أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مازن كم الماز - في الذكرى الخامسة














المزيد.....

في الذكرى الخامسة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 09:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من الطبيعي أن أجوبتنا بعد 5 سنوات على غزو العراق أصبحت اليوم أكثر "نضوجا" إلى حد ما , لقد علمتنا هذه السنين الخمسة الكثير..الأسئلة كثيرة تتعلق بالوطن , بتعريفنا للخارج و للداخل , بمعنى الحرية و تعريفها و حقيقة ممارستها..كانت حجة من دعم الغزو يومها واضحة و بسيطة : إن أنظمة كنظام صدام منيعة على التغيير من الداخل , و أن التغيير بيد الخارج ضروري لإنهاء حالة الاستبداد التي وصلت إلى سلطة عائلية مطلقة التصرف في ظل غياب كامل للناس و معها النخب من ساحة السياسة..طبعا كان هناك من رد أن القبول بالطغيان المحلي هو في المقابل المضمون الوحيد للوطنية..هناك حقائق ضرورية أضافتها السنوات الخمسة المنصرمة على هذه المناقشة البسيطة و الساذجة..أولا كان سقوط بغداد بعد أسبوعين صدمة للكثيرين , كان من الواضح أن قوة نظام صدام قد تراجعت بعد سنوات من الحصار لكن كان الانهيار السريع علامة على الضعف البنيوي في حالة مثل هذه الأنظمة الفردية الاستبدادية التي تقوم على طغم عسكرية بيروقراطية أمنية , كان هذا إلى حد ما تكرارا لكارثة النكسة 1967..ثم جاءت تفاصيل ما سمي بالعملية السياسية التي تحولت إلى عملية مقايضة لتأسيس محاصصة بين القيادات الطائفية و أقسام المؤسسات الدينية و معها الصراعات الطائفية الدموية , و القسط التي تساهم به في هذا أيضا ما تسمى بالمقاومة التي مارست هي أيضا قتلا طائفيا , و القمع و القتل المنفلت و خصخصة الأمن و العمليات العسكرية ضد الناس العاديين الذي قامت به القوات الأمريكية و البريطانية , كان هذا إدانة صريحة للجميع , لمجمل النخب الطائفية و للمشروع الأمريكي و لهذا النوع من المقاومة الطائفية أو الهمجية في أساليبها و أهدافها و خطابها..هذه النتيجة المأساوية ليست نتيجة خطأ تكتيكي أو في الأساليب المستخدمة أمريكيا و لا في البنية الاجتماعية العراقية أو في بنية الوعي العراقي و من ورائها العربي أو المسلم , إنه نتيجة طبيعية لصراعات قوى تتناهش شرقنا و نتيجة طبيعية لطبيعة هذه القوى و درجة احترامها أو اقتناعها الفعلي بالإنسان , إنه نتيجة طبيعية لغياب المخرج الحقيقي الديمقراطي إن شئتم لهذه الأزمات التي تتفاقم على طريق حسم هذه الصراعات..إن مقاومة تتشكل من مؤسسات دينية متحالفة مع بقايا قوى النظام السابق الأمنية المسؤولة عن تعذيب و تصفية أي معارضة ( كأي مؤسسة أمنية سلطوية على امتداد كامل شرقنا ) لن تنتج سوى هذا الشكل الهمجي الدموي من "المقاومة" , و حكم يتألف من تحالفات متحركة تناحرية الطابع بين أقسام المؤسسات الدينية الطائفية لن تنتج إلا واقعا سياسيا فارغا من أي مضمون أبعد من محاصصة موارد البلد و مؤسسات الدولة في حالة أشبه بتوزيع الغنائم بين المؤسسات الطائفية الدينية و النخب المرتبطة معها و حروبا تقوم على إلغاء الآخر , و طغمة تمثل مصالح أقلية محدودة جدا من أساطين المال و النفط و الجنرالات الأمريكيين لن تنتج سوى هذا التكالب على الذهب و النفط و لو على حساب الدم البشري..ليس في الواقع رغم كل قسوته و تطرفه أي جديد..مات الملايين في العالم , خاصة في أوروبا , في حربين عالميتين جرتا أساسا لإعادة اقتسام العالم بين الطغم الحاكمة في تلك الدول , خاصة المستعمرات أي النفط و غيره من الثروات , و من قبل مات الملايين في حروب وحشية مستمرة لاقتسام الثروة و السلطة , أي باختصار شديد لإعادة تشكيل معادلات العبودية و الاستغلال , و من المؤكد أن هذا سيستمر ما دام الإنسان يدور حول نفسه مستسلما لقوى إلغائه لقوى الطغيان لقوى استلابه عن عالمه , من المؤكد أن المخرج الحقيقي لهذا الوضع المأساوي لا يتمثل في الاحتمال الوحيد أن تتمخض هذه الصراعات عن ديكتاتورية جديدة تحسم الأمور لصالحها , إنه في أن يقوم الناس العاديون بامتلاك زمام حياتهم بأيديهم , أن يؤسسوا , في مواجهة مؤسسات القوى القائمة أساس سطوتها على المجتمع و على الناس العاديين و مصائرهم , مؤسساتهم الديمقراطية الخاصة , أن يطيحوا بكل القوى التي لا تستطيع أن تحيا و لو للحظة من دون استخدام القمع و القتل و من دون استغلال عمل الناس العاديين و من دون أن تضرب بعرض الحائط بكل حقوق هؤلاء الناس في سبيل مصالحها و خطاباتها , هذا هو باختصار درس السنوات الخمس الماضية من عذابات العراقيين.......



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق ثورة أيار 1968
- هل الديمقراطية تهديد وجودي ؟
- رفع كفاحية اليسار السوري
- تطييف اليحاة السياسية
- ما الذي يعنيه أن تكون يساريا في القرن 21 ؟
- خارج عقلك
- خلجنة الثقافة العربية في نسختها الثانية
- في مواجهة الحروب الوشيكة في غزة و لبنان : يجب تحطيم الشرق ال ...
- كذبة الدولة
- انضم إلى الاجتماع العالمي التحضيري
- نحو نمط جديد من الممارسة السياسية لمواري بوكشين
- قلب العالم رأسا على عقب
- إعادة استعمار العراق بقلم طارق علي
- حالة المعارضة السورية
- رد على الدكتور الياس حلياني : كفى تخويفنا بأنفسنا
- هناك بديل
- أوقفوا مديح السلطان !
- حزب الفهود السود في الولايات المتحدة
- نداء إلى العمل ضد قمة الثمانية في يوليو تموز 2008 من لا ! لق ...
- مقتل عماد مغنية...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مازن كم الماز - في الذكرى الخامسة