أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - إنّ الثواب على قدر المشقات














المزيد.....

إنّ الثواب على قدر المشقات


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 09:45
المحور: الادب والفن
    



طينُ " السَـماوة ِ" لا نجـمُ السّـماوات ِ

يَــشــدُّ أمـسـي ويـومـي بالـغَــدِ الآتـي


أهـكـذا العـشـقُ ؟ يَـجْـفـوني وأتـبَـعـُـه

فـما أصَخْـتُ إلى صـوت ِ انـكسـاراتي !


أهـكذاالعـشـق ُ؟ ياخَـوفي عـلى وطـني

مني .. ومنه عـلى شـمسـي ومَشـكاتي


مُــشـَـرَّدُ وهـمـومُ الـنـخـل ِ أمْـتِـعَــتي

حَـمَـلــتـُها .. وجـراحـاتي مَـحَـطـاتـي


هُــويَّــتي ؟ غَـجَــريٌّ لا بـــلادَ لـــهُ

إلآ ظِـــلالُ بـــلاد ٍ فــي الـهُــوِيّــات ِ


خطـيئة ُ العصر في وجهي مُكـَثـَّفـة ٌ:

أنـا ابـنُ دجلة َ.. لكنْ : في السِـجـِلات ِ


عـشـقـتُ دجـلـة َ حتى كـدتُ ألـعَـنـُهـا

وألعـنُ الـوطـن َ الـمـخـبـوءَ في ذاتـي


نـَخَـلـتُ أسْـطــرَ قامـوسي لـعـلَّ بـهـا

مـا قـدْ يُـزيــنُ بـأفــراح ٍ عــبــاراتــي


وجدتُ لـفظَ (عـراق ٍ) في صحـائـفِـهِ

كما الـفـرات.. ولكـنْ : دون ( راءاتِ )

**

مــرافـئي خـَـذلـَتـْني يـا شِــراعــاتـي

فـعـانـقي يـا ريـاحَ الصَّــبـر رايـاتـي


بـَـردانُ أوقِــدُ أجْــفــانـي وأوردتــي

عـطشـانُ أحـلِـبُ أجـفـاني لِـكاسـاتي


ومن رماد هَـشيمي شِـدتُ ليْ وطـنـاً

حَـمَـلـتـُهُ حــيـثــمـا تـنـأى مـسـافـاتي


كأنما النـّأيُ عـن أهـلي وعـن وطـني

أو الــتـشــرّدُ أضحى مـن هـِـوايـاتـي


عـلى فـمي خَـبَـزَ الحِـرمـانُ أرغِــفـة ً

طـحـيـنـُها قــَلـَقـي والــنـــارُ آهــاتـي


وما ندمـتُ على جـيلـيـن ِ في سَـغـَبٍ

فـقـد ربحـتُ مـن الـدنـيـا خـَسـاراتـي


لـقـد بـدأتُ طريـقي ـ وهـي شـائـكـة ٌـ

مُـكـابـِـرا ً أتـَـسَــلــّـى باحـتِـراقــاتـي


فـكـيـف يـخـذلـني نـفيٌ وقـد نـُفِـيَــتْ

دنـيـايَ عـن مُـقـَلي مـنــذ الـبـدايـات ِ ؟


وما خـشـيـتُ مـن المـاضي ونـكـبـتـه ِ

لكـنْ خـشـيتُ عـلى قـومي مـن الآتي


نـأى عـن الـشـمـس ِ ربّـانٌ بمركـبـنـا

فـَحَـتـْمُــنا : حَـطـَبٌ في نـار مــأسـاة ِ

**

وصاحـبٍ جاءني يُـسْــدي نـَصائحَـهُ

ولم يـكــنْ ناصِـحـا ًيـومـا ًحَـمـاقـاتي


يـقولُ : دعْـكَ فـمـا غـيَّرْتَ مُفـتـَسِـدا ً

فـَعِـشْ حـيـاتـكَ في يـُسْــر ٍ ومـلـهـاة ِ


وخُـذ ـ كـغـيـرك ـ أفــيـاء ً مُـنـَعَّـمَـة ً

ودعْ لـغـيـرك َ تـقـويـمَ الخـطـيـئـات ِ


وقــائـل ٍ : إنَّ أمـي مَـنْ تــَزَوَّجَـهــا

يـصـيـرُ عـمِّي فـأنسى وعْـدَ ثاراتي


جَـهــالــة ٌ وحَـمـاقـاتٌ يُــرادُ بـهـــا

لـجْـمَ الضـمير ِ وقـتلا ً لـلمَـروءات ِ


مُـنافـقـون َ ودجّالـونَ !! مـا رفعـوا

سـيـفا ً ولا خفضوا صوتَ المُراءاة ِ


أجـلْ فإنَّ حريـقـا ً شـَـبَّ مُكـتـسِـحا ً

ما كان غـيـرَ نـثـار ٍ من شــرارات ِ


وأيُّ ثـوب ِ حـريـر ٍ لـيـس تـقـرَبُـهُ

يَــدُ الـبـِلـى ؟ أدوامٌ لـلــمَــسَـــرّات ِ ؟


قد اخـتـبـرتـك ِ يا لـَذاتُ فاحْـترسي

وحاذري أنْ تـنالي مـن خـيـاراتـي !

**

وغـادة ٍ خـَتـَمَـتْ أولى رسـائـلِـهــا

بـطـبْع ِ مَـبـسَـمِهـا بين الـوُرَيْـقـات ِ


يكادُ يـنـضحُ مـنها لو مَـشتْ مَطـَرٌ

من الإنوثـة ِ .. تـبـدو مِـثـلَ مِــرآة ِ


تـُخَـدِّرُ الناسـكَ الصوفيَّ ضحكتها

كأنها الـكأسُ في لـيـل ِ الصّـبابات ِ



رَمَـتْ إلـيَّ شِــراعـات ٍ مُـطـَـرَّزة ً

بخـضرة ٍ يشـتهـيهـا نخـلُ واحاتي


هَـمَـتْ بـكوثرها يـوماً على جَدَبي

فأثـْمَـرَ الشـوكُ أعـنابـا ً بـواحاتي


ومَكـَّنـَتـْني فَـما ًلا زال مـلءَ فمي

رحـيـقـُهُ مـنـذ أعـوام ٍ سـحـيـقات ِ


حسـبـتهـا جَـنـَّة ً تمشي على قـَدَم ٍ

وأنَّ ليْ في هـواها عـيشَ جَـنـّات ِ


حتى إذا عرفـتْ بيْ عاشِـقا ً دَنِـفـا ً

وأنها في الهـوى ربِّي وتـَوراتي


قالت ْ:أريدُكَ ليْ وحدي فلا سَـفـَرٌ

إلآ ويَـبـدأ مـن حَـقـلي ومـرسـاتي


فاحْرثْ بضلعِـكَ بـسـتاني فـإنَّ بـهِ

لصحـن ِعـشـقِـكَ أصنافَ اللذاذات ِ


لسوفَ تبصرُ إنْ طاوَعْـتني مُـدُنـا ً

من المباهج ِ عـندي والـمَـسَـرّات ِ


فاسألْ مياسِـمَـكَ السكرى أيُثـْمِـلها

عذبٌ كعذبِ رحيقي في تـُوَيْجاتي ؟


حَسَـدتُ غيري على بحبوحة ٍ وأنا

حَـسَـدْنـَني بكَ يا هـذا صـديـقـاتـي


فـَما يُـضيركَ في شِـعـر ٍ تـَردُّ بـه ِ

شـَرّا ً يـرومُكَ ؟ فامْدَحْهم بأبْـيـات ِ


نـَهَـرْتـُها .. وكأني قدْ نهَـرتُ فمي

ومُقـلـتي وصُراخَ الرغـبة ِ العاتي


خـَـذلـْتـُها مع أني كنتُ أحـسَـبُـهـا

فيما مضى حُـلـُمَ الـدنيا ومـولاتي


خـَلـَعْـتها من فؤادي غيرَ مُكـترث ٍ

وما نـَدمْتُ على أغـلى حـبـيـباتي


ولا جزعـتُ لأنَّ الدربَ شـائـكـة ٌ

(إنَّّ الـثـوابَ على قـدر المشقـّات ِ)

***
كتبت في 18/4/1991م معسكر رفحاء / السعودية
من مجموعة " الإختيار " الصادرة عام 1995



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبرا ً على عطش الهوى
- ضاحكة العينين
- الشهيد
- أعيديني إلى جنتك
- تنافر
- تماثل
- ملاحظات عابرة
- قراءة في ديوان - هذه خيمتي .. فأين الوطن ؟- للشاعر العراقي ي ...
- غرس ٌ ولا حصاد ..
- كن لأحطابي لهيبا
- شِراك
- أضيئيني
- على ذمة ما نشرته مجلة الشراع :شركات نفط أمريكية لشراء ذمم بر ...
- ثلاث رباعيات غزلية
- تعاويذ
- أربعة ألواح من طين الأسئلة
- وعود جورج بوش : طبخ حصى على نار هادئة
- يا رافد فياض الجبوري : أعِدْ قصيدتي رجاء ً !!
- كلمات متقاطعة
- انفجارات .. وطفولة .. وسنابل


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - إنّ الثواب على قدر المشقات