أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - الحكيم شاهد على العصر في العراق















المزيد.....

الحكيم شاهد على العصر في العراق


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اقصد بالحكيم ثلاثة اشخاص اب وابنان وهم السيد محسن الطباطبائي الحكيم وأبنيه السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبد العزيز الحكيم الذين فرضوا سلطتهم وسطوتهم الدينية والسياسية على بسطاء العراقيين منذ منتصف القرن الماضي ولحد الان. فقد كان الاب الكبير, المرجع الديني لشيعة العراق السيد محسن الحكيم , مقره في النجف ويمتد تأثيره في كافة انحاء العراق عن طريق وكلائه الذين ينشرون افكاره ورؤاه ويجمعون الحقوق الشرعية له . وهو اول من نشر الفكرالسياسي الاسلامي مغلفا بالدين عن طريق مجلة (الرسالة الاسلامية) التي كانت تصدر باشرافه ومسؤؤليته و يتبنى وكلائه توزيعها والترويج لها في المدن والاقضية والنواحي المختلفة في العراق و خاصة بين الشباب الذين يترددون على الجوامع والحسينيات ايام الجمع والمناسبات الدينية. من خلال هذا النشاط الذي بدأ في اوائل الخمسينات تشكلت لاحقا احزاب الاسلام السياسي واولها حزب الدعوة الاسلامية ثم لحقته بقية الاحزاب الاسلامية الاخرى التي تشكلت على اسس الاختلافات والخلافات بين المراجع الدينية على السلطة الدينية وصراعات النفوذ فيما بينهم. في هذه الفترة اصدر السيد محسن الحكيم فتواه الشهيرة ضد الشيوعيين العراقيين التي تنص على ( ان الشيوعية كفر والحاد) بعد ان انتشر الفكرالماركسي من خلال نشاط الحزب الشيوعي العراقي انتشارا واسعا بين صفوف الشعب ومن ضهم المعممين ايضا ,
عندما اعفوا من الخدمة العسكرية وتعين بعض منهم معلمين للغة العربية والدين في المدارس الابتدائية وكان يشكل خطورة كبيرة على النشاط الديني المسيس لوكلاء السيد الحكيم , حيث كان الشيوعيون يحضرون المناسبات الدينية ويشاركون بفعالية في الزيارات الحسينية الى النجف وكربلاء وقد استقطبوا حولهم الجماهير بشكل ملفت للنظر وكانوا يدخلون في نقاشات فلسفية مع بعص اولئك الوكلاء ويسببون لهم احراجات كبيرة امام الناس ومن بينهم مثلا السيد مير محمد القزويني امام جامع البصرة الذي احرج لأكثر من مرة عن طريق بعض الاسئلة التي كان يوجهها له الشيوعيون .كانت الفتوى نقطة تحول سلبي كبير في النشاط السياسي للحزب الشيوعي العراقي حيث انسحب وتراجع الكثير من انصاره ومؤيديه وخف التأييد الواسع الذي كان يتمتع به خاصة بين العمال. وبهذا يعتبر السيد محسن الحكيم شاهد على عصر الشيوعيين في الخمسينات والستينات من خلال الدورالسلبي الذي لعبه في ترجيح كفة القوى السياسية القومية التي استغلت هذه الفتوى في ترويج افكارها ومحاربة الحزب الشيوعي وتشويه سمعته بين الناس البسطاء , علما بان الحكيم وغيره يعرف جيدا بان النشاط الذي كان يقوم به الشيوعيون هو نشاط حياتي يومي يخص عموم الشعب وخاصة الفقراء وكيف تحسنت حياتهم ايام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان يدعمه الشيوعيون ويتحركون في الوسط الشعبي ببعض الحرية ولا دخل للفلسفة في الامر شيئا , حيث ان العمل السياسي الشيوعي بين الناس الفقراء وفي سبيلهم لا علاقة مباشرة له بالفلسفة ولا بالدين و لن تتدخل الفلسفة في نشاط الشيوعيين وظلوا يحترمون الاديان جميعا ومعظمهم يمارسونها وهم محترمون في احيائهم ومناطقهم فلماذا حاربهم السيد الحكيم من وجهة نظر فلسفية وليست سياسية عملية؟ لقد تدهور وضع الشعب بعد ابعاد الشيوعيين عن النشاط السياسي في العراق شيئا فشيئا وصارالجميع يترحم على الزعيم والشيوعيين الذي رافقوه وعلى ايامهم . اما الشاهد الثاني على عصر اخر فهو السيد محمد باقر الحكيم الذي عاش في ايران وعايش معاناة العراقيين القاسية بأم عينيه وتفصيليا , سواء كانت في المدن الرئيسية كطهران وقم ومشهد والاهواز واصفهان او في مخيمات اللجوء المنتشرة في الصحراء المتربة والملتهبة , او تلك التي في وسط الجبال المتجمدة صيف شتاء. لكنه لم يحرك ساكنا في مساعدتهم
باي شكل من الاشكال , فبالاضافة الى الجوع والفقر والمرض الذي كانوا يعانون , حرموا من الاقامة الرسمية , بينما هو وحاشيته يتمتع بالجنسية الايرانية ويستفر في سكن راقي في ارقى مناطق طهران , تحيطه الحراسات والخدم . وبذلك حرموا من دخول المدارس الرسمية ومنعوا من فتح مدارس رسمية لهم في المدن الايرانية والمخيمات البائسة التي كانوا يعيشون. وبذلك خلق جيلا كاملا من الاميين , كان مصيره الجهل والامية والاندفاع الى الحوزات الدينية , ليقتاتوا هناك على المذلة والاهانة وبعضهم تحول بقدرة قادر الى اصحاب كفاآت سياسية يقودون العراق الان في المجلس الاسلامي الاعلى وهم لم يحصلوا على الشهادة الابتدائية العراقية الرسمية. فهو اذن أي السيد محمد باقر الحكيم شاهد على عصرالمعاناة و الجهل والامية لهؤلاء , وشاهد ايضا عندما استلموا المسؤؤلية السياسية لبلد كالعراق وهم لا يفقهون شيئا في الحياة غير دروس في الحوزة الدينية التي عودتهم على النفاق والحيل الشرعية وكيفية سرقة حقوق العراقيين الدينية والفقراء يتضورون جوعا .كذلك شاهد عندما اجبر شخصيا واخوه عبد العزيز الحكيم الاسرى العراقيين في معتقلات وسجون ايران وسماهم (توابين) وصيرهم مجاهدين في فيلق بدر. وهم في الحقيقة تابعين للحرس الثوري الاسلامي الايراني ورجال الاطلاعات التي ليس لهم اية علاقة صادقة ومخلصة بمعارضة عراقية او مقاومة للنظام السابق وانما يعملون عملا استخباريا عن الوضع الاقتصادي والسياسي في العراق قبل السقوط. وهو شاهد ايضا على معناة هؤلاء الاسرى في اسرهم قبل (توبتهم) الاكراهية ومعاناتهم ايضا عندما كانوا يخدمون في الفيلق في كرمنشاه والاهواز وبقية المدن الايرانية. ويشهد الان عبد العزيز الحكيم على عصر الطائفية في العراق الذي اسس له وبناه من خلال تشكيل الائتلاف الشيعي الموحد والحكومة الطائفية الحالية , ودعوته المستمرة للفيدرالية الطائفية في الجنوب ليلحقه بايران ويقوي عضدها. اما صراعات النفوذ بين سياسي الشيعة انفسهم التي يذهب ضحيتها ابناء الشعب العراقي الابرياء, ما هي الا تعبير عن حب السلطة والنفوذ التي زرعها في نفسيهما والدهما السيد محسن الحكيم . فهم جميعا شهود على ثلاثة عصور او فترات زمنية , كان لهم دور سلبي في حياة العراقيين . وما على العراقيين الان من اتباعهم الا التحرر والخلاص من سطوة التدين السياسي الذي يستخدمهم للاغراض الشخصية .. وما على هؤلاء الاتباع الا تذكر ما حصل لهم في ايران وكيف كان يتصرف معهم الابنان الحكيمان وكيف يتصرفان الان الاب والابن بمصير العراقيين اللذين اوصلوهم له من تشتت وتقاتل , دون ان يعرفوا لذلك مخرجا وخلاصا . فاما الارتباط الدائم بامريكا وهو ليس خلاص او الخنوع والخضوع المطلق لايران وهو ايضا ليس خلاص بل سجن كبير في ظلام دامس وعزلة مخيفة . فكما كان هؤلاء الحكيم شهودا على عصور معاناة العراقيين .. على العراقيين الاحرار ان يعووا انفسهم ومصالحهم كشعب موحد وان يقرروا رفض احزاب الاسلام السياسي التي قادتهم الى الطائفية واوصلتهم الى الحالة التي هم فيها الان والتي عليها لا يحسدون . او ان يختاروا استمرارالذل والهوان الى يوم غير معلوم .. وعلى العراقيين جميعا تقع مسؤؤلية التغييروان يكونونو شهود ذلك العصرالذي ينقل العراق وشعبه نحوالافضل . وهو قادم لا محال بهمة الاخيار والمخلصين من العراقيين .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلم مرعب ولا مثله اشد افلام الرعب الامريكية
- فلنتحاور مع اسلامي الهوى ليبرالي الميول
- في العراق ..دولة مدنية ام دولة دينية ام لا دولة؟
- اسلامي الهوى ..ليبرالي الميول .. ينتقد الحزب الشيوعي العراقي
- لا يواجه العنف الطائفي بعنف طائفي
- الحرية تتحول الى احتلال والمحرر يتحول الى محتلولكن بموجب( ال ...
- السيد السيستاني ومقتدى الصدر والحكومة العراقية.. المسؤؤلية ا ...
- لا بد من تنظيم سياسي بساري عراقي جديد
- الرؤية المشتركة للعمل الوطني الديمقراطي في الغراق
- هل فعلا؟؟؟؟ العراق على طريق التحول الديمقراطي؟؟
- طغيان الخطاب الفئوي في العراق
- مقتدى الصدر والسياسة
- البديل في العمل الجاد والحوار المستمر
- كفى قتلا وتعذيبا للشغب
- الطريق الثالث ليس نظرية سياسية جديدة
- الكوادر تجيب متحمسة... والقيادة تحتفظ برأيها متأسفة
- العنجهية والغرور
- شراء الذمم وبيع الضمائر في نهج النظام السابق
- جمر تحت رماد المالكي والعملية السياسية الطائفية
- الاستاذ نبيل الحسن .. ماذا تقول؟؟


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - الحكيم شاهد على العصر في العراق