أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ليندا حسين - مناقصات ومزايدات على أسعار البشر العالم حين يزايد في الأخلاق بما يتعلق بالمسألة الإسرائيلية














المزيد.....

مناقصات ومزايدات على أسعار البشر العالم حين يزايد في الأخلاق بما يتعلق بالمسألة الإسرائيلية


ليندا حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 11:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما يغسل الغرب ضميره حين يصر على سماع عبارات التعاطف المطلق مع المشروع الصهيوني من المواطنين الأجانب والمتقدمين لطلبات الحصول على الجنسية. ربما يغسل مسؤوليته وشعوره بالعار فيما يتعلق بالمحارق المروعة في حق اليهود قبيل الحرب العالمية الثانية. إذ على العربي تحديدا أن يعترف وبإخلاص بـ "حق إسرائيل بالوجود" كي ينال رضى وزارات الداخلية في أوروبا. الكائن العربي الذي لم يسأله أحد طوال تاريخه عما يريد وعما يؤمن وعما يلائمه وعما يتمنى. الذي لقن كل شيء بتواطؤ مع العالم، كل العالم. الذي لم يقل كلمة لا في السياسة ولا في الدين ولا في تسعيرة الخبز ولا في كأس الماء. يطلب منه فجأة الحديث عن "رأيه" في واحدة من أكثر المسائل إشكالية وتعقيدا وإزمانا وغرابة وتشوها على مر الأزمنة. العربي حين يتلو المسألة الإسرائيلية على القالب الأوروبي حين يسطح على الطريقة الغربية ما يتعلق بإسرائيل فإنه حقيقة لم يفعل أي شيء جديد سوى أن يكون تماما كما أراده الآخر. أن يعيد السلوكيات التي ربي عليها في بلده حين كان يتلو الشعارات اليومية. أن يرفع يده تحية للجنرال. أن يحمد الله على الضراء. ويقبل يد أبيه التي ضربت أخاه.

إنه لتسخيف للجريمة بطرفيها. جرائم النازي في حق اليهود وجرائم إسرائيل ومن ورائها في طمس الهوية الفلسطينية وإبادة الشعب الفلسطيني. استخفاف بالتاريخ والمعاناة لتمريق المصالح والتصالح مع الجريمة حين يتم فتح هذه الملفات لسماع جمل "السلام" و "العيش المشترك" و "حق الوجود" التي تم تلقينها. تلك الجمل الشعاراتية البليدة المثيرة للشفقة. التي تختصر التواريخ والمجازر والأكاذيب والتزوير وتشريد الشعوب وتشويه الهويات إلى عقد تواطؤ وورقة بيروقراطية يتم تصديقها في المكاتب! إنه من جهة أخرى إصرار الغرب على الاحتفاء بالكيانات العنصرية ودعمها المطلق لما يتوافق ومصالحها السياسية والاقتصادية في دليل حي على بطر الغرب واستهتاره بكل الشعوب التي دفعت ثمن قوته وسيطرته وازدهاره. إنهم يغمضون العينين عن تجاربهم الاستعمارية في القرون السابقة عن تجاربهم في القتل والتمييز والنهب ثم إدارة الظهر كأن شيئا لم يكن. يصفي الغرب ربما ديونه مع الهولوكوست وغيرها من الجرائم العنصرية في أمريكا وإفريقيا وبلدان العالم الثالث حين يحتفي بالتجربة الصهيونية. هل كان يلزم للاعتذار كل هذا التدمير. هل هذا هو الندم الذي يظهره العالم من دروس التاريخ.

المشكلة لمن مايزال يستطيع الرؤيا ليست بالضبط في الأرض ولا في العقارات. إذ في ظل هذا النظام العالمي ليس من المستحيل أن يبني أي شخص بيتا وأن يتملك حيث يريد أن يتملك. والمشكلة ليست في المقدسات إذ هي نظريا وفي أكثر الحالات تصالحا مع القضية ليست سوى رموز للأشياء الجوانية. لب القضية يتمحور في التجرؤ على قدسية "الإنسان" الذي تم التفريط بحياته وكرامته بتواطؤ عالمي وفي ضوء الشمس. لا تشابه التجربة الفلسطينية أيه تجربة أخرى في العصور. في كونها إهانة لكل من عاصر الحدث ولكل من وعي الجريمة. إنها تهديد لإنسانية وكرامة كل بشر على هذه الأرض وتبخيس هائل في "قيمته". فإذا كانت جرائم التصفية العرقية التي تفنن الاستعمار الغربي فيها فيما مضى لم تنقلها شاشات التلفزة ولا حللتها وسائل الإعلام ولا وثقتها الأقمار الصناعية، وإنما تم نبشها فيما بعد من أصحاب الضمير والذين غامروا في الغوص في التاريخ العفن للمدنية والمدن الصناعية. فإن ما حدث في فلسطين كان أمام مرأى العالم وبتواطؤ وصمت دولي. ثم بعد ذلك يرقصون للسنوات الستين من عمر الدولة الإسرائيلية ويريدون منا أن نصفق معهم. ولا أريد أن أعرف عدد المهرجين الذين اندفعوا يرقصون فوق الجثث.



#ليندا_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجازر الأرمن والمحنة الفلسطينية.. أيكون الفن وحده من يصغي لص ...
- عن العنف والإيدز والسحرة.. من يقاضي القاضي؟
- كيف سنمشي خلف النعش؟ ل ماركوس أورتس*
- عن قتل النساء.. عن قتل مجتمع
- وجهي الحزين هاينرش بول
- الانترنت تنجح مجددا بإغواء الروائيين.. ( ينفع لريح الشمال ) ...
- هه يسوع.. هه بوش
- فيلم - العطر- للألماني توم توكفر.. إدانة صريحة لقطيع البشرية ...
- الرجل السيء في لوحة الموزاييك
- الانفصال في علاقة نساء سوريا برجالها
- علي رطل
- رغم الإرهاب الإسلامي: عدد الألمان الذين يدخلون الإسلام تضاعف ...
- أقدام حافية


المزيد.....




- بين الجُزُر والحصون.. في ساحل كرواتيا معالم وتجارب آسرة ترضي ...
- مالكوم إكس والدعوة إلى مقاومة الظلم العنصري بـ-أي وسيلة ضرور ...
- رفح ـ إسرائيل تواصل قصفها وتعثر على أنفاق على الحدود بين غزة ...
- سموتريش: أعتقد أننا في طريقنا إلى الحرب مع -حزب الله-
- وزراء خارجية شنغهاي للتعاون ينظرون في أستانا في الترشيحات لم ...
-  وزيرة خارجية جنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصري
- الدفاع الروسية: قواتنا تتقدم في خاركوف والخسائر الأوكرانية ب ...
- برلماني مصري: -الحكومة زي الأم اللي مش قادرة تهتم بأولادها ف ...
- هل باتت واشنطن والرياض قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق تعاو ...
- الجيش يعلن إحباط -محاولة انقلاب- في جمهورية الكونغو الديمقرا ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ليندا حسين - مناقصات ومزايدات على أسعار البشر العالم حين يزايد في الأخلاق بما يتعلق بالمسألة الإسرائيلية