أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العرباوي - بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :














المزيد.....

بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا نستطيع أن نتفهم هذا الواقع الذي تعيشه لبنان اليوم والذي يقودها إلى الكثير من المشاكل والحوادث القاتلة لاستمرارية الدولة واستقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال ما نراه ونسمعه ونتابعه بالكثير من الحسرة اليوم . لقد أبان العديد من الساسة اللبنانيين عن عدم وطنيتهم وقدرتهم على التحكم في أهوائهم السياسية وأطماعهم الاقتصادية والشخصية والتي ظهرت بالواضح في الكثير من المناسبات ، وبالتالي فإن معظمهم أصبح يفضل البحث عن مىربه الاقتصادية والسياسية على حساب استقرار البلد والمجتمع وحياة الناس في لبنان الجميل . ولذلك فلا يمكننا أبدا أن نبارك أي سياسة يدعيها أحد الأطراف المتصارعة اليوم في الساحة اللبنانية بحيث أصبح لبنان محطة لتمرير سياسات دولية وغربية واضحة وبالمقابل أصبح ممرا لتحقيق بعض الأهداف السياسية الواضحة لبعض الأطراف السياسية العربية والتي صارت تعتمد لبنان كورقة ضغط على أمريكا وإسرائيل والغرب عموما . إن ما يقع اليوم في لبنان لا يمكن تفسيره إلا بطريقة أنه أصبح كالماخور السياسي من حق كل طرف أن يمارس فيه حياته التي نجد مثلها في كل الماخورات الأخرى ، وبالتالي فلا يعقل أن تسكت بعض الأقطاب السياسية اللبنانية الشريفة والتي أعطت الدليل القاطع على وطنيتها وعلى الحفاظ على هويتها العربية والدينية وتمارس الصمت العربي المعتاد والذي لا نستغربه على باقي الدول العربية .

لقد استطاعت جامعة الدول العربية أن تدخل على الخط ليس لحل مشكلة لبنان وإنما لجعل قضية لبنان مشجبا تعلق عليه عدم اهتمامها بغزة وما يقع للناس وعلى صمتها أمام الحصار الغاشم لإسرائيل ضد القطاع وكأن هذه البقعة من الأرض العربية والناس الذين يسكنونها لا يمكن وصفهم بالعرب خاصة بعد استيلاء حماس عليه . إن محاكمة شعب أعزل على قضية لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل هي محاكمة غير عادلة . وتأتي هنا في نفس السياق محاكمة طرف كبير من الشعب اللبناني الذي قرر أن يخرج إلى الشارع للتظاهر والاعتصام بشكل حضاري للمطالبة ببعض حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية المشروعة . وهذا ما لا يمكن تفسيره إلا بمنطق الرؤية الرسمية العربية للأمور التي ترى على أن كل من يطالب بتغيير القدر الذي يرسمه النظام الرسمي العربي بمساعدة من أمريكا والغرب هو خارج عن القانون والعرف ويجب محاربته وتجويعه وتفقيره لكي يرجع إلى شرعيتهم هم لا شرعية الفكر المتعارف عليه في عالمنا المتحضر إن صح تحضره طبعا .

فإلى متى يستمر الوضع اللبناني هكذا بدون رئيس للبلاد يحاول تحقيق التوازن السياسي والاجتماعي بين كل الأطراف في البلاد ؟ وإلى متى يستمر البعض من الساسة اللبنانيين الذين يرون على أن استقرار لبنان من استقرار جيوبهم وشركاتهم ؟ وإلى متى يبقى هذا التلاعب السياسي الواضح الذي تبديه المنظمة العربية المتمثلة في الجامعة العربية التي لا تهش ولا تنش وتكتفي بعقد الاجتماعات والزيارات لشرب القهوة والشاي وتذوق زيت الزيتون وبعض المشروبات الأخرى التي لا نعرفها بحكم تربيتنا البسيطة ؟

المطلوب اليوم قبل أي وقت مضى ، وبعد ما وقع في ضواحي بيروت من مظاهرات وخرجات خطيرة أدت إلى مقتل بعض الناس ، وحتى لا يؤول البعض من الذين ينقرون على وتر الطائفية ونعطيهم الحق في الاستمرار في عملهم الخبيث ، هو أن يتنازل الطرف الوطني قليلا عن سقف طلباته ويحاول القبول بالحد الأدنى من المطالب التي يطالب بها لكي تسير القافلة ويصبح لبنان ينعم بالاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والذي بالمناسبة يوجد الكثير من لايريد أن يتحقق هذا الاستقرار . ولذلك فمطلبنا هذا موجه لأقطاب المعارضة بالذات لأنها وضحت بالملموس عن وطنيتها منذ وقت طويل وتنازلت في الكثير من المرات ولا يضيرها أن تزيد في معدل تنازلاتها للتقدم نحو تحقيق الاستقرار في لبنان .

نعرف أن العديد من الذين يعكرون صفو الحوار ويحاولون بكل الوسائل الخبيثة الوقوف ضد أي مبادرة لعقده بين كل الأطراف في لبنان ، ولذلك فهذه التنازلات من شأنها أن تضرب هذه المحاولات التي تحاك في الظلام وفي البيت الأبيض بمباركة العديد من الساسة في لبنان وخارجها . إن غيرتنا على بلدنا الثاني لبنان مرده أننا لا نريد له أن يخرب ويعود إلى سالف عهده مع الحرب الأهلية والتشتت والضياع في ظل هذا الواقع الحياتي الذي يعاني منه كل الشعب العربي من المحيط إلى الخليج . وهدفنا أن يكون هذا الشعب يعيش في طمأنينة وحرية وديمقراطية .....



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكتب العرب تاريخهم : شعر :
- التلميذ القروي وعلاقته بالمنظومة التربوية المغربية :
- الحكومة المشؤومة وديمقراطية الهمة :
- أبو تريكة يتفوق على حكامنا العرب :
- الأمية العربية ودور الحكومات :
- الجرائم الانتخابية في التشريع المغربي عند الأستاذ يوسف وهابي ...
- أهل الهوى :
- موت القراءة في زمن الكتاب :
- في حاجة إلى كاتب مقتدر :
- عندما يصبح بعض مثقفينا أبواقا للظلم :
- ثقافة المسؤولية السياسية :
- ثقافتنا السجينة :
- النقد الذاتي عند نخبنا المثقفة :
- التقدم عندهم والتخلف عندنا :
- العقل العربي من العقل الزراعي إلى العقل الصناعي :
- عن المؤسسة الدينية مرة أخرى : الأزهر نموذجا :
- لا تبخسوها حقها ...!! :
- الأزهر وقرارته الزائفة :
- ازدواجية في الشخصية
- هل انتهى حزب الاتحاد الاشتراكي ؟


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العرباوي - بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :