أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - الأعمار ... عصا العراق السحرية














المزيد.....

الأعمار ... عصا العراق السحرية


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 05:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن اختلاجات الواقع العراقي الداخلي عمقت الرغبة في التوجه نحو الملف الأمني طيلة السنوات الأربع الماضية .. فالهجمات الإرهابية الشرسة ضد تجربة العراق الجديد ومحاولات قتل الرضيع في مهده ساهمت في تحويل اغلب الطاقات الحكومية المتاحة نحو ملف الأمن .. وعلى الرغم من إدراكنا إن هذا التحول هو تعطيل لعجلة التقدم إلا أنها معركة مصيرية فالخاسر إلى الأبد والرابح هو كذلك.
العراق الجديد نجح اليوم في عبور الطريق الوعر ونمى واشتد ساعده وصنع بدماء شهداء ملجمة إنسانية تجسد انتصار الخير على الشر ... انتصار إرادة الحياة الحرة الكريمة على ساكني الكهوف العفنة (الإرهابيين).
ملف الأمن بلا شك سيبقى من العناصر الرئيسية في العراق الجديدة وبناءه وخاصة إن التحديات وان كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة إلا أنها لم تنتهي بعد .. ولكن توجهنا نحو بناء عراق امن مستقر لا يمكن أن يتم دون حدوث أعمار.
الأعمار والأمن رديفان لا يمكن أن ينفصلا ويطغى احدهما على الأخر إن إرادة الإرهاب في الكثير من أفعاله وضحت رغبته في تحطيم كل ما هو حضاري وعمراني فالتفجيرات التي استهدفت المناطق التجارية والمشاريع الاقتصادية ومحاولة التخريب والسيطرة على المناطق الآهلة بالسكان والمعروفة بأسواقها العصرية ليس له أي هدف إستراتيجي سوى خلق بيئة بدائية لا يستطيع معها الإنسان الحضاري العيش وبالتالي سيخلق مبرر جاد لهجرة الآهلين لخارج وداخل البلاد .. وهذا ما شهدنا من ممارسات الإرهاب في شوارع بغداد الزاهية و مواقعها الأثيرة كما حدث في شارع المتنبي وجسر الصرافية وتوغلهم في المناطق الجميلة والأسواق الغناء في مناطق المنصور وحي الجامعة والعامرية والسيدية واليرموك وغيرها.. مما حذا بأهلي هذه المناطق بالهجرة عن مناطقهم التي فقدت بريقها ، وأحالها الإرهاب إلى شوارع مظلمة تذكره ببيئته وأفكاره المظلمة .. والعلم الحديث يؤكد إن الجرثومة لا تستطيع العيش إلا في البيئة الطفيلية ، فالبيئة الصحية ستقضي عليها حتماً.
إستراتيجية الحكومية والتفاف الشعب ضد الإرهاب وسطوته حقق منجزات لم يكن اشد المتفائلين يتصور حدوثها .. فقد حقق العام المنصرم 2007 نهوضاً امنياً اعجازياً وقد استطاعت القوات العراقية أن تحرر معظم المناطق التي ظلت لمده حبيسة الإرهاب.
وبالتالي بدأ العراقيون يعودون لمناطقهم التي هجروها (وتلك قصة ملحمية اخرى) فقصة حنين العراقي لعراقه شيء لا يستطيع أن يصفه الخيال!!
الحكومة العراقية عبرت عن أملها أن يكون العام 2008 هو عام انطلاق الأعمار بعد ما كان العام 2006 هو عام الأمن والاستقرار .. وهنا لنقف ونتأمل اولاً (لا امن بلا اعمار) و (لا اعمار بلا امن) و (لا حياة بلا الاثنين) ، بالتالي فالحكومة صائبة في رؤيتها ، وتقديمها للأمن وإعطائه الأولوية في المرحلة الماضية هو توجه سليم بلا شك نحو مستقبل مدروس .
لكن الم نلاحظ انه ومنذ الأيام الأولى للعام 2008 (عام الأعمار المرتقب) تواردت الأنباء عن أعمال إرهابية متفرقة ، واستهدافات منظمة وحملة إعلامية عدائية في بعض المحطات فلما كل هذا ؟ وفي هذا التوقيت ؟ الجواب هو لإيقاف الاعمار لان استقرار الأمن ونجاح الاعمار هو البيئة الصحية التي تحدثنا عنها أعلاه والتي لن يستطيع الإرهاب أن يتعايش فيها مطلقاً.
إذن فالحكومة مطالبة وبشدة بأن تسرع بالأعمار ، وان لا تلتفت للمحاولات البائسة من الإرهاب في جرها عن هذا الملف . نعم الإرهاب يعي إن اعمار العراق هو زواله الأبدي من هذه البلاد . فلا يجب أن نعطيه فرصة صغيرة ، بل يجب أن يتم الاعمار ويعود الازدهار وتفتح الشوارع وترفع الحواجز من الطرق ويعاد بريق أسواق بغداد وتزدحم شوارعها.
ولعلي يجب أن اثمن موقف الحكومة في دعمها عودة المهاجرين العراقيين من سوريا إلى البلاد ، وازيد في المطالبة بأن تتوجه الحكومة بدعوة وتوفير سبل العودة لكل عراقي المهجر في دول الجوار الأخرى كالأردن وإيران ومصر . والتي يغري المهاجر للعودة إلى بلاده سوى عنصران وغصة .. فالغصة هي حنينه لوطنه وانتماءه إليه وهو مالا يستطيع أي بشر أن يزايد العراقي عليه ، إما العنصران فهما توفر الأمان وتوفر العمل .. والنقطة الأخيرة (العمل) بلا شك لن تكتمل دون اعمار ، فالشروع بمشاريع الاعمار سيوفر الكثير بل مما يزيد حتى عن الحاجة من فرص العمل بالتالي سنقضي على ظواهر البطالة المتفشية وسنساهم في توفير البيئة الايجابية للمشاريع الصغيرة وسترفع من حجم التطور الفني والتقني لليد العاملة و الكفاءات وفي كافة المجالات .
ومما لا شك فيه فأن الإرهاب تعامل مع ظاهرة البطالة والبطالة المقنعة بفعالية عالية حيث انه ساهم من خلال تعطيله للمؤسسات والأسواق والحرف (أي خلق بطالة) سرعان ما استنفر جهوده ومغريات المادية لتسويقها لإرهاب منظم مستغلاً الجهل والفقر ومحمساً إياها من خلال مشاريع الفتنة والتشويه والتفرقة العنصرية والدينية والمذهبية .
إذن فالأعمار مع وجود الأمن ، لن ابالغ إذا وصفته بالعصا السحرية لعراق اليوم .
فباستطاعته أن يخرجنا من عنق الزجاجة ويتركنا نتنفس الصعداء ونعيش حياة ارفه وأجمل .
فعام 2008 لابد له أن يكون (عام الاعمار) . كما كان سالفه عام الأمن . ولكم هو جميل لو وجدنا خطة مرادفة لفرض القانون ولكنها تعنى بالاعمار ...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية في معيار التعدد الحزبي
- ثلوج بغداد ... نذير خير أم شر
- مستقبل العراق السياسي في ضوء سياسة المكانة


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - الأعمار ... عصا العراق السحرية