أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - نحو مصالحة سياسية عراقية الحلقة الثانية














المزيد.....

نحو مصالحة سياسية عراقية الحلقة الثانية


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 03:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخلاف السياسي العراقي الأول الذي برز على الساحة في أعقاب التغيير العراقي في نيسان 2003 ، كان مع استهلال اللقاءات التمهيدية بين القادة العراقيون و الإدارة المدنية الأمريكية التي ترأسها السفير (بول بريمر) و التي تمخضت لاحقاً عن تأسيس (مجلس الحكم العراقي الانتقالي) .. الرغبة الأمريكية كانت جادة في خلق اكبر مساحة مشاركة عراقية سياسية من خلال مقاعد مجلس الحكم .. كما جرت مناقشات لخلق هيئة استشارية تلحق بمجلس الحكم لتظم شخصيات سياسية ودينية وقومية عراقية لم يحتويها مجلس الحكم في مقاعده الخمس و العشرين .. أي إن الهدف كان (خلق اكبر ساحة للمشاركة) .
تشكيل مجلس الحكم بغض النظر إن كان (خطئاً أم صواباً) ، إلا انه ابرز أول مراحل الخلاف الجادة على السطح العراقي .. حيث تزاحمت الآراء منها الرافض للإلية الحصصية في توزيع المقاعد ومنها الطامح لتوسيع حصته ، على أساس إنها لا تنسجم مع جمهوره وقاعدته ، ومنها من طالب بالمزيد باعتباره أصبح مهمشاً .. بل لابد أن نذكر للتاريخ إن عبارة (مهمش) شهدت رواجاً منقطع النظير في تلكم المرحلة .. حتى ضاق الشارع العراقي منها .. وطبعاً لا نغفل إن قسم من قواعد الساحة العراقية (سياسية كانت أم دينية) لم تعترف بمشروعية إجراء مجلس الحكم على أساس انه وضع في مرحلة وجود قوة أجنبية .. كما خالف البعض العملية السياسية العراقية جملة وتفصيل .
الخلاف الأولي حول المشاركة تزامن مع بدء النشاط الإرهابي المنظم في العراق ، ومع إنشاء التنظيمات الإرهابية الدولية لفروعها الدموية على الأرض العراقية .. ومما لاشك فيه فأن من أنشط البيئات التي قد ينمو فيها الإرهاب (بيئة الخلاف و اللا امن) وهذا ما سعوا الإرهابيين لتجسيده في العراق وعلى أشلاء أبناء العراق .
الجماعات الإرهابية الدولية و التي شكلت محلياً (جميعها) وخاصة (تنظيم القاعدة الإرهابي) أعلنوا على الملىء مراراً وتكراراً إنهم يعملون من اجل خلق فتنة طائفية ويرفضون كل العملية السياسية ويبيحون إراقة دماء أي ممتهن للسياسة في العراق .. و من الجدير بالذكر إن الحوادث و المتغيرات على الأرض لعبت دوراً فعالاً في التأثير السلبي على العمل السياسي العراقي .. ووسعت من فجوته ، ووضعت البلاد في (مراحل معينة) في قعر الزجاجة .
نبض الشارع وأحداثه المتسارعة ، منسجمة مع أزمات الأمن والخدمات ، وازدياد أعمال العنف .. ساهم في تفاقم الإشكالية الطائفية و القومية في البلاد .. ويبدوا إن معظم الساسة العراقيون الجدد ، اختاروا وسائل الإعلام للترويج عن الخلافات و التنابز وتبادل الاتهامات بينهم ، وهذا انعكس بكل سلبية على الشارع المحتقن طائفياً و المعدوم خدمياً .
إن الانتقالة النوعية في العملية السياسية العراقية و الواقع السياسي في البلاد جرت في مرحلة الانتخابات النيابية الأولى عام 2005 .. حيث أصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام الجميع للمشاركة في العملية السياسية الجارية في البلاد .. كما إن نجاح الانتخابات النيابية الأولى ، ساهم في إقناع الأطراف التي لم تشترك في البرلمان الأول للعودة للمشاركة في الانتخابات الثانية ، وبالتالي سارت العجلة السياسية العراقية بإيجابية .. ولكن تقسيم القوائم الانتخابية وفق التقسيمات الطائفية في البلاد عزز من نقاط الاختلاف وساهم في إضعاف الواقع السياسي .. على أساس إن المحرك الرئيسي للمنتخبين كان عامل الانتماء لا عامل الاقتناع أو البرنامج السياسي المطروح .. كما لعب تزايد العنف الطائفي في البلاد دوراً سلبياً كبيراً في تنامي الخلاف السياسي وتحوله إلى مشكل مؤثر في الشارع .
الأزمة الكبيرة التي أعقبت نجاح الانتخابات النيابية الثانية في البلاد (حول اختيار رئيس الوزراء) ، و التي تزامنت مع محاصصة حزبية كيانيه واضحة ومكشوفة للمناصب و الوزارات على أساس الوحدة الوطنية .. ساهم في احتدام الأزمة السياسية في البلاد .
في أواخر أيار 2006 أعلن (نوري المالكي) رئيساً لوزراء العراق وقدم وزارته لتصويت مجلس النواب العراقي المنتخب .. المالكي على الرغم من اعتماده مبادئ المشاركة الموسعة من خلال حكومة الوحدة الوطنية ، أدرك إن الأزمة السياسية اكبر من إيجاد حل واحد لها بل بالتالي كان لابد من عرض عدة حلول للازمات العراق وأهمها الأزمة السياسية .
حكومة المالكي اعتبرت إن قارب النجاة للعراق الذي على حكومته أن تبحر فيه هو مشروع (المصالحة الوطنية) .. وعلى الرغم من إن الفهم الشعبي للمشروع (المصالحة الوطنية) على انه مشروع موجه للمجتمع العراقي ، إلا أن واقع المشروع توجه نحو الجانب السياسي لأنه لب الأزمة العراقية .. فكانت معظم مواد المشروع الاثنتين و العشرين تتمحور موضوعاتها حول الملفات السياسية في البلاد .
كما إن الحكومة العراقية ، اعتمدت آليات مختلفة لبث التوعية الاجتماعية و القطاعية كما هو الحال في قطاعات الأعلام وغيرها .. من اجل تخفيف حدة الخطاب المحتقن و العنف المستشري في البلاد .. وخاصة وان الإرهاب لدى شعوره بنجاح العملية السياسية العراقي في أعقاب تشكيل حكومة المالكي ، صعد من عملياته و أنشطته في محاولة لتقويض الوضع العراقي و القضاء على الوليد في مهده .
إلا إن الحكومة أدركت إن الأزمة العراقية سلسلة من الحلقات .. لعل الحلقة السياسية هي الأهم .. فشرعت نحو خلق المصالحة السياسية في العراق الجديد .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة الانسانية بين التحطيم والضياع
- نحو مصالحة سياسية عراقية
- كي يستفد العراق من تجربة لبنان
- المصالحة الوطنية اللبنانية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف
- إلى لجنة الرياضة و الشباب .. ليست حقوق الرياضي فقط بل أنها ح ...
- دعوة إلى ساسة العراق ... لنضع الشماعات جانباً
- المصالحة اللبنانية .. وتدارس الاخفاقات
- عامان جديدان
- دعوات المصالحة بين الرواج و الطموح
- الأعمار ... عصا العراق السحرية
- المصالحة الوطنية في معيار التعدد الحزبي
- ثلوج بغداد ... نذير خير أم شر
- مستقبل العراق السياسي في ضوء سياسة المكانة


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - نحو مصالحة سياسية عراقية الحلقة الثانية