أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - راغب الركابي - تأسيس علم أصول جديد – ح2 -















المزيد.....

تأسيس علم أصول جديد – ح2 -


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 04:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



إنتهينا في الحلقة الماضية إلى أهمية التمييز المعرفي بين نبوة محمد وبين رسالة محمد ، وهذا التمييز اعتمدناه كأجراء علمي يجري في سياق حركة كتاب الله ، الكتاب الذي نقول عنه : [ إنه عبارة عن مجموعة أقسام وموضوعات وفصول تشكل كيانه العام ] ، فالكتاب المجيد : منه ماهو نبوي اي يُعنى بشؤون النبوة وحسب وذلك الذي نُسميه القرآن : [ فالقرآن هو نبوة محمد حصرياً ] ، ومنه ماهو رسولي أي هو تلك الموضوعات التي تُعنى بشؤون الرسالة من حيث هي : [ أوامر ونواهي وأحكام عبادية وتشريعية ] ، وهناك قسم أخر يحق لنا تسميتهُ بالصراط المستقيم الذي هو : [ كل قضايا الأخلاق والفضائل والقيم وغيرها ] هذا هو كتاب الله المجيد بأختصار .
فلو أخذنا قضية المبدأ والمعاد مثلاً لوجدناها تنبثق من القضايا النبوية في الكتاب ، ولو أخذنا قضية - الإعجاز - لوجدناها قضية نبوية بأمتياز وهي خاصية قرآنية حصراً ، فالذي نُسميه في خطابنا العام [ معجزة محمد ] أي - هو القرآن - وليس هو جميع فصول الكتاب المجيد . *فالصلاة والصيام والحج وتمام مسائل العبادة والأحكام ليست من القرآن ، بل هي في فصل من فصول – الرسالة - من الكتاب المجيد ،
[ فعددية الصلاة وطبيعتها العملية أتفقت عليها كل أمة لا إله إلاّ الله ، ولكن تباعيض الصلاة من القراءة والتشهد والوقوف هي مسائل إجتهادية مختلف فيه تبعاً لأختلاف مايُسنى بالسُنة القولية ، فالشافعية أدعت أن لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب وجرى على أثرها الشيعة والحنابلة وتبعهم المالكية على قول ، ورأى الإمام أبو حنيفة إن هذا الخبر مكذوب والصحيح قوله تعالى – فأقرؤ ماتيسر منه – ونفس الشيء يقال عن وضعية الأيدي والتشهد والتسليم ، نعم تبع الشيعة الشافعية وحذو حذوهم وكان ذلك بفعل شيخ الطائفة الذي كان تلميذاً للشافعي في بغداد ، ثم إن الصلاة هي من الشعائر العبادية التي أتخذت شكلاً معيناً عند أتباع محمد بن عبدالله ، ولها أي الصلاة شكل أخر لدى أتباع الرسل الأخرين ، ولكنها في المطلق تؤدي دوراً واحداً ألاّ وهو التوجه لله ونبذ ما سواه من الآلهه وسنفصل القول في هذا حين نفتح باب الفروع بعدما ننتهي بعون الله من الأصول ولهذا نسترعي الإنتباه ] .
* [ ونعود لنقول إن لغة الكتاب ومفرداته اللسانية ليست من المعجزة بشيء ، فالإعجاز اللغوي والإعجاز البلاغي المُدعى ليس صحيحاً ، إنما هو أفتراض روج له السيوطي ومن على شاكلته من الكتبه ] .
* ولكن مقولة - العمل الصالح - التي وظفها الكتاب في أكثر من إتجاه هي من المشتركات المعنوية ، التي فيها جانب نبوي وفيها إيضاً جانب رسولي ، ونرى ذلك كذلك في موضوعة - رفع الظلم - من على الناس ، فهي من جهة كونها أمر إلهي وتكليف واجب فهي من هذه الجنبة من أفعال الرسالة وموضوعاتها ، ولكن إن نظرنا إلى نتائج - رفع الظلم - أي نظرنا إلى المتعلق بها ، وجدنا إنها تحقق - الخير العام - للناس جميعاً ، إذ إن الأمر فيها لايتعلق - برفع الظلم - من على الجماعة المؤمنة بمحمد وحسب ، بل هو فعل يشمل تحرير الإنسان أي جنس الإنسان من الكبت والظلم والإستبداد والعدوان ، ولهذا فالأمر - برفع الظلم - خطاب إلهي شامل للجميع ممن تتوفر فيه الشروط الموضوعية و المقدرة على القيام به وحماية الإنسان أيُ إنسان فرداً كان أو جماعة من دون النظر لمذهبه وطائفته وعرقه ولونه ولسانه .
ومن هنا يمكننا إعتبار ماقامت به أمريكا من فعل عملي - لرفع الظلم - من على أهل البوسنة وكوسوفو والعراق وأفغانستان ، هو في المجمل مصداق لمعنى ومفهوم- العمل الصالح - ، وفي هذا الإتجاه يمكننا إدراج كل الوصايا العشر الواردة في التوراة والإنجيل داخل معنى منظومة - العمل الصالح - والذي هو الصراط المستقيم الوارد في الكتاب المجيد ، أي إن الوصايا العشر هي الصراط المستقيم .
* [ إذن الأمور العبادية شأنية خاصة بالجماعة التي تؤمن بمحمد بن عبدالله رسولاً من قبل الله ، وهذا يعني عدم شمول الأمور العبادية للأخرين الذين هم على غير مذهب المؤمنين بمحمد] .
وطبعاً لفظ الإيمان هنا لفظ مزدوج وينجر في كتاب الله إلى مفهومين أو معنيين :
أولاهما : الإيمان بالله الواحد الأحد . فاللفظ هنا عام يشمل جميع أهل الكتاب من اليهود والنصارى والصابئة والمجوس وأتباع محمد .
[ والإيمان على هذا النحو يعني الإسلام الذي هو : الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر والعمل الصالح ] .
وثانيهما : الإيمان بمحمد بن عبدالله نبياً ورسولاً من قبل الله .
فأحكام الرسالة تجري فقط على أتباع الرسول محمد ، وهي في المطلق أحكام زمنية تتغير وفقاً لنمط الواقع المطابق لتحقيق المصالح العامة ، وكما قلنا في الحلقة الأولى فان العقل بشقية المجرد والعملي هو القادر بالفعل على إستنباط أحكام الرسالة وفق مقتضى الواقع ولوازمه .
وهذا يتطلب قيام جماعة من المؤمنين في البحث والأستقراء لكي يستخرجوا ماهو مناسب وفق آليات الزمان والمكان وكذا الأرضية المعرفية ، وهذا الإتجاه نقرئه في النص 122 من سورة التوبة : - فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون - والتفقه معناه الفهم المطابق للواقع وليس الفهم المثالي الذي يدعيه رجال التراث .
والنص فيه إرشاد واضح على جعل التفقه في الدين من الواجبات ، كما إن في النص دعوة لتحرير هذه المعاني وجعلها ممكنه للجميع ، من خلال الإعتماد على كل الوسائل الممكنة والمتاحة لنشر هذه المعاني وإبلاغها .
ولايجوز للكافة إعتماد التقليد لشخص معين بذاته ليكون مرجعاً في فهم الأحكام والقوانين الشرعية ، بل الواجب على الجميع متابعة المسائل ومرجحاتها من خلال من تثق به لا على التعيين ، شرط وجود العدالة وإحرازها فإن ذلك مدعات للأطمئنان ،
والتقليد السائد في أوساطنا مؤوسس في الأصل على خبر كاذب موجود في التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري ، وقد رد هذا التفسير وطعن في صحة نسبته غير واحد من الخبراء منهم العلامة الحلي في رجالة و السيد الخوئي في معجم الرجال الذي قال عنه : وأما التفسير المنسوب فهو عن سهل الديباجي عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير ، وجل عالم محقق ان يأتي بمثل ذلك فكيف بالإمام الحسن العسكري !!!! ....
ولمن أراد فعليه المراجعة والتحقق ..
وللحديث بقية



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأسيس علم أصول جديد
- ( لازلتُ أبحثُ عن الإسلام )
- الليبرالية حوار بين الله والإنسان
- الرسوم المسيئة للرسول محمد
- شاء الله ان يراك قتيلا .. !!
- الجزء الرابع : من كتاب إشكالية الخطاب في القراءة التاريخية ل ...


المزيد.....




- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - راغب الركابي - تأسيس علم أصول جديد – ح2 -