أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - أبناء أبرار














المزيد.....

أبناء أبرار


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2268 - 2008 / 5 / 1 - 08:36
المحور: الادب والفن
    



أويت الى غرفتك النائية ، بعد أن غيرت ترتيب أثاثها ، ورغم صحتك المتدهورة ، حملت القطع الثقيلة ، ناقلة إياها من مكان الى آخر ، عل أحدا منهم يتذكرك في هذا اليوم ، الذي بدا منذ الصباح جميلا ، ساطع البهجة ، مزدانا بالروعة ، جمال الورود التي طلبت من جارتك ان تأتيك بها ، تعلمين أنهم يحبون رائحتها الزكية ، التي تنبعث من مكان يبتهج بمرأى الورود البهية ، وبعطرها المهيمن على أجواء الاحتفالات الأليفة.
نقلت قطع الأثاث من مكانها المعتاد ، الى مكان بدا لك إنها ستكون أجمل فيه ، لم تستطيعي ان تبتاعي قطعة جديدة ، كانوا يعتمدون عليك ، في توفير طلباتهم التي لاتنتهي أبدا ، رغم أنهم يعملون ، وأنت بقلبك المفعم حنانا ، تسارعين الى تلبية ما يشيرون إليه ، من أنواع لاتخطر على البال ، يتفننون في العثور على لائحة ، مما يبعث الفرح الى نفوسهم ، وأنت تضنين على نفسك فيما هو ضروري لها ، وحتى الدواء .
- راقبي صحتك سيدتي ، وخذي الدواء في أوقاته.
كل يوم لهم طلبات جديدة ، لم تقدري حيالها على الوفاء بما ينصحك به الطبيب ،
- صحتي ممتازة ، والله وهبني قدرة على الاحتمال ، وهم أحبتي
تغير شكل الغرفة ، بدا جميلا جديدا ، رغم أثاثها القديم ، الذي استطعت ان تقتنيه حين كانوا صغارا ، واحتفظت به ، ولكن اضطرتك الحاجة ، إلى بيع ما تبقى من أثاث المنزل ، حين توفى زوجك ، لم تعودي بحاجة الى الكثير ، هم أولى به ، سوف تعرضينه على البيع ، لتوفري بثمنه بعض ما يشتهون.
يوم جميل ، جهزت له نفسك ، هيأت أطعمة تعرفين ان أحبابك يرغبون بها ، ذهبت الى أسواق بعيدة ، لتوفيرها في هذا اليوم
المنزل الذي أويت اليه بعد تفرق الأبناء ، كل الى جهة بعيدة ، لمست فيه حنان السكان وتآلفهم ، لايضنون عليك باللمسة الرقيقة ، والكلمة المشجعة ، التي تمنحك طاقة لاحتمال آلام الحياة وأهوالها.
الوقت يمر ببطء ، وأنت تنظرين من النافذة ، حتما سيمرون عليك
ليقولوا تلك الكلمة العذبة ، التي طالما أسعدتك.
- عيدك سعيد يا أمي
وكان المنزل مليئا بالمحبة ، وزوجك باسط ذراعيه الحانيتين ، يتغلبان على أية هفوة من الأبناء غير مقصودة ، قد تسبب لك الألم
وأنت تسامحين ، وتغفرين الزلات العفوية ، وتتناسين حقوقك ، مؤدية واجبات الأم والصديقة ، والأخت الكبرى للأبناء ، انه يومك وسوف يهرعون لإسماعك الكلمة ، التي عشت طوال عمرك تستعدين لها
تعبت وجاهدت ، وبذلت سنين عمرك من اجل إسعادهم ، وتحملت الضرر وضحيت بما هو من حقك ، كي ترينهم رجالا يسعدون من حولهم ، وها أنت هذا اليوم تستعدين لسماع كلمتهم الحبيبة.
- عيدك سعيد يا امي
تمر الساعات ثقيلة ، وأنت لهفى ، تنتظرين ان تهل سعادتك ، وان تسطع شمسك ، وتنبثق أقمار الحياة مغنية لك ، وقد حققت انتشاءك ، ووصلت الى ما يحلم به قلبك ، من روعة المحبة التي تغمرنا بالغيث ،اذا ما سقطت قطراتها على نفوسنا الظمأى الى كلمات الحب،
حتما إنهم أولادك ، حريصون على هنائك ، سوف يسارعون الى غرفتك النائية ، ليلقوا عليك التحية ، مهنئين بيوم ليشبه الأيام الأخر جمالا ، لأنهم لم ينسوك ، وسطعت شموس مودتهم على حياتك اليابسة ، فأنعشتها
- أيامك هانئة أمي
تمضي الساعات ، ونظراتك معلقة على النافذة ، عل احدهم يسرع ، ليضع حدا لمعاناتك التي لاتنتهي ، أنت الثكلى وأبناؤك أحياء يرزقون

صبيحة شبر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الطبقة العاملة العراقية
- التاسع من نيسان : ماذا حمل للعراقيين ؟
- أما أن لهذا العنف أن يزول ؟؟
- التشخيص : قصة قصيرة
- شاعر شغل الناس
- أبو العلاء المعري والمقابر الجماعية
- وجهة نظر
- احتفالات عيد المرأة العالمي في السفارت العراقية
- الى امرأة في بلادي
- الجثمان : قصة قصيرة
- بالاحضان يا عامنا الجديد
- الناس والكتابة
- لقاء : حوار عن مجموعة قصصية
- اشهار ..قصة قصيرة جدا
- حقوق المواطنة وواجاتها
- حوار
- منطق : قصة قصيرة جدا
- حرية رأي : قصة قصيرة جدا
- الزمن الحافي : رواية مشتركة عن العراق قبل دخول القوات الامري ...
- العانس : قصة قصيرة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - أبناء أبرار