أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن لطيف علي - إنقذوا زهير أحمد القيسي














المزيد.....

إنقذوا زهير أحمد القيسي


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للتاريخ مآسيه. وأكثرها إثارة ما لا يثير في العقل والضمير حرص التأمل في مآثره وعبره. وهي الفكرة التي يمكن أن يتوصل إليها المرء في مجرى تأمله حياة أبو حيان التوحيدي وذكراه العميقة في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية.

غير أنها تصبح اشد إثارة عندما نتأمل حياة زهيراحمد القيسي على خلفية الماضي والحاضر والمستقبل. ولعل مفارقة هذه الظاهرة تقوم في تغييبه وهو بين أظهرنا وهي المفارقة التي تشير أولا وقبل كل شيء الى طبيعة الانحطاط المعنوي للثقافة والمجتمع والدولة تجاه ثرواتها الكبرى!
وهي حالة يمكن فهم أسبابها ومقدماتها في المرحلة السابقة التي كان الفكر والإنسان والتراث مجرد خادم وضيع للسلطة. وهي المهمة التي لم يكن بإمكان رجل الفكر والثقافة والتاريخ الفعلي ألا يسير بالضد منها. وهو المنحى الذي أسس لشخصية زهيراحمد القيسي وغمره في الوقت نفسه على ضفاف دجلة، في انتظار صدفة الزمن "الجديد". لكننا نقف من جديد أمام الحقيقة المرة القائلة: بان إعادة الاعتبار لمبدعي الثقافة الفعليين والكبار يفترض أولا وقبل تمتع النخب السياسية ورجالها بفكرة الدولة والأمة. بمعنى إدراك قيمة المبدعين بوصفهم الثروة الكبرى للسلطة والدولة والأمة والتاريخ. إن شخصية زهيراحمد القيسي وأثرها ومآثرها وواقعها المزري الحالي هو دليل على غياب فكرة الدولة ورجل الدولة ومؤسسات الثقافة الفعلية في العراق. بمعنى إننا نقف أمام استرجاع وعودة لأشد وأتعس أشكال "الاهتمام بالثقافة" التي لا ترى في المبدعين غير أدوات المصالح الحزبية الضيقة. وهي أدوات هشة! عادة ما تتحول الى حطب الصراع اللاعقلاني وعطب المحارق الداكنة فالجميع يعرف الباحث التراثي الكبير زهير احمد القيسي! ورغم تاريخه الحي وحياته بيننا إلا انه يغيب في أجواء بغداد المدوية ليظهر في ملامحه المتعبة لاستلام راتبه (تقاعده) الهزيل، ليكشف هزال فكرة الدولة والثقافة وموت الإبداع وليس غريبا أن يستغرب الكثيرون عندما يعلمون بأنه ما زال على قيد الحياة ويعاني من اشد ظروف الحياة مرارة!! بينما تنعم "مؤسسات الثقافة" و"وزارتها" بمآثر القيسي وأمثاله! بمعنى أنها تعيش وتعتاش على مآسيهم! وهي حالة اقرب ما تكون الى الخطيئة منها الى خطأ لقد قضى زهير احمد القيسي أكثر من ستين عاماً من حياته الثقافية المعقدة في إثراء وتطوير اللغة العربية. كما أنجز وطبع ثمانية وعشرين كتابا في مختلف ميادين المعرفة. وقد يكون من بين أكثرها أهمية وإثارة كتاب (تاريخ الشطرنج الكبير)، الذي يمكن تصنيفه على انه احد روائع الكتب التاريخية الثقافية والفكرية.
لقد أراد القيسي أن يعلّم البشر كيفية تمرين النفس والذهن على الفوز دون قتل ودماء، لكنه يموت بطيئا بين ركام الجهل والتجاهل وعدم المبالاة به وهي الحالة التي تستعيد في أكثر من جانب شخصية أبي حيان التوحيدي. فقد حرق التوحيدي اغلب مؤلفاته احتجاجا على عدم إنصاف الدولة والمجتمع لما قام به وسعى إليه. إما القيسي، فانه اقل إفراطا في تحسس موقعه في ضمير الثقافة والدولة، بسبب سموه الروحي والمعرفي. فهو ما زال مستمرا في الكتابة والقراءة رغم شيخوخته وحالته الصحية السيئة. إذ يجد فيه متنفسه الوحيد. وعندما تسأله لمن يقرأ الآن فانه يجيبك: في السنوات الخمس الأخيرة كل من كتابات الراحل هادي العلوي والبروفيسور ميثم الجنابي ذلك يعني انه يحس بنبض الحياة وإشكالاتها الفكرية الأعقد انه شيخ المستقبل أيضا وهي الصفة التي تضع أمام الدولة ومؤسساتها الثقافية مهمة إعادة الاعتبار إليه، بوصفه احد أعمدة تراثها الثقافي. وان تضع مهمة الاهتمام بمخطوطاته التي تبلغ الخمسين ضمن كنوزها الثقافية. وحينذاك فقط يمكننا أن نتخلص مما سيقوله التاريخ اللاحق عنا عندما يتأمل ما قمنا وما كان بإمكاننا القيام به تجاه القيسي.
إن إعادة الاعتبار للقيسي والاهتمام به هي مهمة حكومية واجتماعية ووطنية وتاريخية وثقافية.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي محمود سعيد: المؤسسات الدستورية هي من تتيح ازدهار الث ...
- المخرج العراقي جميل النفس: بعد فيلم (ابو غريب) سأوثّق جريمة ...
- مؤسسة الحوار المتمدن تصدر كتابها الرابع في العراق.. واقع الم ...
- الشاعر عبد الكريم هداد: المتغيرات الجديدة في العراق لن ينجح ...
- القارئ بين الكتاب المطبوع والإلكتروني
- راسم الجميلي.. ذكريات وانطباعات من شارع المتنبي
- بوابة التكوين الذاتي
- الهامشيون وثقافة الحرية
- اقليم كردستان وقانون النفط والغاز
- عرس الماي
- فاتن نور: الهوية الإنسانية هاجسي الأهم،اريدها ان تتصدر إنتما ...
- الحوار المتمدن في العراق
- المرأة في شعر الرصافي
- صدور الكتاب الثالث للحوار المتمدن في العراق -اربع سنوات من ا ...
- دور الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين والقوى الديمقراطية في ا ...
- اهمية موقع الحوار الحوار المتمدن واسهاماته وكتابه الشهري في ...
- هادي العلوي .. حلاج القرن العشرين
- نصير الجادرجي : الديمقراطية لم تمارس في العراق في أي يوم من ...
- ثلاثية النفط العراقي
- الفنانة العراقية ناهدة الرماح : المسرح داخل العراق يحتاج إلى ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن لطيف علي - إنقذوا زهير أحمد القيسي