أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد الحافظ - أهناك بعدآ طبقيآ لصراع الإسلاميين في أزقة الأحياء الفقيرة في العراق ؟














المزيد.....

أهناك بعدآ طبقيآ لصراع الإسلاميين في أزقة الأحياء الفقيرة في العراق ؟


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تابعنا مسار حركة ظهور وتطور الأسلام في الجزيرة العربية وموجبات ذلك الظهور من زاوية العدالة الإجتماعية ، التي لاشك بأنها كانت هدفآ للرسالة النبوية الشريفة . فيتضح لنا رغم طابعها المتقدم علىما سبقها من رسالات ، إنها أقرت التمايز الطبقي ، ولو أخضعنا للدراسة التحليلية بعض النصوص القرآنية، لتبين لنا التنديد الشديد بالأثرياء ومكتنزي الثروات ، وأحقية الفقراء في أموالهم ومنها (وفي أموالهم حقآ للسائل والمحروم ) ، ولو إجتهدنا في بحث الحقائق الموضوعية وراء النشاطات الفكرية ،لما يحق أن يطلق عليهم في المصطلحات السياسية الحديثة ، بيسار الإسلام ، من الإمام علي (ع) ، الذي إصطدمت أحلامه في محاربة الفقر بواقع صعب ، الى قادة الحركات والثورات الإجتماعية ، لتبين لنا بشكل جلي الإقرار بواقع البعد الطبقي لكل تلك الصراعات الدامية والمؤسية على مدى تأريخ الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول محمد (ص) ، حتى إنهيار الخلافة الإسلامية ،مرورآ في أوج عظمتها أبان القرنين السابع والثامن الميلاديين ، تلك الصراعات التي ظلت الى جانب عوامل أخرى ، المحرك الديناميكي لتطور الأحداث في مجتمعات الدولة الإسلامية وأفظت الى تصادم المركز مع الأطراف ومن ثم ضعف الحماسة للدفاع عنه ، حتى تشكلت الدول الوطنية –القومية ،التي تلفح قادتها القوميون في المشرق العربي بعبائة الدين ولم يفصلوه عن الدولة - كمافعلت الشعوب الأوربية ، ووضعت نفسها على طريق التقدم والإزدهار – فصار عصي عليهم بناء الدولة المدنية الحديثة القادرة علىالإرتفاع بالوعي الإجتماعي العام ، وتاهيل المجتمع لتطوير أدواة المعرفة العلمية المتصلة بإنتاج الخيرات المادية لتلبية حاجات الناس المتنامية ، مما شكل أساسآ رخوآ لتطور العلاقات الإقتصادية والإجتماعية المتقدمة والممهدة لتطور الوعي السياسي ومناهجه الإدارية الحديثة ، وصاروا يعيدون إنتاج مضاهر التخلف والإستبداد ، وأحالوا عواصم هذه الدول الوطنية الناشئة الى قلاع للرعب والبؤس والخراب وتفشى الجهل والأمية ،وسلبت إرادات الفقراء الى الدرجة التي صارت تتقاذفهم الأحزاب القومية العنصرية ، والدينية المتطرفة . تحت شعارات مخادعة وفضفاضة وتحشدهم لتحقيق مصالح الأغنياء . وهكذا ظل تيار الفقراء يتسع مع إتساع دائرة الفقر ،وإنتقال المجتمع من جمود الى آخر . وقصور منظومة العبادات على مكافحته ،عبر آليات بسيطة وعاجزة ، كالحث على الزكاة والتشجيع على الصدقات وإطعام المساكين وأهل السبيل ، ومع الأيام تراكمت لدى هذا التيار الخبرة النظالية ، وإختمرت تحت ظروف شدة البؤس والإستبداد ، حتى بلغت الإحتقان فالإنفجار المؤدي الى تحولات نوعية ،كتلك التي أنتجتها ثورة الإمام الحسين (ع) وغيرها من الأحداث السابقة او الآحقة لهذه الثورة ، التي جائت تعبيرآ عن إرادات الفقراء المترابطة ، وما هذه الحروب الدائرة في أزقة أحياء الفقراء البائسة وأكواخهم المحاصرة بالمستنقعات والأوبئة ، على طول العراق وعرضه هذه الأيام ، إلا تأكيد لذات الحقائق السابقة ، وبغظ النظر عن الدوافع والأهداف الآنية لطبيعة مشعلي هذه الحروب ، فيبقى جوهرها يتجلى بتناقظ المصالح بين الفقراء والأغنياء ، وإن إختلفت أسبابها الآن لخصوصية تطورات الأحداث الجارية في بلادنا ،
ومن هذه الأسباب ما يلي :
*إنعدام الرؤى والبرامج الإقتصادية والإجتماعية الآنية والإستراتيجية لدى أحزاب الإسلام السياسي النافذة ،وبالتالي فشلهم الذريع في إداره شؤون البلاد ، ومكافحة الفقر والبطالة وتقديم الخدمات العامة ، الى جانب إتساع الهوة الإقتصادية ، بين قيادات هذه الأحزاب وعوائلهم وبين الكادحين من جماهيرهم وعموم المواطنين ، بسبب نهب المال العام والإثراء غير المشروع ، الذي أظعف ترابط المصالح المشتركة فيما بينهم وتناقظت .حتى بلغت حد الحراب
* إنتشار وسيادة العقلية الميكافيلية – التي يمثلها بأمتياز ميكافلي بغداد الأول الأستاذ إبراهيم الجعفري – والتآمرية والإنتهازية بين قيادات هذه الأحزاب ، التي حشدت الفقراء وجيشتهم في حروب تأمين البقاء على السلطة والحفاظ على المال، إو الوصول إليهما . دون إخضاع تلك السلطة وذلك المال لتحسين الظروف المعيشية المؤسية لهؤلآء الفقراء، وتقديم السكن الآئق بآدميتهم ، والمدارس الجيدة لأطفالهم والرعاية الصحية الظرورية لعوائلهم وغيرها من الخدمات الآخرى .
* سعي أحزاب الإسلام السياسي الى إفشال التجربة الديمقراطيه المنشودة في العراق ، لصالح جداول إعمال محلية وإقليمية . من خلال نشر الجهل والخرافة بين صفوف الفقراء ، وجعلهم غير محصنين ضد ألاعيب وخداع هذه القيادات لتسهيل حشدهم لمقاومة أي تطورات مستقبلية ،لمحاربة الطائفية والفساد اوخدمة عملية البناء الديمقراطي ، وإقامة دولة القانون والعدالة الإجتماعية والمساواة .
* ضعف نشاط القوى التقدمية ، في رفع الوعي الطبقي للفقراء وإنقاذهم من براثن مستغليهم ، وعزلهم عن هذه القيادات الإنتهازية ، الى جانب الدور السلبي لقيادات الحركة الكردية في دعم نظال هذه القوى ، والتآزر معها في دعم الحركة الديمقراطية ، واكتفاؤهم بتوثيق علاقاتهم المصلحية مع التيارات الإسلامية ، التي لو قدر لها والعياذة بالله ، بأن تنفرد في حكم البلاد ، لرأينا كيف أن احلام الشعب الكردي المشروعة كلها ، وكادحين شعبنا تذهب أدراج الرياح ،وهذا ما لا نتمناه مطلقآ .
إن السنوات الخمس العجاف الماضية ، لم تثبت للكادحين ولم تقنعهم بإنحياز هذه الأحزاب لعدالة حقهم في الحياة الكريمة ، بل أنها خذلتهم وأحبطت أحلامهم ، وتاجرت بمآسيهم وأحزانهم وتركتهم هدفآ سهلة لحقد القاعدة وفلول البعث ،بينما تحصنت هي في المنطقة الخضراء وغيرها .



#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستمر الإتفاقية المشبوهة...تحت غبار معارك الإسلاميين البائ ...
- فشلوا في إدارة الدولة...فأشاعوا البؤس والخرافات !
- التكامل الصناعي -الزراعي ...أساس تطور الريف العراقي !
- الإقتصاد المختلط..يوفر العمل..والحريات السياسية للناس ..في ظ ...
- سمير! أيها الراقد بشموخ بين الجبال لك المجد كله
- الى اصدقائي الشيوعيين مع أطيب التمنيات
- حل البرلمان ..طريق أكيد..لموصلة البناء الدمقراطي!
- كنا بين مطرقة صالح المطلك ...وسندان أريكه جونسون !
- معاهدة مشبوهة.....تتناقض مع مصالح شعبنا !
- انقذوا فقراء التيار الصدري من اعدائهم الطبقيين من الافندية و ...
- على هامش تحضيرات الحزب الشيوعي العراقي لمؤتمره الثامن: لتتوث ...
- مازالت الثورة-ياسمير- معفرة ازقتها با لتراب
- التمسك بالنهج الديمقراطي. ..طريقنا الاكيد نحو عراق الحلم
- ألطائفيون العرب..يحرقون بغداد وبيروت لوقف البناء الديموقراطي ...
- أمساجد تفرخ الارهاب..-اكرم عند الله- أم بيوت تأوى اليتامى وا ...
- اخرجوا من دائرة الوهم المزعوم بالقدسية الدينية
- نعم ياسيدي...........نحن في ازمة سياسية خانقة
- قمامة الاحياء الفقيرة، لاتوجد فيها نفائس
- لتتسع بوحدتنا كوى الضوء والهواء
- لا لدستور لا يضمن أحلام الفقراء


المزيد.....




- ترامب: الوضع في غزة -كارثي-.. وأعتقد أننا سنتوصل إلى وقف إطل ...
- 35 ألف طفل أوكراني في عداد المختطفين... وأهالٍ يواجهون الخطر ...
- قتلى بمدينة الفاشر بالسودان وموافقة -أحادية- على هدنة لأسبوع ...
- إيران تندد بالنوايا -الخبيثة- لغروسي وترفض زيارة مواقعها الن ...
- -مؤسسة غزة الإنسانية- مهددة بمواجهة إجراءات قضائية في سويسرا ...
- نتنياهو يبحث الحرب بغزة وسط ضغوط داخلية ودولية لوقفها
- إيران وإسرائيل.. من يشعل المواجهة المقبلة؟
- هل تنجح خطة نتنياهو لـ-شرق أوسط جديد- أم يفرض العرب واقعا مخ ...
- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد الحافظ - أهناك بعدآ طبقيآ لصراع الإسلاميين في أزقة الأحياء الفقيرة في العراق ؟