أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - صاحب الربيعي - مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)














المزيد.....

مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 11:13
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ليس هناك معالم وحدود معينة لتداخل أو تعارض السلطتين القضائية والتنفيذية، فبالرغم من أن الأحكام القضائية تعد من مهام السلطة القضائية لكنها في كثير من الأحيان ليست عادلة ومنصفة ومخالفة لنص وروح القانون وأخلاقيات المهنة بفعل الضغوط التي تمارسها السلطة التنفيذية على رجال القضاء لإعفاء أحد المتنفذين السياسيين من المساءلة أو نتيجة لفساد بعض رجال القضاء.
إن النظر إلى السلطة القضائية باعتبارها مصدراً للنزاهة والعدالة والسلطات الأخرى باعتبارها مصدر للفساد والرذيلة، وجهة نظر غير واقعية ولادقيقة فالافتراض شيء وأثبات صحته شيء آخر على صعيد الواقع. لم يثبت الواقع التجريبي في دول عديدة في العالم بصحة الافتراض القائل: بخلو السلطة القضائية من الفساد، وإن القائمين عليها ليسوا بشراً وإنما يتحلون بأخلاق الملائكة في تطبيقهم عدالة السماء والحكم بين الناس بالقسط والميزان.
إن خضوع أو تواطؤ السلطة القضائية مع السلطة التنفيذية لتغطية جرائم الفساد أو لإضفاء الشرعية على ممارسات السلطة غير الشرعية ضد المجتمع تعد من الكبائر بأعراف وقيم النظم الدينية والاجتماعية.
لقد لعبت السلطات القضائية في العديد من دول العالم دوراً غير مشرف في إظفاء الشرعية على الانتخابات المزورة، أو في تفسير التشريعات الدستورية لصالح السلطة الحاكمة ضد المعارضة ففساد السلطة القضائية يؤشر لحالة انهيار مقومات الدولة، لأن القانون ركن أساسي من أركان بناء هيكل الدولة ومؤسساتها.
يعتقد ((محمد زيعور))"أن الحالة القانونية محكومة للحالة السياسية، وهذا الارتباط يتجسد في حلقة أساسية هي السلطة والتقاطع هو سلطوي فمسالة الحقوق يحددها ويجسدها حامل السلطة بشكل غير مباشر. وعلى رجل القانون التنفيذ فالسلطة هي بنية فوقية تهدف لمراقبة حُسن سير القانون والنظام العام، والقياس هنا هو قياس قانوني وحالة لها شروط تتجسد في إطار الحقوق والواجبات".
تلعب السلطة القضائية دوراً مهماً في بناء الدولة الحديثة لأنها تضم نخبة حقوقية تقترح تشريعات القوانين بالتعاون مع السلطة التنفيذية ليتم مناقشتها وإقرارها في السلطة التشريعية، وبالمحصلة فإنها تعمل على قوننة عمل وممارسات مؤسسات الدولة ورجالها لتكون منسجمة مع التشريعات الدستورية لخدمة المجتمع.
إن معيار نجاح السلطة القضائية في المحافظة على استقلالية قراراتها عن السلطة التنفيذية وفي انتزاع القوانين من السلطة التشريعية، هو بمثابة جهد لتحديث مؤسسات الدولة من خلال ايجاد اطار قانوني مرن يسمح لنمو وتطور مؤسسات الدولة وبخلافه فإن النمو والتطور يتحجم في ظل وجود قوانين تعيق عمل وصلاحيات رجال الدولة.
إن وجود نظم وقوانين تشريعية تنظم عمل مؤسسات الدولة وتضمن الحقوق والواجبات للمواطن شيء، وعدم تطبيقها (أو تعطيلها) شيء آخر لأن السلطات التنفيذية متغيرة والقانون يضمنه الدستور في الأنظمة الشرعية. فخرق القانون أي كان شكل السلطة يستوجب المحاسبة وعلى الضد من ذلك فإن تطبيق القانون وبغض النظر عن شكل السلطة غير خاضع للمساءلة.
يقول ((باريتو))"إن القوانين وسائل توجيهية، وليست بالضرورة حاكمة لتتفاعل الحقائق الواقعية. فحينما تنضج العلاقات والاطرادات بين الحقائق فإن القانون عادة يستخدم لتعبير عن هذه العناصر. فالقانون ليس قوة تخضع لها الحقائق، حيث أن العالم يختار ظواهر معينة تصلح للملاحظة ثم ينظمها ويصنفها حسب إطار مختار بصورة إرادية بحيث تبدو الظواهر وكأنها خاضعة لقانون معين. واستناداً لذلك فليس هناك قوانين ضرورية وإنما تتفاعل الظواهر وكأن هذه القوانين موجودة".
إن سعي السلطة التنفيذية لاخضاع أو استمالة السلطة القضائية لإضفاء الشرعية على قراراتها اللاشرعية، هي محاولة لإعفاء نفسها من المساءلة القانونية مستقبلاً. فالاعتقالات العشوائية أو استخدام العنف المفرط ضد المعارضين في العديد من الدول المستبدة تمت بأحكام قضائية حيث تواطئت السلطة القضائية مع السلطة التنفيذية لتغطية العديد من الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان ضد السكان الأمنين.
وعبر التاريخ كانت السلطات التنفيذية (الشرعية وغير الشرعية منها) جائرة في اتخاذ بعض قراراتها القمعية ضد السكان، فحجم الردع القانوني كان يفوق بأضعاف حجم انتهاك القانون مما يدلل على سوء استخدام السلطة.
ويسعى البعض لحشد المبررات عن استخدام العنف المفرط ضد السكان لبسط القانون باعتبارها تصرفات شخصية لأجهزة القمع أو سوء تقدير في حجم الردع القانوني المطلوب، فتلك المبررات لم تصمد كحجة قانونية أمام الفقه القانوني. فحين تعمد السلطات القضائية على تبرير سوء استخدام السلطة واجراءات القمع المفرط ضد السكان، فإنها تضعف ثقة المواطن بالقانون مما يشجع على انتهاكه باعتباره قانوناً غير عادل.
إن مبدأ فصل السلطات (التشريعية، القضائية، التنفيذية) لاتعني تعارضها أو توافقها في القرارات مع أو ضد المجتمع، وإنما انسجامها في اتخاذ القرارات لصالح الدولة والمجتمع، فالسلطة القضائية ليست سلطة تحكيمية بين السلطتين وليست أداة بيد السلطة التنفيذية كما أنها ليست خاضعة للسلطة التشريعية، إنها سلطة قائمة بذاتها ومعبرة عن ذات وكيان الدولة والمجتمع. لذلك فإن أهميتها تكمن بتنفيذ القانون والحكم بالقسط والميزان لضمان حقوق جميع أفراد المجتمع.
كما أن فساد أو ضعف أداء ومهام السلطة القضائية لاينعكس سلباً على علاقة السلطة بالمجتمع وحسب، بل على علاقة الدولة بالمجتمع. فحين يشعر المواطن أن الدولة ليست راعية لحقوقه وضامنة لعيشه الكريم يقل ولاءه إليها، وبالتالي ولائه للوطن لأن المواطن أحد عناصر قيام الدولة.
ويرتبط مع السلطة بعقد (سياسي، اجتماعي) إن أخلت السلطة بشروطه يعتبر لاغياً قانونياً وغير مُلزم للمواطن ذاته، وعلى الضد من ذلك فإن استقلالية السلطة القضائية وسعيها لقوننة مؤسسات الدولة والمجتمع، هو سعي لتعزيز ثقة المواطن بالقانون وزيادة ولاءه للدولة والوطن.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون والمواطن
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...
- الخطاب النسوي في المجتمع
- أنسنة الإنسان ونبذ السياسة
- موجبات الاختلاف في العمل السياسي
- الدولة والأمة
- سوق المزايدة السياسية على التاريخ والوطن والأمة
- الهوية وعقدة الهوية


المزيد.....




- الآلاف يتظاهرون في جورجيا من أجل -أوروبا- وضد مشروع قانون -ا ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - صاحب الربيعي - مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)