|
دراسة الإرهاب
فضيلة يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 10:17
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لا يستطيع المجتمع العلمي ً في الأبحاث التجريبية أحياناً رؤية تحيزه حتى عندما يتم تحليل الوضع بطريقة صحيحة وتُظهر الجملة الأخيرة تناقضاً , لكن عندما يتم دراسة مصطلح "الإرهاب " ثم تطبيق التعريف والنتائج على الآخرين فقط ويتم تجاهل حقيقة الإرهاب في الداخل والإرهاب الذي يُرتكب بحق الآخرين .ليس مثل الإرهاب الداخلي النامي مثل الأعشاب في العالم ولا مثل الإرهاب الذي يُصيب الشعوب من أجانب يعملون في بلادهم , لكن إرهاب الدولة نفسها إرهاب الحكوميين والعسكريين والسياسيين ورجال الدين الذين ينشرون الإرهاب او الخوف من الإرهاب للسيطرة على المحليين والأجانب على حد سواء . هذا ما قدّمته دراسة نشرت في المجلة الجغرافية الوطنية "إرهاب العالم" و رصدت فيها الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء العالم ما عدا الأعمال الإرهابية التي تحدث في الولايات المتحدة او تقوم بها الولايات المتحدة في الخارج .ومن وجهة النظر الجغرافية هذه فإن عمل احدهم الإرهابي يُعتبر مهمة حضارية لآخر لنقل فوائد التكنولوجيا المتقدمة والحكمة للملايين في العالم وهذه الملايين تعتبر أقل قدراً منهم حتى يعتنقوا "حرية " السوق ومكانهم الصحيح فيه . تعريف الإرهاب في مركز بنسلفانيا الإرهاب مصطلح يصعب تعريفه وقد حاول المركز الدولي لدراسة الإرهاب في ولاية بنسلفانيا وضع مقاييس لهذا المصطلح وهذه المقاييس لا تخصّ عملاً إرهابياً بحد ذاته : فهناك نوع خاص من العنف السياسي الذي يرتبط باستخدام او التهديد باستخدام العنف لأغراض سياسية ورغم أن هذا يمكن أن ينطبق على الإرهاب وغالبا ما تقوم به الدول للتخلص من طاغية , لكن الإرهاب غالباً لا يتم ربطه بالدول .العنف السياسي نفسه مفهوم غامض وصعب التعريف وهو مفهوم اجتماعي- سيكيولوجي ذو معنى ضحل .ويبدو هذا الحديث مخادعاً إن الإرهاب تمارسه جماعات ولا تمارسه الدول فقراءاتي خلال السنوات الأخيرة تبين عكس ذلك فمعظم الأعمال الإرهابية المميزة دعمتها وفعّلتها دول سواء الإرهاب المحلي مثل روسيا الستالينية او الإرهاب الخارجي مثل غزوات الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية وفيتنام والمناطق ذات الأهمية الاقتصادية والسياسية الأخرى في العالم .اظهر تعريف ولاية بنسلفانيا حالة واحدة لم يتم إنكارها وخصائص الإرهاب التي لم ينكرها هي انه غالباً يستهدف المدنيين وهذا يجعله بالطبع إما فردياً أو من قبل دولة ويشمل أيضاً من السجل التاريخي القصف المسحي الذي قامت به ألمانيا للمدن البريطانية أو إبادة آلاف البشر بالقصف الذري, والأفراد لا يمتلكون المصادر ولا يستطيعون الوصول إلى درجة إرهاب الدولة ويشترك الإعلام في دعم إرهاب الدولة وهذا تم الإشارة له " ان مظهراً مميزاً للإرهاب هو انه شكل من أشكال الحرب النفسية .وقد تم تفسير هذا المحور كالآتي: هناك إستراتيجية شائعة عند الإرهابيين هي التحريض على العدو للوصول الى الهدف النهائي في محاولتهم تقويض شرعيته وأخلاقياته و لزيادة التعاطف معهم .ويشبه ذلك مداخلات ال سي أي ايه وال اف بي أي التي تم تسجيلها وملاحظتها من كتاب استطاعوا الوصول الى مواد أرشيفية في الولايات المتحدة , هذه طريقة استخدمها أفراد يمثلون دولاً كما يستخدمها أفراد يمثلون جماعات غير حكومية . علم الإرهاب : لماذا اخترت دراسة بنسلفانيا عندما بدأت نظرة علمية للإرهاب ؟ان ذلك بسبب ان احد زملاءهم العالم النفسي جون هورجان وهو أحد البارزين في التقرير العلمي الأمريكي "داخل عقل إرهابي "وببداية كهذه هناك مشكلة في كلمة إرهابي ففي عبارة للرئيس بوش أن من ليس "معنا" فهو" ضدنا " وحسب العرف المعاصر المتعارف عليه في الولايات المتحدة سيصنف كإرهابي والبرهان على ذلك في العراق وأفغانستان فبينما يوجد مواطنون من جنسيات أخرى فيهما ( بالطبع غير الامريكان) تقاتل ضد الاحتلال لكنهم قلائل فالقوات الكندية في قندهار لم تجد أي مقاتل أجنبي في المنطقة وبالتالي فإنه يمكن اعتبار المقاتلين هناك حركة مقاومة أو رجال عصابات يسعون لتحرير بلادهم من الاحتلال الأجنبي. اذن يمكن اعتبار الإرهاب كمصطلح يشير الى عدة محاور منها مقاومة , رجال عصابات أو مقاتلين من أجل الحرية كما في فلسطين والعراق – عاجلاً ام آجلاً سيعرفون كانتحاريين - وهنا سيأخذون اهتماماً اكبر يثير العجب في علم النفس وهذا هدف الدراسة العلمية الامريكية " الإرهابيين" التي تحلل مراراً وتكرارا التطرف الديني الذي يريد تدميرنا " الغرب" بسبب حريتنا وحقوقنا وبدلاً من ذلك وكما أظهرت دراسات علمية ان الإرهابيين انتحاريين او غير انتحاريين لا يأتون من تجمعات فقيرة تتضور جوعاً في العالم الثالث المنشغلين بقوت يومهم دون وقت او جهد يهدرونه في التفكير بقضايا فلسفية حول من يظلمهم.ً ان معظم " الإرهابيين " متعلمين وأوضاعهم المعيشية جيدة مقارنة مع شعوبهم وعندهم الوقت للتفكير في انعدام العدالة في العالم والأكثر أهمية أنهم يقاتلون قوى محتلة تختلف معهم في الديانة والمعتقدات وكلما طال أمد الاحتلال كلما ازداد تصنيف المقاومين كإرهابيين ويستمر التدمير نتيجة ازدياد اليأس .والتحيّز في مثل هذه المقالة واضحاًً حيث يتجاهل الإرهاب الذي تقوم به الولايات المتحدة في الداخل او الخارج. وبالخلاصة افترضت ان الحالة النفسية للإرهابيين تكشف ما يدفعهم للقيام بأعمالهم الرهيبة أما الأمريكان فيطلقون النار لهدف عظيم كما يرونه ,وكما يرونه بالطبع لا يشير الى العمى الإعلامي للأعمال الإرهابية الأمريكية .
جميع الاسباب التي وضعت لتفسر كيف يصبح الإنسان إرهابيا يمكن تطبيقها على إرهاب الدولة وإحدى الجمل التي يمكن تطبيقها " البيئة الاجتماعية التي يعيش بها الفرد والبناء الداخلي للمجموعات المتطرفة لها تأثير عظيم " ولا شيء يثير العجب هنا فالأفكار والبيئة للمحافظين الجدد والعديد من رجال السياسة تتشابك في تجمعات وشركات حروب تغذي الاقتصاد .وتتحدث الدراسة عن الدين وأمور أخرى في المجتمع تشجع على نمو الإرهابيين وكلها تنطبق على السياسة العسكرية الأمريكية. وهناك عبارة ملطفة تقود إلى سوء الفهم والعبارة معروفة في إطارات أخرى في المشرق " في الحضارات الشرق أوسطية فإن الغايات السياسية المتطرفة تغرس في الصغار في بدايات حياتهم "وكتب في الدراسة : يعلّم الكبار الأطفال بشكل روتيني كره أعداءهم وفي هذه الحالة فالعدو هي إسرائيل ويتعلم الأطفال كيف طرد العدو الفلسطينيين من بيوتهم .ويمكن مجادلة ذلك بأمرين رئيسين الأول أنه يتم تعليم الصغار عادات وتقاليد مجتمعهم يحدث هذا في الحضارة الأمريكية حيث يتم تعليم الأطفال معتقدات وعادات مجتمعهم ضمن النظام التربوي والإعلام المستبد منذ ولادتهم وكذلك النظم الدينية والجماعات . يتعلم الأمريكيون من هو العدو ومن هم السيئون ومن هم الشياطين ولا يبدو ذلك تطرفاً لأنه يتم بشكل متكرر يومياً ضمن مؤسسات المجتمع : التلفزيون , الكنيسة , المجلات , الكشافة والمدارس وينطبق ذلك على المجتمع الإسرائيلي بالتأكيد .والأمر الثاني بالنسبة للفلسطينيين فالواقع أنّ هذا ما حدث لقد طرد الإسرائيليون الفلسطينيين من بلادهم . وتتضمن هذه النقطة ان هذا غير صحيح نتيجة استمرار التحيّز الغربي الذي يدعم إسرائيل دون شروط ولا يوجد أي إشارة الى إرهاب دولة إسرائيل القتل والاغتيالات وسرقة الملكيات الخاصة والعديد من الأفعال الشنيعة المخالفة للقوانين الدولية . وهناك جدال آخر يخص حماس وحزب الله في الإطار الديني "ترتبط دافعية الإرهابيين الإسلاميين بالتضحية بأنفسهم اقل من ارتباطها بالدين " وبينما يمكن ان يكون هذا صحيحاً في هذه الدراسة خاصة لكن دراسات أخرى في الإرهاب لا تدعم ذلك . وأكثر من ذلك لا يوجد اعتراف بحزب الله او حماس كمنظمات مدنية تقوم بدعم الناس في المناطق التي يعيشون بها ويعرفونهم بالأعمال الإرهابية التي يقومون بها فقط والتي قد يقومون بها بسبب وجود الاحتلال على أراضيهم,و نتيجة الضم والإلحاق التي تتم بالقوة العسكرية وكلا المنظمتين معقدتان وأكثر مما يحاول السياسيون والإعلام إظهارهم كمنظمات إرهابية والآن يقوم المجتمع العلمي بذلك. كتب كلاً من جون هوجان وكاتب الدراسة انيتي شيفر بتحيّز قوي يتجاهل الطبيعة الأساسية للأفعال الأمريكية في بلادهم والبلاد الأخرى من العالم وانتهت المقالة بعبارة ان " الإرهاب ليس العنف فقط انه الخوف ايضاً ". ويبدو القلق النفسي الذي عانت منه الولايات المتحدة بعد أحداث أيلول غير مفهوم بشكل كامل حيث ما زال معظم الأمريكيين يتجاهلون بشكل كامل الأعمال الوحشية التي تقوم بها الولايات المتحدة في العالم ويعتقدون انها تقدم الديمقراطية والحرية وتعمل ضد الشيوعيين والدول الشريرة ومحور الشر- وبالتالي يعجزون عن فهم كيف حدث أيلول 2001 غير شيطنة الآخرين . فقدان الذاكرة التاريخية لهذه الدولة تغذيه وسائل الإعلام الرئيسة – والأفعال التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق الآن خارج الشاشة ووسائل الإعلام الأخرى – التي تعتبر شريكة مع الإطار الحكومي الرسمي.وقد استفاد القادة السياسيون والعسكريون من هذا التجاهل لسجّلهم من الأعمال المدمرة واستخدموا معرفتهم في التلاعب والدعاية لتوسيع أفعالهم ومنطقتها بشكل علني واستخدام أشكال الإرهاب " الاحتلال والتهديد باستخدام السلاح النووي" كاستراتيجيه ثابتة , وتغيير القوانين في الولايات المتحدة لاختزال حريات الأفراد وتحديد قدرة الكونغريس . و من المفيد دراسة تفكير ودوافع الإرهابيين الأفراد وبيئتهم الاجتماعية ( حيث من الممكن ان تجد الشعار الآتي يانكيز : عودوا الى بلادكم ) و يجب تطبيق جميع المفاهيم في الولايات المتحدة عندما تستخدم البلاغة والدفاع عن المقاصد الجيدة للأمريكي المتميز والعالمي وإخفاء الإرهاب الذي يقوم به السياسيين والعسكريين الأمريكيين والرجال والنساء الذين يطلقون النار من اجل أهداف نبيلة كما يرون .. استطيع ان اتفهم وجود مثل هذه الدراسات في مجلة سياسية " داخل عقول الإرهابيين "لكن التحيز السياسي الذي يظهر في دراسة علمية حول عقول الإرهابيين يقلل من صدق الدراسة انه يشكل دعاية لدعم المؤسسة الرسمية بأفكار غير موضوعية . لدراسة الإرهاب يجب دراسة ليس المقاومين في المناطق المحتلة لكن أيضا الإرهابيين في مجتمعاتنا الذين يختبئون خلف المغالاة في الوطنية وبلاغة الغرب عالي الجودة بينما يحتلون بلاد الآخرين ويقتلون من يقف في وجه غاياتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية وعقول المحافظين الجدد هي أمكنة عظيمة للبدء بها . والعقل لمحافظ او غيره شيء صعب للدراسة وعقل الإرهابي ايضاً معقد ولمزيد من الصدق يجب البدء بالولايات المتحدة الأمريكية حيث ينشأ معظم الإرهاب العالمي . Jim Miles Zmag.org
#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإرهاب العالمي - قائمة المطلوبين -
-
قتل المدنيين : نموذج بوش للعولمة
-
الفتيان من بغداد (كوماندوز عراقي يدرّبه المتعاقدون)2
-
الفتيان من بغداد ( كوماندوز عراقي يدرّبه المتعاقدون) -1-
-
حرب خفية جداً 1
-
الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان3
-
الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان2
-
الجرحى الأمريكيون في العراق شاهد عيان 1
-
تعميق الأزمة الإنسانية
-
اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة
-
الحرب الجوية الخفيّة في العراق 2
-
الحرب الجوية الخفيّة في العراق 1
-
قسّم وسيطر - النموذج الإسرائيلي
-
الأزمة في غزة صناعة إسرائيلية
-
الغرب اختار فتح والفلسطينيون لا
-
الهولوكست المنسيّة 3
-
الهولوكست المنسيّة 2
-
الهولوكست المنسيّة 1
-
نقابات العمال العالمية فقط تحمي من السقوط نحو الحضيض
-
الدمية التي فتحت الطريق لتدمير العراق - حرب وولفتز-
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|