أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - شجرة ابو غريب














المزيد.....

شجرة ابو غريب


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


لحظة انتهاء مراسيم استقبالي في ابي غريب والى لحظة الأكتشاف المتميزة تلك .. وفي تلك الظهيرة النحاسية الدافقة انينا .. تمنيت رؤية شجرة , تمنيت ذلك ، تمنيت ان تكون بعيدة ، وانا هنا لااريد لها ان تقترب اكثر ! .. القضبان تحتكر الوان الطبيعة البشرية .. في السجن ، قليلون هم من يفكرون بلون الشجرة ، لأننا هناك نراها خطيئةالحياة التي نحن هناك ملوثون بها ، ولايحق لنا فئ شجرة او ورقة وحيدة ولو ميتة .. نحن السجناء لنا كرامة يستغرب لها الغراب على السور صباحات شباط ابو غريب وتستغرب لها البومة التي ماانفكت تنزعج معنا ونحن نسمع عتابها العميق .. خلف قاعة تزدحم بالمساجين ، بالأسم فقط ، كانت قاعة النجارة .. هناك جرت مذبحة بين تجار الحبوب المخدرة يوم امس .. كان كل شئ قد تمت تصفيته وانتهى يومي المنهك ذاك بتسلق الدرجات المؤدية الى زنزانتي .. ثمة رائحة ، رائحة محفوظة في المؤونة الروحية .. رائحة اتت خلاسية في ربيع قديم وانا انظر من زجاج باص ، بينما ينعطف من امام جامعة اراها للمرة الأولى في جادرية بغداد .. وانا ارتقي تلك الدرجات الزيتية في ابي غريب حقنت ذاكرتي تلك الرئة المنقبضة الملتصقة بمعدة شبه خاوية برائحة
النباتات تلك .. ضحكت مع نفسي لحظة ، وانا اشم غاز مؤخرتي .. وكم تمنيت حضورا متمردا مخلصا لقرنفل من الزوراء ، هذه رائحة
تاتيك اولا قبل ان تاتيك رائحة اخرى لقرنفل اخر ابعد عنك وانت على الدرجات الحجرية الزيتية في ابوغريب ..

كان ( سعدون ) قد افلت من ملاقط السجانين وهرع الى زنزانتا ..
وهم بالتاكيد يبحثون عنه .. الا ان من اواه كان اصغر المسجونين
هنا .. كان سعدون يعلمه القراءة والكتابة هنا . ولأشهر قيل بان سعدون ينام معه و ( ينيج بيه ) ! لكنني مع نفسي لم اصدق ذلك وتاكد حدسي .. عندما صرخت ( ام فلاح ) في الزنزانة ظهيرة المواجهة الأخيرة :-

- كافي يا ظلمة ، سعدون ابو فلاح ، ووو اني ، ام فلاح !

استلقيت ملتفا بخرقي وانا ارتعش لكل شئ هنا ..

شممت رائحة احتراق .. فتحت عين تحرسني تحت مثلث حافة غطاء رمادي
اتفنن في ليه لكي ارى مايحدث هناك بعين اليقظة تلك ، وكانت مدية
في مكان سري قريب تحت طلبي دوما .. توهمت اشياء ، الا ان مارايته
اعجبني جدا ، سعدون وابنه فلاح يمسكان بانية معدنية مليئة بالشاي
فوق اكياس نايلون تحترق فوق فوهة المرحاض في الزاوية ..

نمت الليلة متاخرا كالعادة ، وكانت اخيلتي كلها تتباور
في الجزء الأعلى من شجرة رايتها في التفاتة مفاجئة نحو شباك خلفي
تزركشه القواطع الصلدة وانا ارتقي درجات الطريق نحو الزنزانة
رقم ( 19 ) هناك ..

عندما ايقضتني زحمة الصباح في السجن كالعادة

لم اك افكر بغير التاكد من كل ذلك .



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكذبة في النيسان الخامس
- المثقف = الصادق
- خط احمر تحت الشعب
- سحر السبانخ
- محاربون اثرياء
- هذا الهاذاني
- المعاقب نفسه بمطران
- الحصان القرمزي
- الجريمة الأمريكية
- طقس خامس للحرب
- قداس ازمنتي 10 ، الكتاب الأول
- الكهرباء
- المسيح الصغير
- رائحة القرنفل
- نيويورك بعين صائد السمك ( 3 )
- نيويورك بعين صائد السمك ( 2 )
- نيويورك بعين صائد السمك ( 1 )
- عيد الحب
- ( شاكر مجيد سيفو ) بين بغديدا وبغداد ( 3 )
- (شاكر مجيد سيفو) من بغديدا الى بغداد ( 2 )


المزيد.....




- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...
- قرار مساواة الجلاد بالضحية .. مسرحية هزلية دولية بامتياز .. ...
- -أنتم أحصنة طروادة للفساد الاجتماعي-.. أردوغان يهاجم مسابقة ...
- آخر مرافعة لترامب في قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز الأ ...
- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - شجرة ابو غريب