علم الاجتماع

صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يدرس كافة الظواهر والعادات والتقاليد والقيم المؤثرة في النظام الاجتماعي والتي تنعكس سلباً أو ايجاباً على سلوكيات وممارسات الفرد داخل المجتمع، فكلما كانت الظواهر والعادات والتقاليد والقيم متجذرة في التاريخ وحاضرة على صعيد الواقع كلما ساهمت في بناء شخصية الفرد المعبرة عن ذاتها من خلال السلوك والممارسة اليومية مع الآخرين فعلم النفس الاجتماعي يسعى لدراسة انعكاس العنف والاستبداد على كافة أفراد المجتمع ووضع الحلول الناجعة لاجتثاثه من وجدانها.
تأثير الظاهرة الاجتماعية يمكن لمسها بوضوح تام على كافة أفراد المجتمع وحجم التأثير وانعكاسه على عناصر العينة الاجتماعية المراد دراسة حالتها النفسية ليست تشخيص لحالة مرضية نفسية للأفراد وإنما كظاهرة عامة تعكس حالة مرضية اجتماعية.
يعرف ((دوركيم)) علم الاجتماع:"بأنه عبارة عن الظواهر العامة والعادات والتقاليد والنظم والقيم المؤثرة في النظام الاجتماعي".
إن الأفعال الاجتماعية هي انعكاس للظواهر والعادات والتقاليد والقيم مما يتطلب دراسة تأثيرها على واقع اجتماعي محدد وعدم تعميم نتائج التفسير السلوكي على مجتمعات أخرى لتباين عواملها وتأثيرها في عموم الظاهرة خاصة منها العامل الوراثي، والاقتصادي، والبيئي. وكذلك الأمر بالنسبة للعامل الاقتصادي الذي يعده البعض العامل الوحيد المؤثر على التوجهات والأفعال البشرية فيتخذ منه مسطرة لقياس أبعاد الظواهر المختلفة في المجتمعات الأخرى. إن ظاهرة التعميم التي يلجأ إليها السياسي الجاهل في إسقاط تجارب مجتمعات مغايرة ويعتبرها تجارباً ناجحة في مجتمع آخر، يدلل على مدى قصور رؤيته وتدني بمستوى وعيه.
ففي مجال العلوم التطبيقية قد يؤثر عامل واحد على مسار البحث بالكامل ليؤدي لنتيجة مغايرة، لكن في علوم الاجتماع هناك عوامل عديدة مؤثرة في الظاهرة فمهما كان العامل المؤثر رئيسياً فإنه لايؤدي لإنحراف كامل مسار البحث السلوكي لتغير النتائج على المجتمع.
يرى ((ماكس فيبر)) أن علم الاجتماع:"هو علم يسعى لتفسير الفعل الاجتماعي لتحديد مساره ونتيجته".
يتألف المجتمع من كائنات بشرية يحكمها نظام اجتماعي متأثر بعوامل عديدة (العادات، التقاليد، والقيم المختلفة..) لكل منها تأثير ما على الفرد داخل النظام كذلك الأمر بالنسبة للعامل الاقتصادي الذي يترك أثره في الفعل ورد الفعل على المجتمع والمرتبط بثنائية (الغني والفقير، الراسمالي والعامل، والمستِغل والمستَغل..) فحجم التأثير للعوامل السابقة على الأفعال الاجتماعية يتعلق بالهيمنة والسلطة القادرة على إضعاف عوامل محددة وتقوية عوامل أخرى مما يؤثر في سلوكيات وممارسات الكائنات البشرية المنضوية تحت هذا النظام.
العنف والاستبداد والحروب، والجوع...تؤثر بقوة في خلق سلوكيات وممارسات العنف بين أفراد المجتمع للحفاظ على الذات من الهلاك، فينحدر المجتمع إلى طبيعته الفطرية عند إنهيار النظام الاجتماعي بالكامل وتظهر الرواسب السيئة الكامنة في الذات ليعبر عنها بالسلوك والممارسة المنافية لقيم النظام الاجتماعي.
يعتقد ((باريتو)) أن علم الاجتماع:" العلم الذي يوظف نتائج العلوم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في فهم السلوك الإنساني".
إن الحراك الاجتماعي هو نتيجة لمجموعة من الأفعال الاجتماعية المرتبطة بعناصر مختلفة لكل منها تأثير معين على السلوك والممارسة اليومية للفرد وبالمحصلة فإنها تؤثر في تعزيز أو خلخلة النظام الاجتماعي مما يستوجب دراسة كل مسببات الأفعال وتأثيرها ونتائجها في النظام، أي السعي لفهم السلوك الإنساني الايجابي والسلبي للحفاظ على النظام الاجتماعي.
إن السياسي الجاهل يبحث عن الحلول من خلال النتائج فيعمل على محاولة تغييرها بالعنف لتصب في مشروعه السياسي وبالتالي فإنه غير معني بدراسة المسببات لتلافي نتائجها المدمرة.
ففي الدول المتخلفة غالباً ما يعاني السياسي من تدني بمستويات المعرفة والثقافة والدراية بالعلوم الاجتماعية...لذلك يشعر بالدونية أمام الكفاءات العلمية والثقافية ويسعى لإقصائهم لينفرد في القرار السياسي لاعتقاده أن استخدام العنف الوسيلة الوحيدة لإخضاع المجتمع.
وهذا ما يفسر تفاقم الأزمات الاجتماعية مع الزمن في الدول المتخلفة لأن العنف قد يخفض من وتيرة الأزمة الاجتماعية الراهنة لكنها تصبح أزمة مستفحلة وكامنة وقابلة للانفجار بشكل مرعب في المستقبل، ومن الصعوبة إخضاعها للسيطرة والتحكم دون أن تأخذ مداها المدمر. علم الاجتماع يختص بدراسة دوافع السلوكيات المنحرفة لإيجاد الحلول والحد من تأثيراتها المدمرة على المجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/

#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل