أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حميد الحلاوي - لا أقول وداعا ً أيها الحكيم














المزيد.....

لا أقول وداعا ً أيها الحكيم


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2181 - 2008 / 2 / 4 - 08:34
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في أواخـر السـتينات من القرن الماضي , وفي مطــالع الشــباب , كان ثمـة زاوية في شـارع السـعدون ,
تقابـل بناية فندق بغـداد , اشـهر فنادق العاصمـة آنذاك وتجاور بناية دار سـينما بابل , تلك الزاوية حملت إسـما عزيزا ً على القلـوب , سـواء لمـن أترعـت قلبـه ووجــدانه كؤوس القوميـة وفكرها , أو من كانـت الإنسـانية والأمميـة تمـلأ كل ذرة في كيــانه ... كان إســمها " المكتبة الفلسـطينية " التي ما أن ولجتها , وراحت أقـدامـي تطوف بي في أرجائها , حتـى كانـت السـعادة تغمرنـي , فعلـى الرف الذي على يمين المدخل وجدت كراسـا ً أبيضـا ً اللـون تتوسـط غـلافه نجمـة حمراء , يحمل عنوان :
( نص دفاع المناضل " أسكندري نزاد " أمام المحكمة العسكرية في طهران )
أصدرته منظمة فدائي الشـعب , التي كان صادق أسكندري نزاد , سكرتيرها العام
وعلى اليسـار كان هناك مجلتان أحداهما تحمل أسم " الهدف " والثانية تحمل أسم " الحريـة " ..أذكر يومها إنـي تصفحتهما , ولم أغادر المبنى سـاعتها إلا وهما في يـدي مـع الكراس المذكور , بعـد أن إكتحلـت عينـاي لأول مرة ٍ ومنذ أمـد بعيـد , بنص أو مقطـع من قصيدة " القدس عروس عروبتكم " لشـاعر العراق والعروبة , حامـل لواء الأممية , أبا " عادل ٍ" البطـل الذي ثأر للشـعوب العربية من جلاديها , قادتها الذين أبتلت بهم تلك الشـعوب , فكان وقـع القصيد أي وقع , عندما أتحفتنا " الهـدف " برائعـة , الأســد العراقـي الجريح ,
" مظفـر النـواب " :
ياموجعـا ً رئتــي بمـا تهمــي ســكاكينــا
في وقـت أمتدت السـنين بنـا لنشـهد قيام الجبهـة الوطنية وفسحة الحرية الممنوحـة لجرائد وصحف الحزب التي ما أسـتطاعت أن تشـير ولو بأشـارة بسيطة الى قضية الشاعر , وكأنـه لم يكـن شـيوعيا ً يومـا , بينما ظلت الهدف متنفســنا الوحيد للعثـور على أثر جديد لشاعر الشعب , لتسـتمر مسـيرة العشـق الأممي لا للـ
" الهـدف " و " الحريـة " وحدهمـا .. بل إمتدت لتسـتنهض العزم في قلبي الشـاب آنذاك , لتجعلني حاضـرا ً في كل فعالية للجبهتين " الشعبية " و " الديمقراطية " أقيمت في بغـداد , ولعل تاج العروس في تلك الفعاليات , التشــييع الرائع لذلك الشـهيد الشـيوعي العراقي البطـل " قيس محمد صالح العبيدي ", المناضل الذي لم يهـدأ له بال وهو الخارج توا ً من غياهب المحنـة الكبرى إلا بالإلتحاق بفصائل الثوار ليسـتشهد على الأرض المقدسة , على أرض البيارات ومزارع الكروم والزيتون , ويزف الى أرض الفراتين ويوارى الثرى ( في عرس و لا أروع أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ) في مقبرة الشيخ معروف .
وتعاظـم إثـرها الود والحب لكـم ولقضيتكـم ونضـالكم في قلبـي الشـيوعي الفتـي , وتصاعدت معه أسـماء الكثير من المناضلين , لتسـمو وتتسـامى في خلايا الدماغ .. وينمو الغرام ويزدهر , مـع " الهدف " و " الحرية " حتى حلت السـاعة التي سـاد فيها الظـلام , حيث كان لأجراءات الصيانة أثـرها في غياب تلك الأعـداد الرائعـة والمجـلدات السنوية الضخمـة عن ناظري .. والى الأبـد ...صحبة مكتبتـي التي ذهـب قســم منها ..طعمـا ً للنيران , وقسـما ً منها سـكن القبور التي أعددتها له تحت الأرض , إبــان حملـة الفاشـست على الشـيوعيين العراقيين وحزبهـم المناضل .

لـذا كان لزامـا ً على أن أقف في في حضرة وداعـك الأخيـر , وأنا على مشـارف السـتين معتـرفا بالجميـل , لمـن سـاهم بشـكل كبير فـي عمليـة إعادة تشـكيل الوعي , وتجـذيره الى الأمـام .....نحو الضـفاف الرائعـة للفكـر الأنسـاني .

لأقول شـكراً لك وأنت بين ظهرانينا , وشـكرا ً لـك وأنت مغادر هـذا العالم , وشـكراً لك يوم نلتقي في حياة أخرى ... شـكرا للرفيق حواتمـة , مـع اجمل الأمنيـات بالعمر المديـد , شـكرا ً لمحمود درويش الذي رفض أن يكون الوطن حقيبة , ورفض أن يكون هو المسـافر , فأعطانا درسـا في الوطنية والإنتمـاء , ونحن شـباب قليلي الخبرة والتجربة , شـكرا ً لســميح , شـكرا ً لتوفيق زيـاد , شـكرا ً لأرض فلسطين التي أنجبت أبناء بررة مثلكم , ممـن رفعوا راية الفكر الأممـي عالية خفاقـة .



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لتعميق الحوار


المزيد.....




- فرنسا تؤجل قرار الإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم سجين ...
- بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد ال ...
- بالعاصمة بيكين: نبيل بنعبد الله يلتقي مسؤولين رفيعي المستوى ...
- ليبيا.. ضبط أحد المتهمين بقتل المتظاهرين في -مجزرة غرغور- بط ...
- فرنسا: الناشط اللبناني جورج عبد الله أمام القضاء يوم 17 يولي ...
- شبيبة القطاع الفلاحي تعبر عن تضامنها مع طلبة معهد الزراعة وا ...
- حركة النضال العمالي والشعبي بالمغرب وكفاح فلسطين
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 16 يونيو 2025
- العدد 609 من جريدة النهج الديمقراطي
- “المستأجرين” بالاسكندرية تدعو لتأسيس فروع للرابطة.. والحكومة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حميد الحلاوي - لا أقول وداعا ً أيها الحكيم