أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يحيى السماوي - هموم عراقية : ظاهرة مقتدى الصدر ومثلائه















المزيد.....

هموم عراقية : ظاهرة مقتدى الصدر ومثلائه


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 08:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يرى المختصون في علم النفس ، والعاملون في مجال التربية ونـُظـُم السلوك البشري ، أنّ الإفراط في الإستجابة لطلبات الطفل ، والمبالغة في " تدليله " ، قد يقودان إلى إفساد الطفل على صعيد بناء شخصيته بناءً غير سويّ ، تنعكس آثاره على سلوكه المستقبلي .

يبدو لي أنَّ هذه النتيجة ، تنطبق على المبالغة في إطراء الأشخاص والإفراط في تمجيدهم ، باعتبارهما مَرَضين خطيرين يؤديان إلى تضخيم نرجسية الشخص المعنيّ ، وبخاصة حين يكون مثل هذا الشخص في موقع قيادة طائفة أو حزب أو تكتل أودولة ، فيتوهّم ـ بفعل تينك العاهتين : الإطراء والتمجيد غير المبررين ـ أنه القائد الموعـود وحامل المفتاح السحري لفتح قفل المستحيل ، والوارث الشرعي لعصا موسى التي سـيشـق بها درب الجماهير نحو الغد المرتجى ... وصدام حسين خير مثال على مثل هذا الشخص الذي أسهمنا ـ نحن العراقيين ـ في تضخيم " فأس " نرجسيته ليقع على رؤوسنا بعد حين .

شخصيا ً ، أنا ممن يكنون لعائلة الصدر محبة تصل حدود التقـديـس غـير الآثم .. ولا عجب في ذلك ، فهي من بين أعظم العوائل العربية العراقية التي أنجبت نخبة من الأفذاذ على صعيد الفكر والجهاد في سبيل الله ( كالشهيد الخالد المفكر الفيلسوف آية الله العظمى محمد باقر الصدر وشقيقته الفاضلة الشهيدة بنت الهدى طيب الله ثراهما ) .. والذود عن المستضعفين والتصدي لكل ما هو معتم دون أن تخيفه في الحق لومة لائم ( كالشهيد الخالد آية الله العظمى محمد صادق الصدر طيب الله ثراه ) .. والعمل على دمج الطائفة في مجتمعها بعيدا عن التمذهب والإنغلاق الطائفي ، لمواجهة العدو المشترك للشعب أو الأمة ( كالإمام المـُغـَيَّـب في ليبيا موسى الصدر ) ... هي إذن عائلة مشهود لها بالعلم والفكر والجهاد والزهد بالمناصب والمطامح الشخصية أو الأسروية أو الطائفية .... ومع ذلك ، فإنّ هذا التأريخ المشرف للعائلة الصدرية ، لا يُجيز لشاب ٍ من شـبّانها ، التوهّم بأنه القائد الموعود ، وأنه وحده الممسك بمفتاح الحكمة والصواب ...

أنا ممن يحترمون السيد مقتدى الصدر لموقفه الشجاع من الإحتلال الغاشم ومن طريقة المحاصصة لاقتسام رغيف السلطة ... لكنه غـير مؤهّـل للقـيـادة الجماهيرية ... فهـو أقـرب إلى " المراهـقـة الـثورية " منها إلى " الحكمة والنضج الثوري " ... إنه مؤهل لأن يكون فردا من الجموع الرافضة للإحتلال ، وليس قائدا لها ، بسبب قلة خبرته فيما يتعلق بالمعترك السـياسي وبأحابيله ودهاليزه السرية ، مضافا إلى ذلك ، تواضع تحصيله العلمي الديني ... ولعل البعض يتذكر ما صرّح به السيد مقتدى الصدر خلال فترة التحضير للإنتخابات التي حددها المندوب السامي الأمريكي السابق " بول بريمر " ... فقد صرح قائلا : " قمت بتشكيل حكومة كاملة وأنا مستعد لعرضها على الشعب العراقي للتصويت عليها" .... فمن خلال هذا التصريح ، تـتضح لنا ليست نرجسية السيد مقتدى الصدر فحسب ، إنما وسذاجته السياسية أيضا ... أبهذه السهولة تـُشـَكـَّل الحكومات ؟ ثم : هل ناشدته الجماهير الشعبية العراقية بتشكيل حكومة ؟ حتى " الملا عمر " حين نجحت حركة " طالبان " بالإستحواذ على السلطة في أفغانستان ، فإنه لم ينفرد وحده باختيار أعضاء حكومته .... فهل يريد السيد مقتدى الصدر إقامة حكومة " طالبان شـيعية " في العراق ؟

ولكن : لماذا نلوم السيد مقتدى الصدر على هذه النرجسية ، إذا كنا نحن ـ العراقيين ـ قد صنعناها له ؟ كيف لا ينتفخ بالون نرجسيته وهو يرى عشرات آلاف العراقيين يهتفون باسمه رافعين صوره في تظاهرات عارمة ؟ كيف لا يصيبه الغرور وهو يرى سرايا جيش المهدي تزداد عددا ، دون أن يأخذ بنظر الإعتبار حقيقة أنّ " أشاوس أمن ومخابرات صدام " تسللت إلى خيمة تيّـاره ؟

صحيح أن التيّـار الصدري يضم مجاميع غـفيرة من أحفاد عروة بن الورد ... من الفقراء الطيبين المسحوقين العاطلين عن العمل ... وصحيح أن للتيار الصدري جهده المؤثر بداية الإحتلال وشيوع ظاهرة " الفرهود " حين نجح في الحدّ من تلك الظاهرة المشينة وأعاد الكثير من المواد المسروقة والمنتهبة .. ( الظاهرة المشينة تلك ، كان مخططا لها أمريكيا مسـبقا ً ، بدليل أن قوات الإحتلال أعدّت قوة حماية مسبقا لوزارة النفط ، ولم تحرك ساكنا ً حيال الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى ، بما فيها المتحف العراقي الذي كان المحتلون أول منتهبيه وسارقي موجوداته ) ... وصحيح أن في التيار حاملي شهادات عليا ... لكنّ الصحيح أيضا ، أن في جيشه لصوصا ً وقطاع طرق وفارضي أتاوات وعصابات اختطاف ـ وربما مروّجو مخدرات ومنفلتون أخلاقيا وأدعياء تشـيّع وموقدو فتنة ـ وإلآ ما تفسير جرائمهم التي لا تخفى على ذي بصيرة ؟ وما تفسير الشكاوى الكثيرة ضد ممارسات الكثير من مجاميعهم ؟ ممارسات وصلت حدّ التدخـّل بلباس المرأة وبشكل حجابها ونوع مكياجها ؟

هذه الظاهرة أغوت كثيرين في السير على ذات المنهج ، فخرج لنا أكثر من رسول لـ " المهدي المنتظر " بعد أن وجد مَنْ يُضفي عليه هالة التمجيد ويصيخ السمع لهذيانه في اعتزامه إقامة حكم السماء على الأرض العراقية المخضـَّـبة بالدم والدموع ... فإذا بالأحزاب المبشرة بقرب ظهور المهدي المنتظر ، تتناسل تناسل نبات السبيروجيرا والطحالب ، لنكتشف بعد حين أن لها موانئها السرية لتهريب النفط ، وأتاواتها المفروضة على الفقراء ( أتاوات لا يُسمح بتقسيطها فالدَين ممنوع .. والعتب مرفوع .. والرزق على الكلاشينكوف ) .. وهي طبعا ترفع لافتة مناهضة الإحتلال ..

إنَّ فضيلة مبدأ مقاومة الإحتلال ، لا تكفي وحدها لتزكية الفرد أو الجماعة ، ما لم تـُشـفـَعْ بفضائل أخرى ، في مقدمتها حرمة الدم الوطني واحترام الكرامة المتأصلة للإنسان ونبذ كل ما من شأنه توسيع الفجوة بين مكونات الكيان المتحد " المجتمع " ..

لقد أهرق دم عراقي كثير ... فعسى أن يعمل الجميع على إيقاف مسيله ، وأن يُصار إلى وضع برنامج عمل وطني يأخذ على عاتقه مهمة توحيد الروافد جميعها ، لتصب في نهر واحد ، يسقي بستان الوطن ، ويغسل ثوبه من وحل وعار الإحتلال ...



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لتكريم بُناة صرحنا المعرفي ووجداننا الوطني ( واستشهادا ...
- جمعية - نعال أبو تحسين -
- السكوت على الجريمة مشاركة فيها
- شكرا ً لك أمريكا ... أللعنة عليك أمريكا ..
- بأصابعي لا بعينيّ أرى جسدك
- أنا ذلك البدويّ ...*
- جرحي على سعة العراق *
- تذكيرا بما سبق وقاله السيد نوري المالكي
- لسنا بالهنود الحمر .. فلماذا يريدون إبادتنا ؟
- إنّ الثواب على قدر المشقات
- صبرا ً على عطش الهوى
- ضاحكة العينين
- الشهيد
- أعيديني إلى جنتك
- تنافر
- تماثل
- ملاحظات عابرة
- قراءة في ديوان - هذه خيمتي .. فأين الوطن ؟- للشاعر العراقي ي ...
- غرس ٌ ولا حصاد ..
- كن لأحطابي لهيبا


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يحيى السماوي - هموم عراقية : ظاهرة مقتدى الصدر ومثلائه