أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يحيى السماوي - دعوة لتكريم بُناة صرحنا المعرفي ووجداننا الوطني ( واستشهادا بما قاله الجواهري الكبير )















المزيد.....

دعوة لتكريم بُناة صرحنا المعرفي ووجداننا الوطني ( واستشهادا بما قاله الجواهري الكبير )


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 09:09
المحور: المجتمع المدني
    


في ظل النظام الديكتاتوري المقبور ، كانت ألقاب الطاغية هي القاسم المشترك لمسميات الشوارع والمدارس والمشافي ... فحيثما وجّهت وجهك فـثمة إسم صدام ... ما من مدينة أو قرية أو قصبة حدودية إلآ ويطالعك إسم صدام ونصبه وتماثيله وجدارياته ... وكأنما العراق يخلو من رجالات أسهمت في تحقيق مُـنجَزنا الحضاري العريق وفي صنع وجداننا الوطني ...

الان وقد رحل الديكتاتور غير مأسوف عليه ، لكن ظاهرة تكرار إسمٍ بذاته على منشآت ومؤسسات مختلفة ، مابرحت آخذة في الإنتشار .. فالكثير من المشافي الكبرى صار اسمها مشفى الصدر ... وأكثر من المشافي المدارس ... ومثلهما الشوارع ... والأمر نفسه بالنسبة لأسماء معدودة أخرى ، جميعها لعلماء دين أفاضل ـ ولا اعتراض على ذلك ، فهم جديرون بأكثر من التكريم .. لكن الإقتصار عليهم ، فيه عدم إنصاف أجلاء آخرين ... لقد شاهدت في السماوة وبغداد والبصرة مستشفيات ومدارس تحمل ذات الإسم لشهيد ٍ جليل ٍ بعينه .. المستشفيات ليست حوزات ٍ دينية ... يكفي أن يطلق الإسم على واحدة منها ..

شخصيا ، أنا ممن يُجـِلـّون الشهيدين الخالدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر ( وقد رثيتهما معا مثلما رثيت الشهيد محمد باقر الحكيم ـ طيّب الله ثراهم جميعا و ثرى كل الشهداء ) ... لكن هؤلاء الشهداء الأجلاء ليسوا وحدهم الذين قدموا حياتهم قربانا من أجل الشعب العراقي ... ثمة كثيرون غيرهم أرخصوا حياتهم من أجل الوطن والإنسان العراقيَـيـن ... فلماذا لا يُعمل على تكريمهم بإطلاق أسمائهم على مؤسساتنا العلمية والثقافية والفنية وعلى ساحات العراق وميادينه ؟
إن شهداء مثل سلام عادل وحسن سريع وجمال الحيدري وعبد الكريم قاسم ووصفي طاهر وجلال الأوقاتي وحجة الإسلام الشيخ مهدي السماوي والشيخ الجليل البدري والشـُبّر وغيرهم الكثير ، لم يستشهدوا دفاعا ً عن بيوتهم الطينية ولا طمعا ً بجاه ٍ ومنصب ، إنما : دفاعا عن حق الشعب في الحرية ودولة القانون وذودا ً عن الفضيلة والمستضعفين ..
لا زلت أتذكر ذلك اليوم الصيفي حين هرعت مع والدي وخالي ـ وأنا بعد صبيّ ـ حاملين الخبز واللبن و" الرَقـِّي والبطيخ " مع مَن هرع من أهالي مدينة السماوة إلى محطة القطار ، حين وصل " قطار الموت " مدينتنا وهو مزدحم بالسجناء السياسيين الذين أحكمت سلطة البعث إقفال أبواب عربات الشحن الحديدية عليهم كي يموتوا اختناقا في ذلك الصيف الصحراوي الملتهب ... ولا زلت أتذكر ذلك السجين الذي صاح بنا عدم تزويد السجناء بالماء قبل أن يضع فيه الملح ... لنعرف بعد وقت أن ذلك الطبيب كان اسمه " أديب " وأنه أنقذ حياة سجناء كثيرين في سجن " نقرة السلمان " بإجرائه عمليات جراحية إستخدم فيها موس الحلاقة .... ألا يستحق مثل هذا الطبيب العبقري المناضل تكريمه بإطلاق إسمه على أحدى كبريات مشافينا ؟

وماذا عن علمائنا ومفكرينا الأفذاذ أمثال " طه باقر " الذي فك رموز ملحمة " كلكامش " .. و " فيصل السامر " .. و " مصطفى جواد " .. و" مهدي المخزومي " .. و " علي جواد الطاهر " و" عبد الجبار عبد الله ـ أحد أعظم علماء الفلك في القرن العشرين " ؟ والشعراء الكبار أمثال " الجواهري " و " البياتي " و " بلند الحيدري " و " مصطفى جمال الدين " و " زاهد محمد زهدي " وهم جميعا ممن تنكـّر لهم النظام المقبور لمواقفهم الوطنية ؟ أليس من حقهم على نظامنا الجديد أن يُعيد رفاتهم إلى العراق ليدفنوا في الوطن الذي استعذبوا من أجله أقسى عذابات الغربة والمنافي ، وأن تطلق أسماؤهم على مؤسساتنا الفكرية والعلمية والثقافية ؟
وماذا عن فنانتـَي الشعب الكبيرتين المناضلتين " زينب " و " ناهدة الرماح " والفنان الكبير " خليل شوقي " ؟

أعرف أن متنبي العصر " الجواهري " قد أطلق إسمه على قاعة لا يزيد عدد كراسيها على عدد أبيات قصيدته الخالدة " يا دجلة الخير " أو " المقصورة " ... فهل يليق هذا التكريم المتواضع بشاعر العرب الأكبر ؟

أتذكر جواب الجواهري ، حين أضاء بيتي في مدينة جدة بصحبة نجله د . كفاح وكريمته د . خيال وصهره الفنان صباح المندلاوي ، جوابه حين سألته : لماذا رفضت مقترح صدام حسين الذي حمله إليك مبعوثه ، بأن يسـتحدث وساما رفيعا باسم " وسام دجلة " على أن تكون أنت أول من يتقلده ؟ فأجابني الجواهري : لأنني لو وافقت فسيقلدني صدام الوسام وسـيتحتم عليّ مصافحته ، وأنا لا أستطيع مصافحة قاتل شعبي ..لكنني سأتشرف بالوسام لو كان النظام وطنيا حقا ( أظن أن د .كفاح ود . خيال وصباح يتذكرون هذا الحديث الذي جرى في بيتي يوم 3 / 4 / 1995) ... فهل سنسمع عن وسام الجواهري للإبداع الأدبي ؟

في أستراليا ، قام البرلمان بتقديم " وسام الشجاعة " إلى " كلب " أنقذ طفلة من أفعى ... فهل كثير على أبطالنا الشجعان الذين أذابهم النظام الديكتاتوري في أحواض حامض الكبريتيك المركز ، أو قام جلادو قصر النهاية بتقطيعهم إربا ً إربا ، إستحداث وسام للشجاعة تكريما لهم واعترافا بشجاعتهم في مواجهة أعتى ديكتاتور ؟ وماذا عن الشبان الشجعان العراقيين الذين تصدوا للمقبور" عدي " فأمطروه بالرصاص ليظل معاقا سنوات ٍ فأنقذوا من شروره مئات الفتيات العراقيات ؟ وماذا عن الشاب العراقي البطل " عثمان " الذي أنقذ سبعة مواطنين من الموت المحتم غرقا ً في مأساة انهيار جسر الكاظمية قبل أن يموت غرقا وهو يحاول إنقاذ المزيد ؟ ألا يستحق البطل عثمان " دستة " من الأوسمة وأن يطلق إسمه على إحدى كبريات ساحات الكاظمية ؟ قبل فترة نشرت صحيفة التلغراف الإسترالية خبرا عن قيام الحكومة البريطانية بتقليد " كلب بوليسي " أرفع وسام بريطاني لأنه عثر على مخبأ للأسلحة في البصرة ... فهل تمّ تقليد المواطن العراقي الذي اكتشف مخبأ كبيرا لأسلحة مجرمي القاعدة ، وساما ً نظير شجاعته التي أسهمت بتخليص مئات العراقيين من عشرات السيارات المفخخة التي كان يمكن أن تفخخها وحوش القاعدة ؟

أظنني أطنبت كثيرا .. كان يمكنني الإختصار ، فأقول مثلا : أتمنى أن يتم تكريم جميع مفكرينا ومناضلينا الشجعان وفنانينا الذين أسهموا في بناء صرحنا المعرفي وفي صنع وجداننا الوطني ، بإطلاق أسمائهم على الشوارع والمؤسسات العلمية والفكرية والفنية بغض النظر عن إنتماءاتهم المذهبية والفكرية والأيديولوجية ، فعذرا عن هذا الإطناب .



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية - نعال أبو تحسين -
- السكوت على الجريمة مشاركة فيها
- شكرا ً لك أمريكا ... أللعنة عليك أمريكا ..
- بأصابعي لا بعينيّ أرى جسدك
- أنا ذلك البدويّ ...*
- جرحي على سعة العراق *
- تذكيرا بما سبق وقاله السيد نوري المالكي
- لسنا بالهنود الحمر .. فلماذا يريدون إبادتنا ؟
- إنّ الثواب على قدر المشقات
- صبرا ً على عطش الهوى
- ضاحكة العينين
- الشهيد
- أعيديني إلى جنتك
- تنافر
- تماثل
- ملاحظات عابرة
- قراءة في ديوان - هذه خيمتي .. فأين الوطن ؟- للشاعر العراقي ي ...
- غرس ٌ ولا حصاد ..
- كن لأحطابي لهيبا
- شِراك


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يحيى السماوي - دعوة لتكريم بُناة صرحنا المعرفي ووجداننا الوطني ( واستشهادا بما قاله الجواهري الكبير )