أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عزيز باكوش - تقرير في تسع كلمات لاحتلال الشرق العربي














المزيد.....

تقرير في تسع كلمات لاحتلال الشرق العربي


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


خطط إلامبراطور الانجليزي للاستيلاء على منطقة شاسعة من ربوع الشرق العربي القديم ، وضمها الى إمبراطوريته التي لا تغيب عنها الشمس . ولهذا الغرض ، جهز جيشا ، وأنشأ بعثة استطلاع وتقصي من ستين فردا ، تشمل عشرين عالما جغرافيا ، ومثلهم من علماء الاجتماع والأجناس ، و15 من علماء دين ، وراهبتين وخمس قساوسة إضافة الى فلكي ، واثنين من كبار الحكماء. وحوالي ألف من عناصر الجيش المدرب وحرس الإمبراطور الشخصي

كانت مهمة البعثة تنحصر في انجاز تقرير مفصل حول جغرافية المنطقة المستهدفة وطبيعة الإنسان بها ، كخطوة اولى نحو إدماجها ، وحدد للبعثة مهلة ستة أشهر لانجاز المهمة بلا فشل .
خطط الإمبراطور إستراتيجيته وبناها على ثلاث محاور :
- السيطرة على الأراضي المستهدفة بالمنطقة وتحصينها من أي تمرد.
-إرساء القواعد الأولى للشرائع والديانة المسيحية .
-التوسع والسيطرة على الأقاليم المجاورة.
لكن الذي حدث ، لم يكن في الحسبان ، إذ لم تمض سوى 9 أيام عن سفر البعثة ، حتى بلغ الى ديوان الإمبراطور نبا العودة ، مشفوعا برغبة رئيس الوفد في اطلاع الإمبراطور على أمر عاجل .
نزل الخبر على الإمبراطور كالصاعقة ، وظل قلقا طوال الليل ، تجتاحه الأفكار السوداء وتعصف بخياله الكوابيس والأحلام المفزعة .وهو يخاطب نفسه بصوت مسموع :
-- مستحيل ... تاريخ العظماء، لا ينجز تقريرا لاحتلال قارة في تسعة أيام؟؟

في لحظة ، فكر الإمبراطور بإعدام مستشارين مقربين ، ومرة بحجز الحكماء السبع ، على خلفية إمداده بمعلومات خاطئة ، وغير دقيقة حول المنطقة المستهدفة . :


وأمام ارتباكه الغريب ،أمر بإحضار نسخة من تقرير الحكماء ، وتلاوته على مسامعه مع التركيز على أهم ما جاء فيه : - سكان الشرق العربي قوم عديموا الذوق - يعيشون في خيام متنقلة في صحراء مقفرة - لا يفهمون في الجمال - همج - شرسون -برابرة.....وغير ديمقراطيون وأضاف التقرير : كل من يقول لهم إنكم ظلاميون يصبح عدوا لهم - قوم يتسمون بالأحادية ولا يقبلون بالاختلاف والتغيير." لكن كبير الحكماء ظل يردد على مسامع الإمبراطور:

سيدي ، ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تؤكد ذلك ، وإنما نعتمد كمؤرخين على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور.
لفائدة الشك ، عدل الإمبراطور عن تذنيب أي من هؤلاء ، الى حين مقابلة رئيس البعثة غدا صباحا. والتأكد من حقيقة الأمر .

على الفراش ، قالت الزوجة الجميلة مخاطبة زوجها الإمبراطور :
- - ألا ترى يا مولاي ، أن الأمر فيه نوع من السرعة والافتعال ، ..هذا مؤلم حقا إن ثبت . ثم لم القلق وأنت لم تطلع بعد على تفاصيل الأحداث؟ لقد كان عليك أن تجهز جيشا عرمرما ، وتمده بما يحتاج من سلاح وعتاد ؟ وأضافت بدلع : قبل أن يقدم على مغامرتك البئيسة تلك. ثم طبطبت على كتفيه بحب قائلة : لتنم سيدي قرير العين.
في الصباح الموالي و مراسيم الاستقبال الرسمي للبعثة جارية على قدم وساق . قصدا معا البرج الكبير، فرؤية الأشياء من شرفته العليا تبهر الأنظار وترفع النفس الى عزتها الأسمى ، كما أنها تسر الرعايا حتى إنهم يبدون مثل العدس. كان البشر حاشدا، حتى أنهم لم يتركوا شبرا واحدا فارغا من قصر الإمبراطور وفضائه الشاسع ، يعلو صخبهم ويخفت شيئا فشيئا مع إطلالته .
اقترب وصاح في أذن رئيس البعثة بخيال محطم : هل أنت جاهز؟ وأضاف آمرا : وانتم عجلوا ، الأمر لا يحتمل كل هذا الغباء.
وتابع موجها كلامه الى رئيس الوفد الذي ظهرت عليه علامات الارتياح والسعادة .
-- يبدو أن المعلومات التي زودناكم بها لم تكن دقيقة..
رد رئيس الوفد وكان وحيد عصره في النفس البشرية؟
- - نعم سيدي، معلومات الحكماء السبع حول المنطقة لم تكن دقيقة، فحسب، ولكنها كانت مجانبة للصواب أيضا.
فجع الإمبراطور ولم يستطع إخفاء حزنه وقلقه.
-- كيف ؟؟
-- لنتحدث على انفراد سيدي أدامك الله ورعاك
سيدي ...معلوماتكم حول الشرق العربي كانت مضللة ، فهؤلاء ليسوا قوما برابرة متخلفين كما جاء في تقرير خبرتكم ..وإنما شعب شاعري وعلى مستوى عال من الرومانسية ...حتى إنهم يقولون شعرا.
-- لنؤجل ذلك الى ما بعد ، ارغب في سماع تقريركم أيها العالم . وعلى وجه السرعة.. أتفهم؟؟
-- ليسمح سيدي الإمبراطور بتلاوة تقريرنا المفصل.
-- تقريركم على ما يبدو يحتاج ليوم بأكمله. أليس كذلك ؟
-- عفوا سيدي ...أدامكم الله ، حتما لن ناخد من وقتكم الكثير
-- طيب تفضل:
وتلا احدهم تقريرا من تسع كلمات:
العربي إنسان عاشق يجلس تحت نخلة ويقول تعال يا حبيبي.
عزيز باكوش

ملحوظة : من لا يستطيع أن يقوم عند حبيبته فيناديها ، حتما لن يستطيع الوقوف أمام جيش الإمبراطور الجرار .



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟
- عاهات الكترونية2/12
- تبرع للموقع ..
- الشاعر المغربي بوجمعة العوفي يطرز البياض الذي يليق بسوزان
- حوار مع الدكتور الحبيب ناصيري باحث في الخطابات الفنية حول ال ...
- لغة شعرية راقية معتمدة في الدورة الخامسة من المسابقة الشعرية ...
- عاهات الكترونية..1/12
- الكاميرا المُواطِنة متسع لحفز السلوك المدني
- -الكفايات التواصلية اللغة وتقنيات التعبير والتواصل-
- ليل الغربة – جديد الشاعر والزجال المغربي محمد اجنياح
- حتى لا يكرر العرب أخطاءهم التاريخية
- الدجل ، الترفيه، الإباحة ثلاث فرامل تعيق تطور الإعلام الفضائ ...
- غزة أولا....ياولدي /يتبع
- - مسارات- العابر للقارات
- الإعلام العربي الفضائي يشبه نبتة -الخس- ثلث أرباعها للرمي في ...
- شذرات مالحة
- -علامات تربوية- رصد الحكامة وآفاق الإصلاح التربوي بالمغرب
- الصحافة العربية قبل وبعد تأسيس قناة الجزيرة مالذي تغير؟؟؟؟
- كالندى فوق أقاحي الصباح ..جديد الأكاديمية الجهوية للتربية وا ...
- الكاتب المغربي عزيز باكوش في ضيافة المقهى الأدبي 12


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عزيز باكوش - تقرير في تسع كلمات لاحتلال الشرق العربي