أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - آليات الضبط والسيطرة في المجتمع














المزيد.....

آليات الضبط والسيطرة في المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الرواسب الغريزية السيئة في ذات الإنسان تطغى في ظروف محددة على سلوكه وممارساته في المجتمع، فتسيطر ذات الإنسان الفطري على ذات الإنسان الاجتماعي فيختل السلوك عن أحكام المجتمع.
ونقص التربية من وجهة نظر علم الاجتماع تعني عدم حصول الإنسان الفطري على التوجيهات اللازمة والصحيحة لتحوله من إنسان فطري إلى إنسان اجتماعي يصلح للعيش والتعاطي مع اقرانه من البشر الاجتماعيين، بما لايخل بالنظام الاجتماعي العام.
إذاً خروج الفرد الاجتماعي على قيم المجتمع في ظروف محددة يعني ارتداده الى طبيعته الغريزية كأنسان فطري لايصلح للعيش في المجتمع. فعند قيام الأسرة في حقن قيم وعادات وتقاليد المجتمع في ذهنية أبناءها وتحت يافطة التربية تعني ترويض أبناءها الفطرين على العيش في المجتمع.
لكن هذه التربية الأسرية تبقى غير كافية (وناقصة) كونها لاتلم بكافة متطلبات التربية الاجتماعية، حينها أما أن يكتسب الفرد من خلال حراكه الاجتماعي قيم وسلوكيات جديدة يضيفها إلى تربيته ليكون مقبولاً اجتماعياً. وأما أن تعمد الدولة من خلال أجهزتها التعليمية و الثقافية على إعادة تربية الإنسان الفطري أو الذي يعاني من نقص في تربيته الأسرية والمكتسبة (تحديث تربيته) عن طريق غرس مبادئ وقيم التربية الصحيحة في ذهنيته ليكون إنساناً اجتماعياً وابناً صالحاً للدولة.
يقول ((روسو))"إن على الدولة تربية وتنشئة الإنسان وفقاً لقيمها الأساسية (ثقافية أم دينية) لإعادة تشكيل الطبيعة البشرية للمحافظة على السلم الاجتماعي".
ليس لجميع الكائنات البشرية نفس آلية الاستيعاب لصنوف التربية الاجتماعية سواء الأسرية أو الاجتماعية المكتسبة أو تربية الدولة، لذلك تتصرف بعض الكائنات البشرية بسلوكيات متعارضة مع قيم المجتمع فيتعرض السلم الاجتماعي للخطر.
يفترض بالدولة أن تتوفر على أجهزة الضبط والسيطرة في المجتمع (أجهزة قمعية وعنفية) لردع الممارسات والسلوكيات الشاذة للكائنات الفطرية ناقصة التربية وغير المنسجمة مع قيم وسلوكيات المجتمع. وبغية عدم خروج أجهزة الضبط والسيطرة للدولة عن مهامها المفترضة لتلحق الأذى بالكائنات البشرية السوية في المجتمع، أُطرت أفعالها ومماراساتها بأحكام القانون لتكون أجهزة منضبطة للدولة وليست أجهزة قمعية بيد السلطة ضد السكان الآمنين.
لكن حين يكون الجزء الأكبر من أفراد المجتمع ناقص التربية ولاينسجم سلوكهم وأفعالهم مع قيم المجتمع المتحضر فإن العيب لايكمن في المجتمع وتربيته وإنما تصبح الدولة ناقصة التربية لأنها فشلت في برامجها التربوية فسادت الفوضى وزادت الممارسات والسلوكيات غير السوية بين أفرد المجتمع وتخلخل السلم الاجتماعي.
وتعد هكذا دولة وفقاً لمعايير الدول الحديثة دولة فاشلة لأنها لاتمتلك أجهزة ضبط وسيطرة لحماية المجتمع وتعاني من نقص تربيتها أي أنها غير مؤهلة للقيام بدور الأب والراعي والمربي والحامي للمجتمع.
يرى ((سان سيمون))"أن تربية الناس وتعليمهم مجموعة من القيم الأساسية التي ينبغي الالتزام بها، هي أحد عوامل الضبط الاجتماعي".
إن استخدام العنف المفرط ضد السكان المدنيين يؤشر لحالة انحدار الدولة لتصبح دولة ارهابية تمارس العنف والاضطهاد ضد سكانها بحجة حفظ النظام وتحقيق السلم الاجتماعي. وهذا الأمر يتعارض مع أحكام التشريعات القانونية التي تقيد حالات استخدام العنف الشرعي ضد السكان للحفاظ على النظام.
لأن ماتطلبه الدولة من مواطنيها لاينسجم مع مساعيها في تربية الإنسان ليكون مواطناً صالحاً مع توجهاتها، فالخلل ليس في المواطن وإنما في ماهية الدولة أو في ممارسات السلطة غير الشرعية. فردود الفعل عن استخدام العنف المفرط ضد السكان له آثار سلبية جداً على استقرار وأمن المجتمع.
يعتقد ((دوركيم))"أن الضمير الجمعي يبقى له قوته مادام لايسمح بالتناقضات، وحين تضعف أجهزة الضبط الاجتماعي فإن أنماط السلوك السوي تتراجع. فأحترام النظام يتوقف على تأسيس الحق الذي يمنح المواطن الآمان والاستقرار".
إن الدولة الناجحة هي الدولة التي تتوفر على أجهزة ضبط وسيطرة قوية للحفاظ على السلم الاجتماعي على شرط وجود تشريعات قانونية فعالة تحكم آليات عملها. فإستخدام العنف الشرعي لضبط سلوكيات وممارسات الكائنات الشاذة الساعية للعبث في النظام وإشاعة الفوضى في المجتمع يعد ضرورياً. لكن حين يتعدى العنف حدوده الشرعية ليصبح عنفاً مفرطاً يطال السكان دون استثناء يستوجب محاسبة ومساءلة القائمين على الأجهزة القمعية.
إن استخدام العنف الشرعي لأجهزة الضبط والسيطرة للمجتمع يتوقف على: مسوغ قانوني، وتحديد الجهة المسؤولة عن إشاعة الفوضى وتعريض السلم الاجتماعي للخطر لمعاقبتها. فليس بالضرورة أن يكون دائماً المجتمع على خطأ وإجراءات السلطة العنفية صحيحة.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد الجهاز القضائي
- مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)
- القانون والمواطن
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...
- الخطاب النسوي في المجتمع
- أنسنة الإنسان ونبذ السياسة
- موجبات الاختلاف في العمل السياسي
- الدولة والأمة


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - آليات الضبط والسيطرة في المجتمع