أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - حميد الحلاوي - في عيد العمال تتجدد الآمال ويشتد النضال















المزيد.....

في عيد العمال تتجدد الآمال ويشتد النضال


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 10:43
المحور: ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
    



تمـر علينـا بعـد أيـام ذكــرى نضــالية عزيـزة علـى القلــوب... إنهــا الأول مـن آيـــار.. عيـد العمــال العالمـــي.. وهـو يـوم التضــامـن مـع العمــال وحقـهم في الحيــاة الكريمــة.. ضـد الأضطهــاد الـذي يتعرضــون لـه علـي أيــدي أصحــاب رؤوس الأمـوال.. ويعــود الفضــل فـي ترســيخ هـذا اليـوم كعيــد للعمــال كمــا يروي بعـض المؤرخيــن لهـذه المناسـبة العظيمــة في تاريـخ البشـر.. الى منظمـة " فرســان العمــل " الأميـركية التـي كانـت أول من طالـب ( حسـب وجهـة النظـر هـذه ) بتحـديد يوم العمــل بثمــان ســاعات فـي العـام 1886 وعلـى أثـر إضــراب دعـت لـه من أجـل هـذا التحـديد لسـاعات العمـل اليوميـة.. إذ تـرك في ذلـك اليـوم ومـن ذلـك العام وإســجابة لنـداء المنظمــة أكثـر من مائتـي ألـف عامـل مواقـع عملهـم, مطــالبين بيـوم عمــل ٍ مـن ثمــان ســاعات.
لكـن الوقـائع والتسـلسل التاريخـي للأحـداث توضــح لنـا وتشـير الى أن منظمـة " فرسـان العمـل " الأميـركية كانـت أول مـن حــذا حـذو العمـال الأســتراليين, اللذيـن ســبقوهـا بثـلاثين عامـا ً الـى تلــك الدعـوة.. إذ تشـير الأحـداث الى أن العمــال هنـاك قرروا اســتخدام يـوم للعطلـة العماليــة, فـي ســنة 1856, يجـري فيـه التوقف الكامـل عـن العمـل, والمباشــرة بأجتمــاعات وأحتفاليــات تاييـدا ً لمطلبهــم في يـوم عمــل من ثمــان ســاعات, لقــد كـان العمــال الأســـتراليون يهــدفـون الـى الأحتفــال في ذلـك العام فقــط.
لقـد كـان وقـع الأحتفـال مؤثـرا ً فـي أوسـاط الطبقــة العاملــة الأســترالية, رافعــاً لمعنويـاتهـا, دافعــاً أياهــا نحــو تحريـض جــديد, وهكــذا تقــرر أن يقــام الأحتفــال في كـل عـام.
فـي العـام 1886 وعـندمـا باشــر العمــال الأميـركيين اســتجابتهم لنـداء منظمـة " فرسـان العمـل " وقامـوا بالأضـراب الـذي ترك أثـرا ً كبيـرا ً, جعـل الرأســمالييـن, يســتنفرون كـل قواهـم من أجـل ردعهـم عـن القيـام بأي فعاليـة شـبيهة مســتقبلا ً, فكـان منـع الشـرطة والمضـايقـات القانـونية, هـو الحـائل دون تكـرار التجـربة, ولعـدة سـنوات, لكنهـم في العام 1888, أتخـذوا قراراً شــجاعا ً, تـم فيـه التأكيــد علـى إعــادة الأحتفـــال والأضــراب في الأول مـن آيــار, وحــددوا عـام 1890 ليكــون منطلقـا ً لأســتمرارية الأحتفــال بـه ســـنويا ً وعقـدوا العـزم على التحضيـر والترتيـب لأنجـاح الفعاليــة بشـكل أكبــر من ســابقتها.
فـي مؤتمـر العمـال العالمـي المنعفـد في العـام 1890, بعـد أن برزت الطبقـة العاملـة الأوربيـة كقـوة فاعلــة فـي المجتمــع, هـذا المؤتمـر الـذي حضـره 400 منـدوب, تقـرر أن يكــون يـوم العمـل بثمــان ســاعات المطلــب الأول, وقـد أقتــرح منـدوب النقابات الفرنسـية, العامـل لافيـن, مـن بوردو, بأن يكـون تنفيـذ هـذا المطـلب عبـر الضغـط على الإدارات الرأســماليـة مـن خـلال التوقـف عـن العمــل في كافـة بلـدان العالـم, وهنـا أشـار مندوب العمـال الأميـركييـن الـى قـرار رفاقــه المســبق يالأضــراب فـي الأول مـن أيـار 1890, فقــرر المؤتمــر آنــذاك أعتبــار هـذا اليــوم عيـدا ً عالميــا ً للعمــال.

تمـر هـذه الذكـرى العـزيـزة وبــلادنا تـدخـل عامهـا الســادس مـن أحــتلال بشــع جــرى تحـت رايات ويافطــات خادعــة كاذبــة, نفــذه أحفـــاد أولئــك اللذيــن أمتصــوا عـرق ودمــاء العمــال عبــر القرون..بعـد أن زيــن لهــم أحــفاد أبــي رغـــال بأن العراقييــن كلــهم ينتظــرونكــم بالزهــور وأبتســامات الثـنـاء والشــكر على تخليصهــم من بطــش النظــام الفاشـــي, وســيظلون يحتفظــون لكـم بالجميــل مـدى الحيـاة.
تمـر هـذه الذكــرى وقـد وجــدت نفسـي ملزمــاًبسـوق هـذه المقـدمة التأريخيـة للمناســبة لأنـي أدرك وأعرف جيـدا ً بأن أجيـالا ً كاملـة من أبنـاء شـعبي, طــلابا ً وموظفيـن, ربات بيـوت وعامـلات, عمـال مياومين وعمـال مصـانع, لا بـل حـتى قطاعات واسـعة من المثقفـين, باتـوا لا يعـرفـون عنهـا شـيئا ً بفعـل السـياسات الحمقـاء القائمـة على الأغـراق في التجهيــل وإقتـلاع مقومـات الذاكـرة الوطنية مـن أدمغـة الناس والتـي قام بهـا النظـام الفاشـي المنهــار والتـي قادت في جملـة من العوامـل الأخـرى البــلاد الى كارثـة الأحـتلال, والـذي أنجـب عمليـة سـياسية كـان نغلهــا الأول أنتخـابات 2005 والتي جاءت ( وفـي ظـل السـياسات المذكـورة ومـا تركتـه من آثار عميقـة في ذهـن الأجيـال المذكـورة ) بمـن أشـرهـم بحـق رسـام الكاريكاتيـر الشـهير المرحـوم ( غازي ) فـي مجموعتـه الرائعـة الصـادرة فـي العام 1960 كاتبـا ً تعليقـه تحـت الصـورة المعبـرة عـن واقـع معـاش اليـوم, " كاكـــه وكلمبـــه و جليـــب المـــاي “.

تمـر هـذه الذكـرى وقـد أدخـل المحتليـن وأذنابهـم بـلادنـا فـي دوامـة عنـف غيـر مسـبوقة عبـر تاريخـها الحــديث, كان لهـا بدايــة ولكــن أين النهــاية ؟ عنـف منفلـت متعــدد الأشـكال والوجـه لكنـه يتجمـع عنـد المصب العام, خـدمة المحتـل, المختـص بأثارة أشكال الفتـن كلمـا برقـت في الجـو بارقـة أمـل فـي هـدوء, وبـرع هـذا المحتـل, الـذي أكتسـب خبـرة وافـرة مـن سـلسلـة حروبـه و أعتـدائاتـه المتكـررة علـى الشـعوب مـن أجـل السـيطرة ثرواتها و فتحهـا كأسـواق أسـتهلاكيـة لبضائعهـم.
فمـن منـا يسـتطيع نسـيان " فـرق الموت " التي مـلأت شـوارع " غواتيمـالا " بالجثـث المجهـولـة, والتي أشـر ف على تأسـيسها ضابـط المخابرات الشـاب آنـذاك " نجروبونتـي “.. هـذا الذي جـاء الى " بغـداد " الحبيبـة وأحالهـا الـى " ماناغـوا " ثانيـة بعـد عقـدين من الزمـن.. ومـن يسـتطيع نسـيان جيـش العمـلاء في " سـايغـون " الـذي جعلـوا من خـلاله الفيتنامي يقتـل أخـاه.. وهـم يتفرجـون.. إن مـن لـم ينسـى ذلـك.. سـوف يدرك ببسـاطة انهـم لـم يأتـوا بجـديد ٍ هنـا عـندما وعـدونا بالحريـة والديمقراطيـة اللتيـن سـتزرعان طريق البـلاد وردا ً وريحـانا, لكـن الدمـاء والجـثث كانا الحصـاد بـدلا ً عـن ذلـك.
وبالمقـابل أنــّى لمـن خـُتـِمَ علـى سـمعهم وأبصارهـم أن يفقهـوا.. أن يروا تلـك الحقيقـة ويسـمعـوا بأخبـارهـا, وقـد عَمِيـَـتْ أعينهـم و صــُمّــتْ آذانهـم عـن كـل ما يَمِـت ُ للوطـن والشـعب بصـلة.. وطغـت مصـالحهـم الفئـوية والمذهبيـة والشـخصية علـى وجـه العاهـرة التي أنجبتهـم " العملية السـياسية " والتـي تهافتـوا على مائدتهـا تهافـت الذبـاب وهـو يلتهـم ما يرميـه عليهـا المحتـل من فتــات.
اليـوم وفي هـذه الذكـرى العزيـزة على قلـوب البشـرية جمعـاء والتـي صـارت رمـزا ً أسـطوريـاً للمطـالبة بالحقـوق والذود عـنها وعـن المنجزات, وبـدلا ً مـن أن يعيـدوا الحيـاة الى المؤسسـات الصناعيـة الكبرى التي بقـي قسـم ٌ كبيـر منهـا سـالمـا ً من مهرجانات السـلب والنهـب ويشـغلوهـا لتمتـص جـزء كبيـر من البطـالة.. التي قفـزت معـدلاتهـا وأرقامهـا إلى حـد مخيـف... بعـد مجـئ وجوههـم الكالحـة الى سـدة الحكـم.. يسـتعدون لتمريـر قانـون إغتيـال السـيطرة الوطنيـة على أهـم ثروة طبيعيـة في البـلاد.. تلـك التي جـاء أسـيادهـم من وراء البحـار الى بـلادنا لا لشـئ... إلا لأعـادة هـذه الثـروة لتكـون تحـت سـيطرة شـركاتهـم الأحتكاريـة..كما كانـت عليـه قبـل عامي 1961 و 1972 ( صـدور قانـون رقـم 80, وقانـون تأميم عمليـات شـركة نفـط كركوك ).
يريـدون تمريـر صفقـة الخيـانة الرئيسـية التي تعاقـدوا عليهـا في مؤتمرات متعـددة فـي “ لنـدن " و " فييـنا " و " دمـشق " و " بيروت " تحـت يافطـات " مؤتمرات المعارضـة “, يريـدون تمريـر هـذه الصفقـة الخيـانية عبـر المصـادقـة على قانـون النفـط والغاز, وهـم بذلـك لا يقيمـون وزنـا ً لمقـدرات شـعبنا و وطننـا, و لا لطليعـة نضالهمـا, الطبقـة العاملـة, وعلى رأسـها عمـال شـركة نفـط الجنـوب الأبطـال, المناهضـين بعنـاد والواعيـن لأبعـاد هـذه المؤامـرة الخطيـرة.
سـادرين في غيهـم غيـر متعظيـن من دروس التاريـخ بمـا حـوته من عبـر, ومتناسـين ما جـرى لأقـرب الأمثـلة والـذي لم تغـب طراوة الأحـداث التي تلـت التاسـع من نيسـان عام ألفين وثـلاثة عـن ذاكـرة أي عراقـي كتبت لـه الأقـدار أن ينجـو من تداعيـات الأمـور التي أسـتجلبوهـا علينا.
أنهـم بذلـك إنمـا يعبـرون وبكـل وضـوح عـن جهلهـم الفاضـح وأنفصـامهـم التاريخـي عـن نضال شـعبنا, وعـدم معرفتهـم التامـة بالسـفر النضـالي الخالـد للطبقـة العاملـة العراقيـة, والتي رفضـت الموت عـندما صـدر قرار أعـدامهـا المرقـم ( 150 ) من قبـل الطاغيـة المقبـور, يعبرون عـن الجهـل التام بنضالاتها وأضـراباتها, يتناسـون متعمـدين أو عبر الجهـل, مـا حصـل في أضـراب عمـال شـركـة نفـط كركوك, والبطـولات التي أجترحوهـا في " كـاوور باغي " و لا مـا حصـل في أضـراب عمـال الزيـوت المياميـن عام 1969.. وسـلاسل الأضرابات العـديدة التي جسـدت ديمـومة الروح غي هـذه الطبقـة الثوريـة مهمـا حـاول الطغـاة من التقليـل من شـأنهـا.
وفـي هـذا اليـوم الخالـد, ننحنـي أجـلالا ً وأكـرامـا ً, لكـل شـهداء الوطـن, وشـهداء الطبقـة العاملـة العراقيـة, ونـتوجـه بالدعـوة الى كافـة قطـاعات شـعبنا من الكادحيـن المرتبطـة مصـالحهم ومصـائرهـم بمصـالح ومصيـر هـذه الطليعـة المقـدامـة, للنهـوض والتضـامن مـع عمـال شـركات النقـط بوجـه كـل من يبرر تمـرير مثـل هـذا القانـون والقيـام بكـل الفعاليـات المشـروعـة من أجـل تعطيـل تمريـر صفقـة الخيـانة هـذه.
لتتعــزز وحـدة الطبقـة العاملـة العراقيـة وسـائر قطاعات الشـعب, مـن أجـل القـضاء على كـل المخططـات التي يريـد تنفيـذها المحتـل عبـر أدواتـه وصـنائعه.
ليكـن الأول من أيـار لهـذا العام مناسبـة وحافـزا ً لكـل قـوى اليسـار والديمقراطية مـن أجـل توحيـد جهودهـا لوضـع برنامـج وطنـي شـامل يعمـل على أسـتعادة السـيادة الفعليـة, وأنهـاء الأحتـلال وأبقـاء ثرواتنـا الوطنيـة حرة من كـل أشـكال الهيمنـة والتبعيـة الأقتصـادية التي يريـد العمـلاء وضـعنا تحـت رايتهـا وعبائتهـا .



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- ما هكذا يبنى الدفاع عن قيادة الحزب يانبيل
- مرة أخرى مع - أبو زاهد - الذي نصب نفسه قيما ً على أفكار الآخ ...
- كيف تشاد مؤسات ولاية الفقيه في العراق
- مالدي طرأ على المسيرة لتحتاج التصحيح - قراءة في البلاغ الصاد ...
- الحملة الأممية للضغط على الحكومة العراقية لتعليق أحكام الإعد ...
- لا أقول وداعا ً أيها الحكيم
- دعوة لتعميق الحوار


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بق ... / مجلة الحرية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - حميد الحلاوي - في عيد العمال تتجدد الآمال ويشتد النضال