فى ذكرى النكبة

محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 01:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إنه منتصف شهر مايو ( آيار ) ذكرى نكبة العرب فى فلسطين ، وربما أصح أن نقول ذكرى نكبة أهل فلسطين للتفريط العربى ( الرجعية العربية ) لأرض فلسطين ، وتمكين عصابات الهاجاناه الصهيونية بإقامة مجازرها فى هذه الأرض الطاهرة للإستيلاء على الأرض بإبادة جماعية لشعب عربى أعزل يقتل شيوخه ونسائه وأطفاله وشبابه وتتراكم الجثث فى جب ثم يصب عليها البنزين لتحرق ويردم عليها حتى لايأتى يوم ويتم فيه إكتشاف مقابر جماعية فى هذه الأرض المباركة ، كم من دير ياسين حدثت على أرضك يافلسطين .
إذا كان هذا ماحدث منذ ستون عاما لشعب فلسطين العربى ربما حدث قبله بأكثر من مائة عام هولوكوست آخر لشعب آخر تم وأده من ذاكرة التاريخ وهو الشعب الأمريكى الأصيل أو ما يعرف بالهنود الحمر .
ربما تكون المعطيات واحدة لدى المستخربين لكل من الشعبين العربى فى فلسطين والهندى الأحمر فى أمريكا وأقصد بالمعطيات هنا هو إكتشاف مناجم الثروة فى محيط هذه الشعوب فكما كانت أرض أمريكا الشاسعة مازالت بكرا ومطمعا كانت الإكتشافات الغربية قد حددت شبه الجزيرة العربية القاحلة مخزن نفط ، هذا المخزن الذى دفع ثمنه االشعب الفلسطينى فى وأده وإستلاب أرضه ،يالها من ذكرى وياله من ثمن باهظ دفعه شعب لينعم آخرون مسلوبة أوطانهم وثرواتهم من المحتل ،هؤلاء الآخرون من تحالفوا مع المستخرب لسرقة أهاليهم ، يالها من ذكرى .
هذا اليوم يحتفل فيه رأس الإرهاب العالمى مع جوقته فى فلسطين مع الكيان الصهيونى وفى مشهد آخر بالقرب من هذا المكان يسعى جزء من العرب لإطفاء جزوة نار تحاول حرق المحتفلين فى لبنان .
حاولت للخروج من هذا المسرح بالبحث عن صوت السيدة فيروز وهى تغنى للقدس أو صوت جوليا بطرس وهى تستنهض شعوب على شفا الموت أو صوت هذا الفريق الذى يحلم بالعربى أو ذاك الفريق الباحث عن ضمير عربى ولكن محاولاتى باءت بالفشل .
ما أثمر البحث عنه هذه الإحتفالية وصوت جورج بوش يجلجل فيها متمنيا للكيان ستون سنة أخرى ومذكرهم بوعده لهم بمسح القمامة من حولهم أى لكى يناموا قريرى العين فهو يعمل جاهدا على تفكيك المقاومة فى فلسطين ولبنان هكذا قال بوش على مرئى ومسمع أكثر من ئلائمائة مليون عربى ومن على بعد خطوة واحدة منهم ومن عقر دارهم فى أكبر تحدى لهؤلاء المدافعون عن الحق العربى إن وجدوا .
فى ناحية أخرى شاهدت وسمعت فى فضائيات أثرياء العرب والمعتدلين العرب أكبر عملية تجييش وشحن عاطفى وغرائزى للفتنة فى لبنان بين السنة والشيعة سواء فى فضائية المستقبل أو العربية أو حتى فى إخباريات دول الإعتدال وفى هذا البحث لم أجد إلا قناة واحدة تطل منها شخصيات من كل ألوان الطيف الفلسطينى تتحدث عن النكبة وتستنهض وتستجمع فلولها فى دعوة إلى توحد الصف الفلسطينى لمواجهة هذا العدو المرعوب من أطفال فلسطين حتى جاء له سيده بوعده بالقضاء على مصدر هذا الرعب .
كل هذا وأنا فى حالة ترقب وإنتظار إلى ما ستتوصل إليه هذه اللجنة الوزارية من قرارات لإنهاء هذه الحالة المزعجة فى لبنان وبالأحرى قرارات طبقا للمعادلة الجديدة على الأرض ، ربما كنت فى أمس بصيص أمل يشعرنى إننى مازلت أحيا وأتنفس فى هذا المحيط العربى الذى يقف على بابه أو فى وسط داره من يقول له لقد سرقت منك حضارتك وسرقت منك تطورك ورجعتك تعيش فى عصر الظلمة وسلبت منك جذوة حياتك ومالك وجعلت فيكم الأخ يصارع أخاه حتى أستلبكم وأكون الحكم بينكم إن جئتم لصلح أشعلت فتيل الصراع بينكم مرة أخرى ذلكم لأننى بكم فى يدى مقودكم .
وأخيرا بعد حالة الترقب هذه أطل علينا من يقول لنا فعلا أن الوقائع على الأرض تفرض شروطا ولبئس لأنصارك يا جوبلز ,

#محمود_حافظ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل