أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العرباوي - لماذا هذا الصمت تجاه العراق ؟














المزيد.....

لماذا هذا الصمت تجاه العراق ؟


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 08:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد خفت الاهتمام بالعراق والحالة السياسية الراهنة بالبلد ، بل إننا نرى عدم مبالاة بما يقع بالبلاد من أحداث عنف طائفية تقود إلى المزيد من الضحايا والمشردين والمجليين إلى خارج بلدهم وكأن هذا الصمت هو أول من يقاتل إلى جانب من يريد بالعراق الهلاك والضياع على ضياع . لماذا هذا الصمت وعدم الاهتمام والذي زاد استفحاله منذ شهور بعد تدهور الوضع بفلسطين وخاصة بقطاع غزة ولبنان ولذلك فكل المبادرات التي تحاول جاهدة ( الجامعة العربية ) أن تقوم بها تجاه هذين الملفين في فلسطين ولبنان لكننا لا نرى أي تقدم سياسي يذكر . فالوضع في غزة يزداد استفحالا والحصار مازال يفعل فعله في حق السكان بالقطاع والحوار السياسي في لبنان والتوافق على رئيس للبلاد مازال لم يحصل وكأن هذه ( الجامعة العربية ) في كل جولاتها بالمنطقة ومبادراتها واجتماعاتها بكل الأطراف في لبنان كانت من أجل فقط تأجيل الجلوس والحوار بين الأطراف لا لكي تحل القضية ويتفرغ لبنان بكل ناسه وأهله للبناء والتشييد والعيش في سلام ووئام .

إن العراق اليوم لا يجد من يهتم به في عقلية العرب اليوم لأنهم منشغلون في كيفية الخروج من الوضع السياسي في فلسطين ولبنان ، بل إنهم يحاولون جاهدين حل ورطة بوش وأولمرت التي وضعتهما في كماشة حزب الله وحماس ، فإسرائيل اليوم تعيش فوبيا من الخوف لم تعشها منذ عقود أي منذ تأسيس دولتها المتهاوية ، ولذلك فبوش وأولمرت يعملان جاهدين لكي يوقفا المد المقاومي في المنطقة والذي أصبح قويا أكثر من الماضي . ولذلك فليس من الحكمة أن يسكت العرب عن ما يقع في العراق وما تفعله قوات الاحتلال فيه من قتل للأبرياء تحت مبرر أنها تحارب القاعدة والإرهاب ، فمحاربة القاعدة لا تمر بالضرورة بطريق قتل الناس الآمنين في بيوتهم ولم يفعلوا شيئا .

لقد بين حكام العراق اليوم أنهم أضعف من أن يقرروا شيئا ، وبالتالي أن ينقذوا بلدهم من التشرذم والتشتت إلى كانتونات سياسية واجتماعية غير متماسكة وضعيفة تحت عنوان الفدرالية ، فالفدرالية لا تفترض أن يقسم البلد إلى دويلات ضعيفة لا تستطيع أن تحافظ على مصالحها ومصالح شعبها ولا تستطيع حماية حكامها من الإرهاب والتدخل الخارجي . ولذلك فحكام العراق اليوم منحوا أمريكا والغرب المستعمر هدية جديدة لكي يعملوا على نشتيت البلدان العربية كل على حدة ، فالاحتلال في العراق يعمل على هذا الهدف منذ زمان بل منذ نجاحه في القضاء على النظام السابق في العراق ، ولذلك فتحقيق هدف التوغل في العالم العربي وتشتيت بلدانه وإبعاد إمكانية تجمعه وتآلفه وتقدمه وسيطرته المطلقة على موارده هو هدف الغرب عموما بقيادة أمركيا وإسرائيل وبريطانيا . هذه هي حقيقة الغرب الخفية على حكامنا المساكين الذين لا يفهمون أنهم يقودون شعوبا لن تصمت مدة أطول ولن تقف مكتوفة الأيدي على ما يحصل وما حصل من قبل .

هذا الصمت تجاه العراق وشعب العراق المسكين الذي لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع السياسي والطائفي أو الصراع العسكري بين القاعدة والطائفيين من جهة وبين الحكومة المتحالفة مع المحتل ، يجعله يعاني كل يوم وكأنه كتب عليه أن يعيش في ظل موت وفقر ومعاناة وصراع يحاول إقحامه عنوة فيه رغم نتانته . لقد أدخل الشعب العراقي بالقوة وبكل الطرق المقبولة وغير المقبولة في صراع لا يعود إليه إلا بالمشاكل والمعاناة على حساب استقراره واستقرار أوضاعه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية بحكم تنوع الطوائف والأعراق في البلاد التي لم تكن تعاني من هذه الصراعات العرقية والطائفية في ظل النظام السابق الذي كان الكثيرون يعيرونه بالديكتاتورية والعنف والإرهاب في حق شعبه . فهل يستطيع هؤلاء أن يقولوا لنا اليوم ماذا نسمي هذا القتل وهذا الإرهاب المنظم ضد شعب كان آمنا وغنيا بعيدا كل البعد عن خط الفقر الذي كان ينعم فيه أغلب الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ومازال يعيشه ، واليوم أضيف الشعب العراقي إلى طابور المعاناة الشعبية العربية ؟ .

لقد بين حكام العراق الجدد فشلهم في إقناع الشعب العراقي بحرية أمريكا التي حملوها على ظهر الدبابات والطائرات ليشاركوا في قتل شعبهم وذبحه تحت العديد من العناوين التي لا يمكن لعاقل أن يصدقها مطلقا لأنها واضحة نتانتها ووسخها ، بل إننا نكاد نجزم اليوم بأنهم يشاركون في خلق الصراع الطائفي والعرقي ويساهموا فيه تحت ضغط المحتل لكي يحافظ على بقائه بالعراق ويجد الفرصة لفرض سياساته وتمريرها على شعب المنطقة وبعض حركاتها التحررية والمقاومة . العيب كل العيب في الصمت العربي الرسمي الذي لا يريد أن يكون له وجود في العراق الذي أصبح مستباحا لبعض الجهات المتطرفة في العراق وإيران لتملأ الفراغ العربي . أما المحتل الذي جاء وتحالف على الشعب العراقي لقتله فهذا الطرف يمكننا أن نقول عنه بأنه أغبى ما سمعنا به لأنه يريد أن يقنع شعبا بالحرية وفي نفس الوقت يقتله بهذه الحرية المزعومة ويدك عليه منازله ويعذبه في السجون ويمارس عليه كل الشذوذ السياسي والبشري الذي يعرف به ، ولذلك فالمحتل في العراق لن يجد راحة مادام في هذا البلد يصول ويجول ، لأن الحرية بالنسبة لشعب ما هو من يخلقها لنفسه ويناضل من أجلها ولا يحتاج لآخرين أن ينوبوا عنه في هذا .



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية يصف موقف وزير الاتصال ب ...
- المحرقة مسؤولية من ؟ :
- التعليم والديمقراطية المغربية :
- أنا الحرف التائه في الظمات
- - المساء - تسجل هدفا في مرمى الدولة المغربي :
- حوار مع الشاعر والكاتب المغربي عزيز العرباوي : أجراه حيدر عب ...
- من يكون ؟ :
- سلطان الشعر العربي
- وليد جنبلاط يرقص على ايقاع الحرب الأهلية :
- تهديدات باراك ومبررات العرب :
- تركيا تكرس الحريات الفردية لمواطنيها :
- الأحلام المستحيلة
- ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة : منع روايات محمد ...
- بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :
- عندما يكتب العرب تاريخهم : شعر :
- التلميذ القروي وعلاقته بالمنظومة التربوية المغربية :
- الحكومة المشؤومة وديمقراطية الهمة :
- أبو تريكة يتفوق على حكامنا العرب :
- الأمية العربية ودور الحكومات :
- الجرائم الانتخابية في التشريع المغربي عند الأستاذ يوسف وهابي ...


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العرباوي - لماذا هذا الصمت تجاه العراق ؟