن الأعراف الدبلوماسية ومنذ عصور عديدة اهتمت بهذا الآمر ففي فرنسا مثلا أيام لويس الرابع عشر كانت العادة أن يقوم الموظفيين العاديين في البلاط بتقديم السفراء الأجانب إلى الملك في حين يقوم الأمراء بتقديم سفراء الملوك للملك … وهنا يتضح مافرق مكانة السفير الذي يقدمه (موظف) في البلاط عن السفير الذي يقدمه (أمير) .
وحتى في البلاط البابوي جرت العادة على أن يستقبل البابا سفراء الملوك في صالة الملوك اما ممثلي الأمراء والجمهوريات الصغيرة فكان يستقبلهم بصالة النبلاء .
ان مسالة مكانة الدولة او المبعوث الدبلوماسي بكونه ممثلا من الدولة اصبح هما للكثير من الدول ولكنه تطور من أرستقراطية قبل قرون إلى حالة من الهيبه في العصر الراهن .
فقبل ما يزيد على النصف قرن في أعقاب الحرب العالمية الثانية تحديدا كانت المكانة تفرض الاسترضاء فنلاحظ كيف أن مؤتمرات دول الحلفاء المنتصرة بعد الحرب كانت تعقد في أماكن قريبة من الاتحاد السوفيتي كما حدث في مؤتمر طهران 1943 وبوتسدام 1945 لارضاء مكانة هذا البلد واشعاره بها ولم تجرى بطبيعة الحال في موسكو حتى لا تصبح مكانة الاتحاد السوفيتي فوق مكانات شركائه من الدول … وعلى الصعيد الشخصي نذكر في تلكم الفترة كيف إن وزير الخارجية السوفيتي غادر قاعة احتفالات النصر عام 1946 بمجرد انه وجد نفسه جالسا في الصف الثاني ووزراء خارجية الدول العظمى الأخرى كانوا في الصف الأول مما جعله يخرج ويحتج بشدة .
بل حتى أن عقد المؤتمرات الدولية في مدن جنيف ولاهاي ليس ألا رغبة في عدم العبث بمكانة الدول السياسية وما تثيره من إشكاليات.
أما اليوم وفي عالم القطب الواحد فسياسة المكانة هي انشط من ذي قبل بكثير فعلى الرغم من أن مسالة المكانة دوليا أصبحت محدودة عند ثلة قليلة من الدول لاشك أن للولايات المتحدة النصيب الأكبر بها ألا أن المجال الجدي الواقع للمكانة بدء يبرز على المستويات الإقليمية وفي فلك المحاور الدولية الناشئة .
وان مشروع الرؤية الإقليمية للعالم ليس جديدا فبالتالي فان رسم مكانات أوسع لدول وفق أقاليمها هوة ما سينتج عنه عنصران العنصر (الأول) الصراع الخفي بين دول الأقاليم الواحد على حصد المكانة الأكبر … أما العنصر (الثاني) هو القوة السياسية الكبيرة التي سيحصدها من حصد المكانة الأكبر بسبب اقترابه من الدولة العظمى ولو كوسيط أو محاور تجعله اكثر تأثيرا على دول إقليمية .
السؤال المطروح أين كان (العراق) في ضوء نظرية (سياسة المكانة) وماهي الرؤية (لمستقبله) وفقا للنظرية نفسها ؟
أن العراق بلد موجود في اشد مناطق العالم إشكالية في السياسة الدولية وهي منطقة (الشرق الأوسط) وذلك لكونها منطقة جغرافية مميزة وتمتاز بوجود اكبر ثروة نفطية في العالم مما يضعها في مكانة اقتصادية مرموقة فضلا عن التنويعات الاجتماعية والعقائدية والأنثروبولوجية وحتى السياسية التي تعيش على ارض هذا الإقليم.
ومما يزيد الطين بلة في هذا الإقليم هو أن معظم دوله تباينة فيما بينها باختلافات متنوعة والصراعات بينهم طويلة ومستمرة والفجوات بينهم كبيرة .فهنا تختلف الأنظمة والمصالح والثقافات ……… الخ .
يجد العراق نفسه محاطا بخمسة دول هي إيران من الشرق وتركيا من الشمال وسوريا والأردن من الغرب والسعودية والكويت من الجنوب مع منفذ صغير على الخليج العربي ويمر في العراق النهران دجلة والفرات أولهم ينبع من تركيا ويمر في العراق والثاني ينبع من تركيا أيضا ولكنه يمر بسوريا قبل وصوله للعراق ليصبا في مياه الخليج بعد اتحادهما في مدينة البصرة الجنوبية .
ان المكانة الجغرافية للعراق كما استعرضناها مميزة حتما فهو يلتصق بجنوب أوربا ويقترب من دول الشمال الأفريقي ودول البحر المتوسط فضلا عن وقوعه في غرب القارة الصفراء آسيا .
وقد ساعد تطور المجتمع المدني في العراق ومنذ عصور وازدهار الفكر فيه مما تكرس بأن يصبح أول دول المنطقة استقلالا وجعله عضوا في عصبة الأمم منذ بداية تأسيس العصبة وقت كان الأقطار المجاورة أما غير موجودة على الخريطة أو أنها مجرد مستعمرات صغيرة لاتملك أي استقلال ما عدا إيران وتركيا الجارتين بكونهما يقتربان مع العراق بتطورهما السياسي والفكري عن دول المنطقة الأخرى .
و على الصعيد السياسي في تاريخ العراق الحديث فقد انجب العراق الملكي مجموعة كبيرة من الساسة الكبار الذين بلا شك أدركوا المكانة كسياسة مهمة وأدركوا حقيقة المقومات التي يمتلكها بلدهم لحصد اكبر مكانة في منطقته وعن جدارة … وفعلا عملوا على تطوير مكانة هذا البلد من خلال تطوير العلاقات مع الدول الكبرى وخاصة بريطانيا العظمى آنذاك والاهتمام بالتطوير الصناعي وخاصة في مجال النفط الذي اصبح شريان الحياة الاقتصادية منذ ذلك الوقت … وقد تجلت مكانة العراق السياسية في أوضح صورها في العام 1956 عندما اقر لاحقا تأسيس ما عرف بحلف بغداد (السنتو) وهو حلف عالمي مرادف لحلف الشمال الأطلسي (الناتو) ولكن في منطقة آسيا والشرق الأوسط وتركيا حيث وجد أيضا للغرض ذاته وهو الوقوف أمام المد الشيوعي الإلحادي العنيف آنذاك وعندما نعلم أن حلف بغداد كان قد ضم دولا من باكستان إلى تركيا نجد بوضوح المكانة العراقية كيف كانت بحيث اختيرت من صناع القرار العالمي لتكون الدولة الأولى في تلك البقعة الكبيرة من العالم .
ولكن المد الشيوعي والقومي والاشتراكي لم يكن بعيدا عن العراق ففعلت المؤامرات السياسية فعلتها لتتجسد بالانقلاب العسكري عام 1958 الذي أطاح بالحكومة الملكية وهنا اثبت مرة أخرى مدى أهمية المكانة العراقية حيث أن هذا الانقلاب حرك المنطقة بأسرها وبصورة مرعبة وكأن الغرب الليبرالي خسر أهم دولة في المنطقة حيث سرعان ما عم الرعب في دول الأردن ولبنان ووصل الأمر لدى الأخيرة من الرئيس كميل شمعون بطلب التدخل الأمريكي مما حدي بالأمريكان بالإنزال بلبنان بنفس العام والتهديد باجتياح الأردن في حالة وصول المد الثوري أليها مما خلق أزمة دولية كبيرة .
ولكن ومنذ العام 1958 ولغاية العام 2003 والحكومات في سبيل الجمهورية تسعى بصورة مباشرة أم غير مباشرة متعمدة أو غير متعمدة لإفقاد العراق مكانته اكثر واكثر وعلى مختلف الصعد الإقليمية والدولية من خلال إغراقه أما بالمؤامرات والانقلابات السلطوية أو لجره لحروب شرسة توسعية فضلا عن القمع الغير محدود والغير مسبوق للشعب العراقي الذي كان دوما الضحية الأولى … ولا ننسى ما لعبته دول الجوار لتدمير هذا البلد والسطوة على خيرات ومكاسب شعبه بأبشع السبل من اجل أن تخلق لنفسها مكانة ليس لها الحق بها وليس عندها المقومات للخوض بها كما فعلت الأردن وسوريا .
وهذا الكلام بطبيعة الحال هو ليس طعنا بالنظام الجمهوري كفكرة ولكن التطبيق لاءي نظام له كلمته ولا احسب أني بحاجة لابين مدى الأخطاء التي وقعت بها الحكومات العراقية في سبيل الجمهورية … حيث أن الشعب كان مغيبا دائما عن الرؤية السياسية للحكومات الأخيرة وخاصة حكومة الدكتاتور المخلوع صدام التي استعملت ابشع وسائل الإبادة ضد الشعب العراقي .
فخلال الفترة من 1958 ألي 2003 حدثت الكثير من المتغيرات التي حطمت مكانة العراق وبصورة مستمرة رغم أن الحكومات العراقية وخاصة حكومة اللانظام السابق كانت تحاول دائما إيهام الشعب العراقي بان مكانة البلاد في تطور دائم والحقيقة لم تكن الا نفخاً في بالون مثقوب .
ان الانقلابات الدموية والممارسات القمعية في الستينات كانت مظهرا يتعارض كليا مع الديمقراطية الليبرالية في الغرب ومحاولة اللعب على الحبال او ما اطلق عليه بتاميم النفط والاغتيالات الداخلية وضرب الشخصيات السياسية و الاجتماعية و الدينية في السبعينات اصبح يخلق جدلية دولية وهيجان داخلي .
ولم يكتف النظام البعثي بكل ذلك بل عبث بكل امن المنطقة من خلال حرب استنزافية مع الجارة ايران واستطرد النظام في جريه نحو الهاوية و حول نفسه لكارثة اكبر وهو التوجه نحو الصناعات العسكرية الفتاكة او ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل وكأن العراق رهن للقتال لا للحياة … وقد توجت نزعات العبث الشيطاني في حكومة صدام بغزو الدولة الجارة الاخرى الكويت لتنتهي بحرب خاسرة مع كبريات الجيوش العالمية لتخلف عراق مهزوم فاقد لكل شيء محاصر فقير يستبد به من لا يعرف من السياسة اسمها ولم ينتهي الآمر عند هذا الحد , بل ارتكب القادة العراقيون ابشع مجزرة في تاريخ البشرية وبمن ؟ بشعبهم نفسه الذي دفن منه ما يزيد على المليون في مقابر جماعية وشرد من شرد وعذب من عذب وترك الباقين أسرى للخوف والجوع … فأصبحت مكانة العراق فالحضيض وصارت ارض الخيرات تستجدي المعونات و الشفقات الإنسانية الدولية .
ولكن لكل بداية نهاية وفعلاً انتهت مرحلة من اعتى مراحل التاريخ بشاعة ودموية وقمع لتبدا مرحلة جديدة من عراق حر ديمقراطي تعددي..
والسؤال المطروح ألان ماهي الرؤية المستقبلية (للعراق الجديد) في ضوء سياسة المكانة أو بعبارة أخرى ما هي (المكانة التي سيشغلها العراق الجديد) على الساحة الإقليمية والدولية ؟
أن عراق اليوم يزخر بشخصيات سياسية وفكرية مقتدرة على أن تساهم في تطوير مكانة العراق الإقليمية وحتى الدولية وبسرعة , فضلاً عن أن التعددية التي يعيشها البلد سياسيا هي من انجح الطرق التي استعملتها النظم الديمقراطية الليبرالية مما يخلق تقاربا فكريا بدون أن نتناسى فرادة التجربة العراقية بتنوعها.
ثم أن بلدان الاقليم لا يحملون مقومات المكانة المميزة التي تجعلهم ينافسون عراق الغد .
أن العراق بتعدديته وأفكاره الديمقراطية وحريته يخلق نموذجا مميزا بالعالم … وبوجود هذه النخبة المميزة من الساسة و المثقفين و المفكريين يمنح إمكانية الوصول لافظل مكانة بين بلدان منطقته بل حتى فوق المكانة السياسية لدول تبعده اقليمياً .
فمجرد عبور هذه المرحلة الانتقالية المؤرقة والمرهقة بكل مساوئها سنجد عراق قوي ذو مكانة سياسية عالمية لا بالسلاح وانما بالفكر و العلم و الاقتصاد لانه موطن الفكر والحضارة



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - مستقبل العراق السياسي في ضوء سياسة المكانة