أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عزيز العرباوي - وليد جنبلاط يرقص على ايقاع الحرب الأهلية :














المزيد.....

وليد جنبلاط يرقص على ايقاع الحرب الأهلية :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 01:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يمكن وصف تصريحات زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط بأنها تصريحات زجل وطني غيور على بلده وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع فيه ، بل شكلت هذه التصريحات حطبا لتأجيج النار المشتعلة بلبنان منذ شهور قادت إلى خلت أجواء توتر كثيرة كادت تودي بالبلاد إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر كانت آخرها أحداث المظاهرات الاجتماعية ابالضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسابيع والتي تركت ضحايا كثيرين .

ومن حيث المنطق السياسي فإن تصريحات جنبلاط كانت بمثابة صب للزيت على نار هادئة إلى حد ما في لبنان جريح لم تمر مدة طويلة على خروجه من حرب مدمرة وعدوان صهيوني غاشم دمر أغلب البنية التحتية للبلاد . ولذلك فليس من المعقول أن نسمع جنونا كلاميا كهذا الذي أسمعنا إياه جنبلاط حول المعارضة والتي بالمناسبة لا تدل البوادر على أنها تدعو إلى حرب أو تريد جر البلاد إلى هذه الحرب القذرة ، بل أغلب مكوناتها توجه سلاحها إلى العدو الأول والأخطر وهو العدو الصهيوني المعتدي .

ويقودنا كل هذا إلى قول أن الزعيم اللبناني وليد جنبلاط يريد تحقيق شيء من وراء تصريحاته الخطيرة هاته ، بحيث لم يمر وقت طويل على مغادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للبنان قام خلال زيارته بجمع ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر وممثل المعارضة مع سعد الحريري وأمين الجميل وهذه بادرة طيبة تدل على أن هناك انفراجا سياسيا يحتاج فقط إلى تدخل عربي قوي دون ترك الفرصة لأطراف إقليمية أو دولية لتأجيج الصراع من جديد بين الأطراف المتصارعة في لبنان اليوم .

قد نتفهم هجوم وليد جنبلاط على سوريا وهو الذي كان إلى عهد قريب حليفا من حلفائها أيام كانت سوريا تحكم لبنان ، بحيث كانت تعين الرئيس والحكومة معا ولا من يعترض على قراراتها ، فأصبحت اليوم في نظره راعية الإرهاب والدولة التي لا تريد للبنان الاستقرار والمتورطة في كل الاغتيالات التي تقع بالبلاد انطلاقا من رفيق الحريري إلى قادة الجيش الذين استشهدوا أخيرا . إن وليد جنبلاط بهذه التصريحات يمثل أكبر مفكر عربي وعالمي ينظر لثقافة التقلب الفكري والسياسي ، فمنذ زمان وهو يمارس هذه الثقافة دون ملل أو كلل . ولعل كل متابعاتنا لما يقع في لبنان منحتنا اليقين بأن الرجل لا يكاد يلتزم بموقف ليحافظ عليه مدة كافية ، فبين عشية وضحاها يخرج إلى وسائل الإعلام ويصرح بكلام تارة تافه ولا يرقى إلى الكلام المسؤول وتارة أخرى بالهجوم على المعارضة وسوريا وإيران وحماس وكأنه ناطق رسمي باسم الأمريكان والغرب ، بل حضرتني فكرة أنه تتلمذ على يد محمد سعيد الصحاف الوزير السابق في حكومة صدام حسين عندما كان يخرج لوسائل الإعلام والحرب قائمة وقوات الاحتلال تتقدم إلى بغداد وهو يسب ويشتم ويطلق اللعنات يمينا وشمالا دون تحقيق أي شيء . واصفا قوات الاحتلال بالعلوج والمجرمين والصليبيين الجدد .

لقد عانى وليد جنبلاط في تصريحاته حتى باتت من قبيل الهراء والكلام الساقط الذي يجلب الشر لا الخير للبلاد بحيث يجد من يسمعه ليركب عليه في عدوانه على لبنان وبعض الأطراف فيه . إن السياسة لا يمكن تبريرها بمنطق التصريحات اليومية التي تفرق أكثر مما تجمع ، وتعادي أكثر مما تصالح ، وتفند أكثر مما تعترف بالحوار والنقاش السياسي الهاديء . ولذلك فإننا نرى في كلام بعض أقطاب الموالاة في لبنان أنه كلام ينظر لإبقاء الصراع قائما بل الدفع إلى خلق أجواء توتر في البلد لكي يتسنى لبعض القوى الغربية البقاء بالمنطقة وفرض أجندتها السياسية واستغلال هذه الأجواء في حملات انتخابية في هذا البلد العربي أو ذاك .

وبالمقابل ، هل تمكن الطرف الآخر المشكل للمعارضة – من التحكم في نفسه وعدم مواجهة هذه التصريحات الخطيرة بالمثل ؟ الجواب قد يكون بالإيجاب لأننا تتبعنا كل التصريحات فوجدناها كلها تنبعث من روح وطنية تدعو إلى الحوار والتعقل وعدم الزج بالبلاد في أتون حرب مدمرة لا تبقي ولا تذر هذا هو عهدنا بهاته المعارضة التي وضعت على عاتقها الدفاع عن الوطن والناس بالغالي والنفيس وتمكنت من إيقاف الكثير من الانفلاتات في صفوف قواعدها وإرجاعها إلى نصابها حتى لا تعم البلاد الفوضى رغم أن هاتهالقواعد ضاقت الكثير من الإهانات والاستفزازات مرات كثيرة وأودت بحياة البعض منهم . إننا هنا نعلن إعجابنا بهذه الأطراف السياسية الممثلة للمعارضة في لبنان والتي تمكنت من حماية البلاد ضد العدوان الصهيوني وضد بعض الانفلاتات الأخرى التي تسببت فيها بعض القوى المنتمية للموالاة .

إن الحرب الأهلية ومفهومها الشمولي نجده فقط في عقلية السيد وليد جنبلاط ومن يسير في دربه ، ولا يمكن البتة أن نجد لها موطيء قدم في ثقافة المعارضة في لبنان وقواعدها التي تعد بالملايين . ولذلك نهيب بهذا الرجل أن يتراجع عن غيه وتصريحاته المدمرة التي لن تجلب عليه إلا الحقد والكره .

عزيز العرباوي
كاتب وشاعر من المغرب
[email protected]
http://arbawi.maktoobblog.com



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهديدات باراك ومبررات العرب :
- تركيا تكرس الحريات الفردية لمواطنيها :
- الأحلام المستحيلة
- ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة : منع روايات محمد ...
- بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :
- عندما يكتب العرب تاريخهم : شعر :
- التلميذ القروي وعلاقته بالمنظومة التربوية المغربية :
- الحكومة المشؤومة وديمقراطية الهمة :
- أبو تريكة يتفوق على حكامنا العرب :
- الأمية العربية ودور الحكومات :
- الجرائم الانتخابية في التشريع المغربي عند الأستاذ يوسف وهابي ...
- أهل الهوى :
- موت القراءة في زمن الكتاب :
- في حاجة إلى كاتب مقتدر :
- عندما يصبح بعض مثقفينا أبواقا للظلم :
- ثقافة المسؤولية السياسية :
- ثقافتنا السجينة :
- النقد الذاتي عند نخبنا المثقفة :
- التقدم عندهم والتخلف عندنا :
- العقل العربي من العقل الزراعي إلى العقل الصناعي :


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عزيز العرباوي - وليد جنبلاط يرقص على ايقاع الحرب الأهلية :