أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - ثقافتنا السجينة :














المزيد.....

ثقافتنا السجينة :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 01:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يبدو أن ماهو ثقافي لا يرقى إلى طموحات كل مواطن مغربي على الصعيد الوطني فبالأحرى على الصعيد المحلي . فالثقافة المادية تستولي على عقول الناس جميعا ، سياسيين كانوا أم مثقفين ، متمدرسين أم غير متمدرسين لأن سيطرة المادة تفرض نفسها عموما أكثر مما تسيطر الثقافة والمعرفة .
والخطاب الرائج في بلدنا يغلب عليه الفشل يساعد في تفشيه الكل دون استثناء ، فكان على الإعلام مثلا أن يكون رائدا ويقود قاطرة الثقافة ، خاصة وأن العديد من المثقفين في بلادنا يشتغلون في هذا المجال ، وخاصة الصحافة المكتوبة . لتكون الثقافة واسعة الانتشار تشمل الكل .
والثقافة السائدة في المغرب تعرف تضادات ومواجهات مع نفسها بل بين حامليها كل حسب اتجاهاته الفكرية واقتناعاته المعرفية ، فنجد هناك : ثقافة التنوير تقابلها ثقافة التعتيم والظلامية ، وثقافة الإيديولوجية مقابل ثقافة التوافق والتبادل والحوار ، وثقافة الرجعية والتخلف مقابل ثقافة الحداثة والعصرنة والانفتاح على الآخر ... فهل في ظل هذه الحرب الأهلية على المستوى الثقافي - إن صح التعبير 6 نحن قادرون على الانطلاقة الفاعلة والتأثير في ثقافات الكون والتأثر الإيجابي بها ؟ وهل نحن قادرون على استرجاع أمجاد الحضارة العربية عامة والحضارة المغربية والأندلسية خاصة في ظل هذه التباعدات الفكرية التي نشهدها في حقلنا الثقافي المغربي ؟.
ولكي لا نبتعد أكثر ، أو نخرج عن موضوعنا ، وبشيء من الوضوح والجدية ، فإن ثقافتنا - وبكل صراحة - سجينة العديد من الموانع والقواعد الرجعية المانعة لها من التحرر والخروج من نمطيتها وتقوقعها الذي جعلها حبيسة عقول متحجرة ومتخلفة ورفوف صدئة ومتهرئة ... بل أكثر من ذلك نجد ثقافتنا - كلما مرت الأيام والساعات - تبتعد عن حلبة العولمة التي بدأت تنخر عظامنا ونحن نتفرج دون فعل أي شيء ، لأننا كمثقفين قد وجدنا أنفسنا أمام تهميش وحصار لا حول ولا قول لنا عليه عكس ما جاء على لسان الكثير من كتابنا . فماذا يمكن لقصة قصيرة لأي كاتب مغربي مبتديء أن تفعل أمام ثقافة استنساخ البشر وعولمة الفضاء ؟ وماذا لقصيدة شعرية مغربية تصف وتقرأ واقعا قد استعمرته ثقافة الكوكاكولا والهمبورجر ؟ وهل هناك وجود في الساحة لمنابر إعلامية ثقافية تفي بالغرض وتقدر أن تواجه الجيوش الإعلامية المتطورة والعابرة لقارات التي ينتجها الغرب ؟ الجواب طبعا سيكون لا .
يكفينا أن نتجلد بالصبر والتفاؤل بالمستقبل ، يكفينا أن نهلل بموت الثقافة والهوية والتاريخ ونملأ القراطيس بالمخاوف والدعوات المعاقة والمعيقة لكل انطلاقة ثقافية كبرى تليق بتاريخنا وأحلامنا ومستقبلنا . يكفينا أن ندعو إلى المحلية المتحجرة بينما غيرنا قد غزا العالم بدوليته وعالميته ، يكفينا هذا الصراع الفارغ والهمجي الذي نخوضه فيما بينا ، يكفينا هذ الفشل الذي نحصده بتكاسلنا وخمولنا وضعفنا . يكفينا كل هذا لننهض من جديد ونبدأ من الصفر كما بدأت دول أخرى وأصبحت الآن في المقدمة تقودنا بما يوافق مصالحها ، بينما نحن سبقناها في التحضر والعلم والمعرفة ، يكفينا كل هذا أيها المثقفون لنبني غدا أفضل وأرحب وحر ومنفتح ، متأثرا ومؤثرا ، وقادرا على مواجهة غزو العولمة الفتاك .
نتفق جميعا أن الثقافة تحضر في كل شيء ، في جميع مجالات المارسة الحياتية ، لكن الجدار الذي تصطدم به هو ضعفها وتخلفها ودعم قدرتها على الخلق والإبداع ، كما تصطدم بكثير من الحواجز المتحجرة الموغلة في التقليدانية والتخلف والرجعية ، وبتقاليد متقوقعة تدعى المحافظة والأخلاق ، كالانتقاد الذي يوجه لكتابة في الجنس أو الحب أو عن المرأة مثلا ، وتصطدم كذلك بالدعوة إلى الرجوع إلى الماضي وإلى السلفية الهمجية التي لا تؤمن بالاختلاف والحوار والرأي الآخر .
كل هذا يساعد في قلة الإبداع والإنتاج الفكري والأدبي مقارنة مع جيرانا الذين عبدوا الطريق قليلا لابتعاد عن منطقة الخطر التي مازلنا لم نبرحها بعد ونحن على مشارف القرن الواحد والعشرين .
نتمنى أن يكون المستقبل أحسن وأفضل ، وتكون الأصوات الثقافية والفكرية في بلادنا في مستوى المسؤولية التي وقعت عليها . كما نتمنى أن يكون هناك مجال لحرية الفكرية التي بدونها لن يكون هناك أي تقدم إلى الأمام



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد الذاتي عند نخبنا المثقفة :
- التقدم عندهم والتخلف عندنا :
- العقل العربي من العقل الزراعي إلى العقل الصناعي :
- عن المؤسسة الدينية مرة أخرى : الأزهر نموذجا :
- لا تبخسوها حقها ...!! :
- الأزهر وقرارته الزائفة :
- ازدواجية في الشخصية
- هل انتهى حزب الاتحاد الاشتراكي ؟
- مع أمي في رسالة
- - ولكم في الحياة قصاص- :
- التقليد الأعمى طريق حياتنا :
- الغزو الإعلامي الغربي وبعض الأبواق المبررة له :
- الكونغريس الأمريكي يرقص على إيقاع النفاق :
- سيرة ..... : قصة قصيرة :
- هيفاء وهبي تؤمن على جسدها وأغنياء العرب يمولون :
- الشاعر والسماء
- - أول المنفى - مجموعة شعرية لعلي العلوي : استنجاد الموت والم ...
- أشهر حكومة في تاريخ المغرب :
- المثقف والإرهاب :
- التجديد الديني ومستقبل الإسلام :


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - ثقافتنا السجينة :