أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صاحب الربيعي - النظام والقرار السياسي














المزيد.....

النظام والقرار السياسي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:20
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يفرض النظام السياسي نفسه على الدولة بالتصويت الشعبي أو القوة، فشرعية النظام أما دستورية وباتفاق نخب سياسية على شكل النظام، وأما مفروض قسراً على المجتمع عن طريق إستيلاء نخبة عسكرية على السلطة.
ويعكس القبول (الشرعي أوغير الشرعي) للنظام آليات مختلفة عن إتخاذ القرارات السياسية ففي الأولى تكون في الغالب خاضعة للدراسة والاتفاق وفي الثانية قرارات فردية خاضعة للنزوات والاجتهاد الشخصي. وفي كلا الحالتين تعتبر القرارات السياسية، قرارات قسرية تطال المجتمع حتى لو كانت متعارضة مع مصالحه وتكتسب طابعها الإلزامي في التنفيذ.
يقول ((جابربيل آلوند))"إن النظام السياسي هو جملة التفاعلات السياسية التي تؤدي وظيفتي التكامل والتكيف عن طريق استخدام (أو التهديد بإستخدام) العنف لتطبيقها".
إن إكتساب النظام السياسي شرعيته من المجتمع بآلية دستورية لايعني عدالته وانسجامه مع تطلعات المجتمع، بل يعني أن القائمين عليه يمتلكون براعة وحنكة في كسب عواطف أعداد كبيرة من السكان، شراء ذمم، استخدام أو التلويح باستخدام العنف، التلويح بالمكاسب والمنافع المادية.
إذاً طبيعة النظام السياسي هي طبيعة مخادعة وقسرية، فالنخب السياسية تعتبر الواجهة الرسمية والإعلامية للنظام لكنها ليست القوى الوحيدة المهيمنة على السلطة، فالنظام يستمد قوته من أصحاب النقوذ السياسي داخل وخارج النظام ذاته خاصة في الدول ذات الأنظمة الديمقراطية، فالنخب السياسية ليست اللاعب الوحيد في الساحة السياسية فهناك قوى أخرى ذات نفوذ مالي واعلامي لها أجندة سياسية تفرض إرادتها على النخب السياسية.
ولايمكن للنخب السياسية الاستمرار في السلطة دون دعم ومساندة من القوى المهيمنة على المفاصل الأساسية للقطاعات المالية والاقتصادية والاعلامية، فعند تقاطع المصالح بين النخب السياسية وأصحاب النفوذ السياسي يتفوض النظام السياسي وتزاح بعض النخب السياسية عن السلطة وبالآليات الديمقراطية.
يعتقد ((مايكل بارنتي))"أن الذين يملكون (القوة، المال، الاعلام) يفرضون أجندتهم السياسية لما لهم من نفوذ وهيمنة على الآخرين من خلال: الوظائف، التكنولوجيا، الاعلام، الخبرة، الجمهور، والسوق".
إن آليات اتخاذ القرارات في الأنظمة السياسية المستبدة بالرغم من إنها تخضع لنزوة واجتهاد القائد دون غيره لكنها ليست كذلك تماماً لأن تلك الأنظمة لاتقف لوحدها في السلطة دون وجود جهة دولية ضامنة لوجودها على الصعيد الداخلي ومانحة للشرعية على الصعيد الخارجي (تبرير انتهاكها لحقوق الإنسان).
لذلك فإن معظم القرارات السياسية المتخذة في الدول المستبدة خاضعة لنفوذ القوى الخارجية، فالنخبة المستبدة تؤدي دورها المرسوم على الساحة السياسية الداخلية والخارجية تحاشياً لإزاحتها عن السلطة لصالح نخب سياسية أو عسكرية أخرى تستجدي دوراً على الساحة السياسية.
أما اتخاذ القرارات السياسية في الأنظمة (الدستورية، الديمقراطية) خاصة منها المتعلق بمفاصل المال والاقتصاد، تشريع القوانين، تنفيذ المشاريع، لايتم دون اتفاق مسبق بين النخب السياسية المتصدين للعملية السياسية وبين أصحاب النفوذ السياسي داخل النظام.
إن القرارات السياسية ليست مستقلة في معظم الأنظمة السياسية في العالم نتيجة تداخل المصالح والتوجهات فليس بمقدور دولة أو نظام أن يكون معزولاً تماماً عن الدول والأنظمة الأخرى في العالم فبدون وجود (خضوع، أو تعاون) في مجالات متعددة (المال، الاقتصاد، الأمن، الارهاب، المخدرات، والطاقة....) ليس باستطاعة أي نظام تحمل آعباء النهوض بتلك المهام لوحده.
إن مخالب أصحاب النفوذ السياسي تمتد إلى مفاصل الدولة وتضع بصماتها على كافة القرارات السياسية فإن أخفقت في البعض منها تعمل على تعطيل آليات تنفيذها من خلال نفوذها المتحكم بمفاصل السلطة والدولة.
يعتقد ((مايكل بارنتي))"أن القرارات السياسية قلما تكون محايدة، وغالباً ما تحقق مكاسب لفئات اجتماعية دون غيرها. فتوزيع الموارد لايتم بشكل عادل على كافة فئات المجتمع، فإعداد الميزانية المالية وتوزيعها، إقرار تشريعات قانونية، تطوير البرامج الإدارية....كلها قرارات سياسية غير عادلة أو آليات تنفيذها غير محايدة".
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية السياسة
- علم السياسة وأختلال المفهوم
- الإرادة السياسية واستخدام العنف الشرعي
- استخدام العنف الشرعي لتعزيز النظام الاجتماعي
- استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام
- آليات الضبط والسيطرة في المجتمع
- فساد الجهاز القضائي
- مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)
- القانون والمواطن
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صاحب الربيعي - النظام والقرار السياسي