أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - راغب الركابي - السماء لا تمطر ذهباً














المزيد.....

السماء لا تمطر ذهباً


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2231 - 2008 / 3 / 25 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


ثمة صورة حالكة السواد تحيط بنا وبمستقبلنا وبمستقبل العراق ، الصورة تبدأ يوم شمر المقبور عن ذراعيه ليهاجم إيران من دون وجه حق وحين هوى جيشه المهزوم يحصد أرواح العراقيين سُنة وشيعة كرداً وعربا ، فلم تسلم منه مستنقعات الجنوب ولا جبال الشمال ولا من بطشته اللعينة ، وحين هوى وفر أمام غزو جيوش الأحتلال بدى تاريخ وواقع وحياة جديدة ، يوم جيء لنا بأنصاف الرجال ليكونوا دعامات العراق من غير برامج ولا خطط غير الثأر والأستحواذ على المقامات والقصور التي بنيت ظلماً ومن زاد المساكين ، هذه الأنصاف تعيش في المنطقة الغبراء محكومة بالخوف والرعب ، وفي ظلهم يعيش العراق المر فلا مشاريع تنموية ولا قيم سياسية متحضرة يمكن التحاكم إليها ، ولا دستور مُصان يمكن التأسيس عليه .
غير هذا الأضطراب الذي يلف كل شيء من حياة العراقيين فلا خدمات ولا عمل يمكننا القول فيه ان للمشروع وجه أخر ، سنوات تمر على العراق وشعبه المسكين يعيش الفقر والفاقة والتشرد والضياع وقلة الحيلة .
وكما هو دائماً حال من يتولون شؤون العراق هم فئات : فمنهم فئة تسرق ، وفئة تنهب ، وفئة تزمر وتطبل لكل من هب ودب ، وفئة يحكمها الخوف والذل مستكينة خانعة ، يحكمها الأمل بوجود المنقذ المجهول الذي سيتكفل بخلاصها من ويلات الزمن التعيس متى وكيف هذا ما ينتظره قليلي الحيلة ؟؟ .
ونقول إذا تسنى لأمريكا التحرك ذات مرةً لتغير حاكم العراق الغبي الأبله فان مشروع التحرك اليوم والخلاص من أمريكا المحتلة أو من غيرها ، لن يأتي أبداً لا بيد المهدي ولابيد السماء ولا هم يحزنون ، وإذا كان ابو القاسم الشابي يصدح بقوله : إذا الشعب يوماً أراد الحياة - فهو لايعنينا نحن أهل العراق ، فلا إرادة لدينا ولا روح نمتلك للتغيير وكل ما عندنا ثرثرة ونزاع قبلي جاهلي ، وكل ماهو موجود صراخ وغدر وخيانة من الكل للكل في ظل هيمنة رجال الدين السياسي الذي غيبوا العقول ومسخوا النفوس فلم يبق من شخصيتنا غير هذا الوهم وأقوال ما أنزل الله بها من سلطان ، لم يبق غير ذاك الذي سماه طيب الذكر ماركس : إن الدين أفيون الشعوب - كلمة نرآها في محلها وتعبر عن روح الدين الذي يصنعه رجال متخلفون لاتربطهم في الله رابطة غير مجموعة شعارات يخدروا فيها الجهال من الناس .
ولنا دليل فيما يحصل ببلدنا المنكوب من عصر - الحملة الإيمانية - التي فجرها المقبور وأعوانه المتخلفين حملة أخرت وعي الناس وطريقة تعاطيهم مع الحياة ، حملة جاءت يوم خسر المقبور منطق الحياة حين غامر بالزحف على الكويت الجارة التي قدمت له كل شيء في حربه وسلمه .
ومنذ ذلك اليوم وعقل العراقيين يغرق في فوضى خلاقة لانعلم متى وكيف تنتهي بنا وبها الأيام ؟؟؟ ، والناس المخلصين منا مغيبين ومصادرة عليهم حريتهم تحت مظلة الشعارات والجهل وسطوة المال والضرب على وتر الطائفية الذي يدخل فيه كل ممنوع من القول والفعل ..
سنوات عجاف كل مافيها بؤس وحرمان وقلة حيلة ونزوع نحو اللامنطق فبيوتنا تملئها صور السادة والمشايخ العظام وشوراعنا يملئها الحقد والوسخ وقذارة القتل الطائفي ومشروعنا الديمقراطي صار ديمقراطياً حتى النخاع ، ونحن كما يقول المثل الدارج : إلى الوراء دُر - وسنظل ندور إلى الوراء حتى تقوم الساعة لأننا أمة لا تمتلك من إرادتها ولا قرارها ولا دينها ولا دنياها ، وتلك حقيقة يجب ان نمعن النظر فيها من دون أحلام أو كوابيس فواقعنا مُر لا يرحم ، و السماء لا تمطر ذهباً ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الكتاب العربي ؟
- تأسيس علم أصول جديد – ح4
- تأسيس علم أصول جديد – ح3-
- تأسيس علم أصول جديد – ح2 -
- تأسيس علم أصول جديد
- ( لازلتُ أبحثُ عن الإسلام )
- الليبرالية حوار بين الله والإنسان
- الرسوم المسيئة للرسول محمد
- شاء الله ان يراك قتيلا .. !!
- الجزء الرابع : من كتاب إشكالية الخطاب في القراءة التاريخية ل ...


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - راغب الركابي - السماء لا تمطر ذهباً