أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد الحلاوي - في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 11:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فـي الحـادي والثـلاثيـن من آذار عـام ألـف وتسعمائـة ووأربعـة وثـلاثيـن , كـان الموعـد مـع الولادة .. وكـانت طـلائع الحركـة الثوريـة لشـعبنا المناضـل .. المتمـثلـة فـي مجمـوعـة خيـرة من العمـال والكادحيـن والمثقفيـن الواعيـن .. قـد أكمـلت أســتعداداتها للأعـلان عـن تلـك الولادة .. فـي ختـام أجتماعـات متعـددة أسـتمرت لعـدة أيـام .. كـان البيـان المعبـر عـن الآمـال العريضـة لقيـادة سـفر النضـال الخالـد لشـعبنا قـد صـدر .. وكـان الشـبح الـذي طـاف أرجـاء أوروبـا قبـل ذلـك بعقـود مـن الزمـن .. قـد أفلـح فـي أن يوصـل صـداه الـى ربـوع أرض الفراتيـن ومـا بينهمـا قبـل موعـد تلـك الولادة بفتـرة من الزمـن ..هـذا الصـدى الـذي أخـذ يتجمـع هنـا وهنـاك ليتحـد في صرخـة أمنـا العـراق والوليـد معـا ً فـي تلـك اللحظـة الحاسـمة مـن التاريـخ ..والتـي أعلنت بزوغ فجـر حيـاة ٍ جديــدة ٍ أضـفت مـع مرور السـنين .. بطبعـها وطبـاعهـا .. لمســة حـب متعاظـم .. نمــا وترعـــرع فــي قلـــوب الكادحيـــن ... عمـــالاً وفــــلاحين ...وأزدهـر بين جنبـــات الأرض اليبـــاب وتربتهــا العطشـــى ... نرجســــا ً وياســـمين .. وشـــقائق نعمـــان ٍ طرزت بألقهـــا وأرجـــوانيتهــا كـل المســـافات بيـن الأرض وصـفحــة الســـماء .

شــــب الوليـــد فإذا هــو نعـم الأبـن لخيـر أم ٍ ... لعـــراق ٍ عـانى عبــر تاريـــخ طويــل ... مـن نكبـــات و ويــلات أحـــتلال ٍ متكــرر ٍ .. و وجـــوه قميئـــة مختلفـــة ... لمحتليـــن أبتـــدأ مســلســـلهم مـن بلـدان الجـوار لينتهـــي بالقادميــن من وراء البحـــار .

وكــان هـذا الأبــن البــار فـي طليعـة أخـوته وأخــواته المدافعيــن عـن حقــوق وحريــة الوالـــدة الحنـــون .. أرض العراق الحرة الأبيــة الطاهــرة .. فتقــدم الصــفوف فـي نضـال مسـتمر دام أكثـر مـن ثـلاثة عقـود .. كلفتـه من التضحيــات العـديد من رفـاقه وقـيـــاداته .. هـذا النضــال الـذي تكــلـل بنصـر عظيــم أشـرق صبـــاحـه يـوم أثنيــن متصـــادفا ً مـع أشـــراقة صــبـــاح ٍ باريســـي ٍ جميــــل .. ولـكـن الفارق هنــا فـي عــدد الســـنين كــان كبيـــرا .

مـا أن كـان صــباح الرابــع عشـــر مـن تمـــوز عــام ثمانيـــة ٍ وخمســـين و تســعمائة ٍ وألــف , يلـف بنـوره المشـرق وجـه البــلاد ورافعــا ً رايــة الحريــة فــوق ســماء بغـــداد , حـتـى كـان الشـاب الـذي لعــب دورا ً كبيـرا ً فـي توحيــد صــفوف أخــوته لتحقيـــق ذلــك الأنجـــاز .. الحــزب الشـــيوعي العراقــي .. قـد طـرز تلـك المسـيرة الوضــــاءة بورودٍ حمـلت لــون الدم الطــاهر .. الــذي تغلغــل فـي أعمـــاق الأرض لينبـــت فيهـــا شـــقائقـا ً جعلــت من وجــه الوطـــن .. فـي ذلـك الصـباح الجميـل ســجادة ً حمـــراء .. أبتــدأ نســجها منـذ صعــود قادتــه الأبطــال وركـوبهـم صهـوة المجـد فـي الرابـع عشـر والخامـس عـشر من شـباط عـام تسـعة وأربعيــن .. تاركيـن كلمــات هتفــوا بهــا ...

" الشـــيوعية أقــوى مـن الموت .... وأعلــى من أعـــواد المشـــانق "
" لـى الشـرف أن أشـنق فـي نفـس المكـان الـذي أنطلـق منـه نضـال أبنـاء شـعبي ضـد العمـلاء والفاشـية "
" لـو قـدر لـي أن أعـود الى الحيــاة ... لمــا أختــرت غيــر هـــذا الطريـــق "

تركـــوها نبراســا ً يضــــئ الطريـــق .. أمــام القوافـــل الرانيـــة للوصــول .. الـى جرف الحريــة .
لكنهــا كانــت فـي نفـس الوقــت هاجـس قلـق دائـم أرعـب كـل العمــلاء والأقـــزام الخـــونة .. عبيـــد المحـتـل ... أولا ً .. وكـانت ســـبب إرتعـــاد الفرائـص الدائــم لكـل الحكـومـات الـي أعقبـت قتلــة الحلـــم التاريخـــي للشــعب والـذي تحـــقق فـي الرابـع عشــر مـن تمــوز .. ثانيــا ً.. والـذي لعـب فاشـست البعـث .. ورجـال ديـن .. ومخــابرات دول .. الدور الرئيسـي فيـه والـذي لا يتشـــرف بـه حـتى حثالات البشـر .

ليبـدأ مـع صبـاح الرابـع عشـر من رمضـان أبشـع حمـام دم عرفـه تاريخ العـراق منـذ حمـام هولاكـو .. والمتمثــل فـي البيـان ( 13) السـئ الصيـت المتضـمن فـي حينـه الدعـوة الـى إبـادة الشــيوعيين والصـادر عـن ما كـان يسـمى آنـذاك " المجلـس الوطنـي لقيـادة الثـورة " و أي مجلـس " وطنـي " وأيـة " ثورة "
كانـت .

لكـن المؤسـف فـي كـل هـذا .. والـذي يجـب أن لا ننســاه أبـداً .. و أن نـذكـر بـه الأجيــال القادمــة دائمـــا ً ..
إن عمليـــة الحقـــد الدفيـــن علـى الشـــيوعية .. والتــي تجســدت فـي مذابـح شـباط الأسـود .. مـا كـان لهـا أن تتـم لولا البركـــات التـي نثـرتهـا فـي طريـق الأنقـلابييـن ... خونــة الشـــعب والوطـــن .. فـتـــاو ٍ ... يأنـف الأنسـان السـوي أن يسـميهـا ويقـول عنهـا أنهـا .. دينيــة ..لأن كـل الشـرائع والديـانات ترفـض السـياقات التـي تمـت بهـا تلـك المذابـح وحمـامـات الدم .. التـي دشـنها الفاشـــست بإبـن الشـعب البار .. القائــد الوطنــــي عبد الكريـم قاســم الـذي قتــل وهـو صــائم فـي رمضــان ..ولتطـــول من بعــده أعضـاء القيـادة الباسـلة لثورة الرابـع عشـر من تمــوز .. شـهداء الشـعب والوطــن ... وتصـــبح بذلـــك وصمــة عــار فــي جبيــن الأنقـلابييــن ومـن ســـاندهـم .. لتتطـــور بعــدها الـى حملــة شــعواء ضــد الشــيوعييـن .. ترافقـت مـع أنتهــاك أعـــراض العشـــرات لا بـل المئــات مـن النســوة العراقيــات الباســلات اللـواتـي هببــن مـع أخوتهـن الرجــال مثلمـا كـان التــلاحـم فـي النضــال قبــل أنتصـار الثورة العظيمــة الخالــد فـي الأذهــان ... هـبوا جميعــا ً للدفــاع عـن المكتســبات التـي تحققـت عبــر قوانيــن تاريخيــة شـــرعتها الثورة ..والتـي عمــل الأنقـلابييـن الفاشـست على ألغائهـا واحـدا تلـو الآخـر ..إرضــاء لمــن وزع عليهـم البركــات مـن جهــة ..ولمـن زودهـم بالسـلاح والمـال وهيـــأ لهـم القطــار الــذي جـاؤوا بـه ..كمــا ورد علـــى لســـان أحــد قادة الأنقــــلاب بعــد صحــوة ضميــر أخـــذت ســـنين طويــلة لتحصـــل .

واليــوم وبعــد مسـيرة عمــر حافلـة بالمـآسـي والنكبــات عادت لوجـه الوطـن .. بسـمة الخــلاص مـن أعتــى ديكتاتــورية .. ولـّــدَهـا .. واشـــرف علـى تربيتهــا .. نفــس الـذي هيـأ لهـا المــال والســلاح والقطـار قبــل أربعيـن عامــا ً .. ولكـن المفارقــة التاريخيــة ...تكمـن فـي أن ذلـك يتـم على يـديه وهـو يعـود إلينـا بصفـةالمخلـص والمنقـذ مـن الفاشـية ... وبانـي صــروح الديمقراطية فـي العالـم .

واليـوم وبعـد خمسـة أعـوام من ذلـك القدوم الميمـون .. لرسـل المحبـة والســلام مـن مـا وراء البحــار ... الممـسـوحة جباهـهـم ببـركـات المفـوض بهـذا التحـرير مـن السـماء .. تقـف بــلادنــا علـى حافـة بركــان .. قادتـه اليهــا السـنوات العجـاف والبقـرات الحاكمـة اليـوم .. في أنحــدار نحـو مهـاو ٍ للردى لـم ينحـدر اليهــا بلــد محتـل قبـل بــلادنا لا فـي التاريـخ القديــم و لا الحديــث .

وفـي الليلــة الظلمــاء أفتـقد البدر الـذي عرفتــه الجمـاهير وخبـرته فـي أنتفاضـة الحـي الباسـلة .. وفـي تظاهـرات نصـرة مصـر .. وتأســيس الجبهــة الوطنيـة عام سـبعة وخمســين ..وخبـرته الطبقـة العاملـة فـي كاوور باغـي وأضـرابات الزيــوت .. وجـاء مـن جـاء ليختــار الســوء .. وسـط فوضـى الهـرج الحاصــل بعـد زوال الديكتاتوريـة .. مبتعـدا عـن آمـال وطموحـات الجماهيــر .. راضيـاً بنصيبــه مـن الأشـتراك فـي عمليـة سـياسية ...يكفـي أنهـا نقلـت البـــلاد الـى أســوأ موقــع لهــا فـي قائمــة الدول الأكثــر فســادا ً والتي تصـدر سـنويا ً عـن منظمــة الشـــفافية الدوليـــة , حـتى يقــال عــن التمســك بهــا ولحـد اللحظــة بأنـه عيـن " الكفـر والألحــاد " الـذي وصمتنــا بــه الفتــاو التي تحدثنــا عنهــا .

أن أســـتعادة الحــزب الشـــيوعي العراقــي لدوره التاريخــي مهمــة شــاملة , لا تشــمل واجباتهــا أعضـائه وأنصــاره وأصــدقائه ومــؤازريه , بــل هـي مهمــة كل وطنـــي شــريف غيــور يهمـــه مســـقبل الوطــن والشــعب والأجيــال القادمــة ..وهنــا يتحتــم على الجميــع الأدلاء بآرائهــم وتوجيـه النصـح الى القائميــن على أمــره حاليــا ً .. لأتخــاذ الموقـف الوطنــي الصحيــح والأبتعــاد عـن الســير فـي ركــاب عمليـة كهــذه أكتســبت وبجــدارة صــفات لا تليــق بتاريـخ الحـزب أن يحمـل قســمـا ً منهــا وليــس جميعهــا فـي أصــرار القائميــن على أمـره حاليـا على هـذا المنـوال .

وهـي في نفـس الوقـت دعـوة ٌ الى هـؤلاء بأن يراجـعوا مواقفهـم وطرائـق عملهـم ويضـعوا نصـب أعينهـم أخطـائهـم ويعتـرفوا بهـا أمـام قواعـد حزبهـم ..فـأن التاريـخ لا يقـبل التبجـح بالأنجـازات الموهـومة وعنـدمـا يديـر ظهـره لأحـد فلا أحـد يدري مـدى عقوبتـه إلا اللذيـن ســـبقوا في المضمــار ... ودعــوة للقــواعـد للتفكــر مليــا ً ... هـل أن الظروف الموضـوعية التي يتعكـز عليهـا هؤلاء لتبـرير الحـال البائـس ... هـي العامـل الحـاسم ... أم أن ثمـة أمـور أخـرى خفيـة تجـري وتقــود الى هـذا الواقـع ...مجـرد دعـوة للتفكــر .



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا يبنى الدفاع عن قيادة الحزب يانبيل
- مرة أخرى مع - أبو زاهد - الذي نصب نفسه قيما ً على أفكار الآخ ...
- كيف تشاد مؤسات ولاية الفقيه في العراق
- مالدي طرأ على المسيرة لتحتاج التصحيح - قراءة في البلاغ الصاد ...
- الحملة الأممية للضغط على الحكومة العراقية لتعليق أحكام الإعد ...
- لا أقول وداعا ً أيها الحكيم
- دعوة لتعميق الحوار


المزيد.....




- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد الحلاوي - في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي