ظاهرة تقديم الوعظ والنصائح في السياسة

عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:10
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

من مهام وواجبات المكاتب الاستشارية ومعاهد الدراسات الستراتيجية السياسية وغيرها , ان تقدم نصائحها وارشاداتها الى اصحاب السياسة والقرار, عندما يطلب منها او هو من ضمن واجباتها الرئيسية المتفق عليها . لكني الاحظ انتشار ظاهرة تقديم الوعظ والنصيحة وبشكل متواصل من قبل بعض السياسيين اليساريين العراقيين المستقلين الى الحكومة العراقية واطرافها السياسية المختلفة , علما بان الحكومة واطرافها المختلفة لم تنتبه الى هؤلاء السياسيين ونصائحهم ولم تعترف بهم , بل قد تعتبرهم من اعدائها الايديولوجيين . فما فائدة النصيحة لأنسان لا يستجيب للنصيحة ولم يطلبها ولم يقرأها او يستمع اليها . ثم ان اليساري وخاصة الشيوعي له مهام وواجبات تغييرية ان لم اقل ثورية , سواء كان منتميا او مستقلا. فالمنتمي عليه من ضمن ما عليع ان يقوي تنظيمه و يطوره ويساعد على نقله من مرحلة نضالية الى اخرى افضل . والمستقل عليه ايضا من ضمن ما عليه ان يتوجه الى الشعب لرفع مستواه بالطرق المختلفة وحثه للعمل في صالح الشعب والوطن .قد تكون النصيحة والوعظ مفيدة لأشخاص او لتنظيمات سياسية متقاربة في الفكر والتفكيروالبرنامج في سبيل ان يتعاونوا او يتحدوا كي ينتجوا افضل . اما ان تقدم النصيحة لرئيس الوزراء حول ضرورة تطبيق القانون بالعدالة على الجميع وهو في حزب سياسي يتصارع على السلطة والنفوذ مع احزاب اخرى امر فيه مضيعة للوقت واهتزاز للاعتبار الذاتي . او حث نائب رئيس الجمهورية لمعالجة هذا المريض او ذاك على حسابه الخاص او على حساب الدولة خارج العراق . علما بان من واجبات الدولة ان تهتم بمواطنيها بالتساوي والعدالة من حيث سن القوانين المفيدة وتطبيقها على الجميع. الوعظ وتقديم النصائح في السياسة يفترض ان يكون من واجبات المراجع الدينية الحالية و رجال الدين في حالة العراق , ولكن تدخلهم في السياسة افسد على الجميع واجباتهم . اما اليساري فواجبه الرئيسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه هو تنظيم الناس ورفع مستوى الوعي بينهم وقيادتهم لتحقيق النصر. او انه لم يجد له فسحة في الساحة التي يشغلها الان رجال الدين فضاع واجب من يعمل في السياسة وواجب من ينصح في الدين للتي هي احسن .

#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات