أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - االشعر و - الشعرية - والشعير :














المزيد.....

االشعر و - الشعرية - والشعير :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 06:01
المحور: الادب والفن
    



إن الشعر فن راق جدا وفكر عميق ذو دلالات قوية وإيحاءات كثيرة تساهم في رقي المجتمع والناس . وهو لغة راقية تعلو وتسمق إلى فوق بحيث تتبنى عبارات جميلة وعذبة وموسيقى تسهم في ترقية الذوق الإنساني ، وبالتالي فإننا نجد الشعر القوي محببا إلى المتلقي وإلى جمهوره الواسع وخاصة المثقف منه الذي يستطيع أن يتذوقه بطريقة جميلة تفيد وتستفيد . ولذلك فإننا غالبا ما نرى الشعر المتميز والذي يحترم هذه الشروط المذكورة مدعوا بالحضور في المهرجانات والملتقيات والأمسيات .

وأما " الشعرية " أو " الدويدات " كما يطلق عليها الناس في بعض مناطق المغرب الأخرى ، وهي بالمناسبة تشبه الديدان في شكلها وتصنع من العجينة وغالبا ما نجدها في المطبخ المغربي تنقذ بها العديد من النساء المغربيات موائدهن في آخر الشهر بعد أن تكون ميزانية الشهر قد أشرفت على الانتهاء لتقدم كوجبة للعشاء عموما عند الأسر متوسطة الدخل . وسيقول قائل ما دخل " الشعرية " بالشعر وما هي العلاقة التي يمكن أن تكون بينهما ، لأقول بأن هناك من الشعر ما نجده بكثرته وكثافته وضعفه كهذه الأكلة في كثرتها على مائدة الطعام ، بل إن بعض ما يسمى الشعراء " يفتلون قصائدهم كما تفعل النساء في القرية وهن يحضرن هذه المادة من العجينة . والتشبيه هنا منطقي لتطابق حروف الشعر مع حروف " الشعرية " وكذلك لطريقة تحضير بعض القصائد ( الشعرية ) مع طريقة تحضير " الشعرية " نفسها .

وأما الشعير وهو مادة علفية تقدم للبهائم وهي معروفة للجميع ، بحيث تساعد هذه المادة في تسمين البهائم وتحافظ على لياقتها وقوتها الجسمانية لاستخدامها في الكثير من الأعمال المنزلية . والشعر عندما نشبهه بالشعير هنا فإننا نجعله في مكانة منحطة وسافلة ، لأننا بدأنا نقرأ ونسمع ونرى شعرا سافلا ومنحطا عبر العديد من المنابر تحت عناوين تتخذ صفة البهيمية والحيوانية وبأقلام أسماء مستعارة تختبيء وراءها لتشوه الشعر واللغة الراقية . إن هذا الشعر السافل يكاد يشبه في قراءته مشهد التهام البهيمة للشعير ، بل يصل الانحطاط به إلى جعله شعرا عظيما وفنا راقيا وذلك باستدعاء نقاد وكتاب ودائما تحت أسماء مستعارة للكتابة عنه ومنحه الفروسية والجوائز وصكوك الاعتراف به .

ما كنا لنتحدث عن هذا لو لم نر هذه الهيستيريا الشعرية التي بدأنا نعيشها كل شهر مارس من كل سنة ، فكل مدرسة وإعدادية وثانوية وجامعة وشركة ومكتب محاماة ومخدع هاتف وحانة ودكان للبقالة وشارع .... يريد الاحتفال باليوم العالمي للشعر ويقيم الأمسيات الشعرية ويستدعي إليها كلاب الشعر لينبحوا شعرا على سجيتهم وكأني بالشعر أصبح قنينة خمر يعاقرها كل من هب ودب أو كسيجارة يدخنها المراهقون أمام أبواب المدارس والمؤسسات التعليمية عموما . بينما الشعر الحقيقي والذي يقتحم قضايا المجتمع والأمة وينطق الصامت ويخرس المتكلم مغمور ومحجور عليه ، والشعراء الحقيقيون منبوذون لأنهم يكتبون بحب وبكبرياء فني ويبحثون عن مواطن الخلل في المجتمع ليظهروها ويمنحون المجتمع قيمة فنية وثقافية ، فهل بهذه " الشعرية " والشعير سنكتب تارخنا الفني والأدبي والثقافي ؟ لا أظن ...

عزيز العرباوي
شاعر وكاتب من المغرب
[email protected]



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - سامي الحاج - وأكاذيب أمريكا : عزيز العرباوي :
- الدولة والمجتمع وثقافة العنف :
- المنع يطال الجزيرة في الرباط :
- لماذا هذا الصمت تجاه العراق ؟
- نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية يصف موقف وزير الاتصال ب ...
- المحرقة مسؤولية من ؟ :
- التعليم والديمقراطية المغربية :
- أنا الحرف التائه في الظمات
- - المساء - تسجل هدفا في مرمى الدولة المغربي :
- حوار مع الشاعر والكاتب المغربي عزيز العرباوي : أجراه حيدر عب ...
- من يكون ؟ :
- سلطان الشعر العربي
- وليد جنبلاط يرقص على ايقاع الحرب الأهلية :
- تهديدات باراك ومبررات العرب :
- تركيا تكرس الحريات الفردية لمواطنيها :
- الأحلام المستحيلة
- ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة : منع روايات محمد ...
- بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :
- عندما يكتب العرب تاريخهم : شعر :
- التلميذ القروي وعلاقته بالمنظومة التربوية المغربية :


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - االشعر و - الشعرية - والشعير :