سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 10:31
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
لا ادري وفي أجواء ذكرى النكبة الشاملة والنكسة الوطنية, إن كان قدرنا في فلسطين, أن تكون فرحتنا منقوصة, وتكون وحدتنا مجروحة, هاجس الوحدة ورحلة الشتات داخل جسد الوطن الواحد يؤرقنا, ويجعلنا نتشوف مستقبلا غير سوي, فلا ادري إن كانت الأسباب التي تحول دون اكتمال عرسنا, أسبابا سياسية محضة, أم أسباب وطنية تدلفها الحزبية والفئوية البغيضة, أم هي لأسباب تتناقض مع روح الديمقراطية والتنكر لآلية التداول القيادي المؤسسي, أم هي مزيج من كل هذا لتشكل تكدسا معقدا من الإشكال الوطني , وحيث أنني لا استطيع فصل المسار الرياضي عن المسار السياسي, ولايمكن فصل المسار المؤسسي بشكل عام عن السياق السياسي العام, فان المشهد يصبح أكثر قتامة عند القراءة المؤسسية في حال الانشطار الوطني والذي هو عنوان المرحلة, نتيجة العديد من الأسباب الحزبية والسياسية, وحتى الخلاف داخل الحزب الواحد الذي يدير بوصلة إفراز مرشحيه للنقابات والاتحادات, وهنا لابد لنا من وقفة لوضع النقاط على الحروف, وقراءة المعطيات, وتدارك التداعيات, دون إدارة الظهر للعوائق والإشكاليات, سواء المقصودة أو الطارئة, وبتالي فان الإفرازات ستكون في خانة تسكين الأزمات, والمخرجات وان تم تمريرها في شكلها الديمقراطي المجزوء, فإنها تراكم في الدهاليز تحالفات وشلليات, من شانها اقتناص فرصة الخراب حال بروز أي أزمة وسط الطريق, ومن ثم ترد الأمور إلى لوم وشجب ولعنة البدايات.
لا يسعني في بداية حديثي,وان كنت لست من الوسط الرياضي, فإنني من الوسط الوطني حاضنة الحضانات, وحقيقة عن قرب وبتجرد وأنا لا اشد على يد حتى المقربين من الأصدقاء ممن لهم في مجال العمل الرياضي, بما يخالف قاعدة الإجماع وديمقراطية الانتخابات والوفاق, لكني لامست أن المشهد السياسي قد برز بدرجات زائدة تثير الانتباه وتطرح العديد من التساؤلات, حول عاصفة رياضية خلفت جراء فعلها, سقوط تمثيل لجزأين هامين من الوطن الرياضي والسياسي والوطني الفلسطيني, هما ((غزة والقدس)), ورغم ذلك كما بدأت لايسعني وسط هذا العرس الرياضي المنقوص, إلا أن أبارك للجميع نتائج انتخابات الاتحاد الرياضي لكرة القدم, برئاسة الأخ اللواء- جبريل الرجوب وباقي الأعضاء الفائزين من الضفة الغربية الحبيبة.
لكن وككل فلسطيني حريص على تمثيل متكامل لأجزاء فلسطين داخل هذا الاتحاد, حتى يترجم عنوانه كاتحاد, كنت أتمنى تمثيل الكل الجغرافي والديمغرافي الوطني, بما يجسد حدود الأرض والإنسان حسب خارطة الدولة الفلسطينية العتيدة على حدود الرابع من حزيران 67 بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية, وهنا أركز من منطلقات سياسية قبل الرياضية أو لا افصل بينهما, على أهمية تمثيل القدس, وأتمنى ألا يكون هناك من خلف الكواليس أي اعتراض أو تداخلات صهيونية على تمثيلها في هذا الاتحاد الهام على مستوى تمثيل فلسطين أمام العالم, ولعلي لست مطلع على أصول اللعبة الانتخابية على خارطة الفعل الرياضي, لكني ومن خلال لقاء على تلفزيون فلسطين مع اثنين من الإخوة مشرفي الرياضة من الأحبة المقدسيين, لامست مرارة تجاوز الاتحاد لتمثيل القدس لدرجة أن احدهم تحدث عن الهوية الزرقاء وكأنه يريد أن يشير إلى مزيدا من نزف الجرح, لكن حقيقة مافهمته أن الأسباب الظاهرة لعدم التمثيل, هي حالة الترهل في الوسط الإداري للروابط الرياضية لأندية المقدسية, وعدم اتفاقهم على إفراز مرشحيهم للاتحاد ذو القاطرة السريعة ففاتتهم رحلة التمثيل, بسبب صعوبة تخيل البعض انتهاج ثقافة التنازل للآخر المختص والتمسمر تحت سقف ((إما أن أكون أو لايكون احد)), الحقيقة ولا أنكر أن العاطفة الوطنية تملكتني وغلبتني, بتأثري وملامستي ما يختلج صدور هؤلاء الأحبة المقدسيين فرسان الخندق الأول وجزئهم الجغرافي قلب فلسطين, فهل فعلا سيتم استثنائهم من تمثيل الاتحاد؟؟ وهل يؤثر عدم التمثيل هذا على نسبة الكادر الرياضي المقدسي داخل منتخبنا الوطني, الذي هو مجموعة سفراء فلسطين لعالم بلغة الرياضة؟؟ أم المقصود من عدم تأخير رحلة قاطرة الاتحاد, وعورة واستحالة الاتفاق على مرشحين يصعب إفرازهم من منطقة القدس, وكي يكون لهم هذه العرقلة درسا لانتخابات القادمة أو إلى حين؟؟؟
وحتى وقتنا هذا وبعد اقتصار الانتخابات على الضفة الغربية, دون أن تشمل غزة التي يبدوا أنها استثنيت كتجاوز يبدو أن سببه عوامل عدة متشابكة في غزة, منها الانشطار الحزبي الوطني الفرح به فريق ولا يدري ما تداعياته الكارثية على المستقبل المنظور والبعيد, وعدم التوافق على نسبة تمثيل في جوهره سياسي حزبي, وكذلك نتاج سيطرة على بعض الأندية وتعطيل عملها, والطامة الكبرى مابين ثنايا العوائق التي حالت دون جاهزية لذلك التمثيل, هو عدم التوافق بين القديم والحديث داخل اللون الحزبي الواحد, وخلافات عنوانها عدم التنازل للآخر وتحالفات هي كذلك تحت سقف(( إما أن نكون أو لايكون احد)) رغم ماشهدته ساحة غزة من اتصالات وتفاهمات أفضت إلى انسحاب إخوة هم من رموز الحركة الرياضية, لكنهم آثروا الإجماع على ذواتهم, وآثروا صعود غيرهم للقاطرة خير من أن تفوت الجميع, وفق رحلة قاطرة سفر الاتحاد السريع, وبقيت غزة كذلك معلقة دون تمثيل, وان كان في غزة الموقع القديم الذي لايعرف مصيره غدا فربما يطعن في شرعيته الديمقراطية((نائب رئيس الاتحاد)) وربما يزكى بالتوافق, لكن بالمجمل عدم التوافق الوطني الخاص والشامل عطل ذلك التمثيل في اتحاد كرة القدم بالنسبة لغزة, وهنا أريد الإشارة إلى انه رغم شعار ذوبان الكل الحزبي الوطني في بوتقة الاتحاد وهذا كل ما يتمناه فلسطيني وطني مخلص شريف, إلا أننا وبشكل براجماتي لانستطيع إنكار الحزبية كأحد أهم روافع وركائز الانتخابات في كل الروابط والنقابات والاتحادات.
وفي النهاية اتسائل وقد جرت الانتخابات لاتحاد كرة القدم الفلسطيني, وما لهذا الاتحاد وغيره من الاتحادات الرياضية, من أهمية على مستوى الساحة الداخلية والخارجية, فما هو مصير تمثل القدس وغزة على المستوى الرياضي الرسمي, وان كنت غير ضليع بلعبة الاتحادات الرياضية, فإنني أراقب تداعيات المسيرة والنتائج, والتوافق والتنافر, على مستوى مدى ارتباط هذا التمثيل المنقوص بالوضع السياسي, حيث انشطار غزة وقضمها بفعل فئوية الحزب والخلافات الوطنية التي تسببت بكارثة حتى وقتنا هذا, ولا نعلم ما مصير غزة على الخارطة السياسية الرسمية, وماذا يخطط لها في ظل العناد الحزبي والإصرار على انشطارها, وماهو ارتباط هذه الحالة الرياضية بموقع القدس على الخارطة السياسية, ورفض تمثيلها سياسيا في عملية التسوية وإصرار القيادة الفلسطينية على القدس أولا, فلماذا إذن يكون اتحاد دون تمثيل قدس وغزة, وما هو الذي لانفهمة بسبب جهلنا بلوائح واليات المسار الرياضي, الذي لا استطيع ولا يستطيع أي عارف أو جاهل أو مكابر, أن يفصله عن المسار السياسي؟؟؟
وفي المحصلة هي وقفة, وسؤال حول ذلك التمثيل من عدمه, ليجسد حقيقة الواقع الذي يشير إلى غزة القدس لاحقا؟؟؟!!!!
والله من وراء القصد
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
