أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - أوقفوا مديح السلطان !














المزيد.....

أوقفوا مديح السلطان !


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لنا كبشر مصابين بظمأ هائل للحرية إلا أن نشعر بالغثيان من تلك المدائح التي تنتشر على الفضائيات و الجرائد الصفراء للجالسين على الكراسي في عالمنا العربي أولا و للمتربعين على الكراسي المقابلة الطائفية و الدينية , و بالطبع , أصحاب الثروات المالية – الممتدة إلى عالم السياسة , إن هذا في حقيقة الأمر استنساخ "حداثي" معاصر مقزز للثقافة السلطوية السائدة في عصور الخلافات الأموية و العباسية , اليوم ينضم وديع الصافي إلى فئة مادحي السلطان , المقصود هو ديكتاتور دمشق , و المناسبة هي إعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية , حقا هذه هي الثقافة التي تكرسها كل منابر السلطان منذ أن ظهر الملك المطلق في أرضنا و حتى يختفي في مستقبل غير معلوم غير مأسوف عليه , ثقافة مديح من في القصور , و الأكثر غباء أن يجري التركيز على زوار دمشق , التي تستحق مع اكتظاظ سجونها بمعارضي النظام , لقب العاصمة المتوجة لثقافة القصور و المدائح تلك , و أن يستثني البعض تلك المدائح المقرفة التي تدبج في ملوك و شيوخ النفط و الزيت و التي لا يبررها إلا الأموال الطائلة التي تدفع لمن يؤلفها و يغنيها و لوجود الفضائيات التي تمارس ليلا و نهارا مديح أولي الأمر أو أصحاب الجيوب المنفوخة في بلادنا , عيد جلوس هذا و عيد ميلاد ذاك , هذه هي ثقافة فضائياتنا التي تصرف عليها أموال طائلة فيم الطبقات القابعة في أسفل الهرم الاجتماعي تقترب أكثر فأكثر من القعر , تبدو هذه الأموال تصرف في مكانها و محلها الصحيح بالنسبة لكل المنخرطين في جوقات المديح تلك , حتى لو كانت مخصصة لجمهور يقترب من حالة الجوع , فمن الضروري قبل إطعام الناس و توفير العمل و العلم و الرعاية الصحية لأبنائهم أن "يشبعوا" عشقا لحكامهم أو لزعماء المؤسسات الطائفية المسؤولين عن عقولهم و حياتهم و سجون "الخوارج" منهم و عن نفطهم و عن لقمة خبز أطفالهم , هذا هو شكل العالم الصحيح هنا بالنسبة لهؤلاء و في مديح هذا الواقع "الصحيح" تدبج القصائد , في دمشق حيث يبحث الناس عن مازوت ليدفئوا أطفالهم و عن المال الضروري لشراء هذا المازوت , فيما تجري سيارات المرسيدس الفارهة بسرعة هائلة غير عابئة بالبنزين الذي تصرفه , في وقت ينهار فيه التعليم العام المخصص للفقراء كل الفقراء بلا استثناء مقابل التوسع و التطور المستمر في مدارس النخبة الحاكمة و حلفائها من أصحاب الجيوب المنفوخة , مدارس الخمس نجوم , بحيث سيكون مثقف المستقبل أشبه بمثقف مسبق الصنع بغض النظر عن درجة الذكاء أو الموهبة الأصلية سواء عند طلاب التعليم العام الذين يحكم عليهم عمليا بالتخلف الثقافي أو طلبة مدارس النخبة الذين توفر لهم كل القدرات ليحصلوا على ثقافة شكلانية متفوقة تضمن استمرار الانقسام الطبقي في الثقافة كما في الاقتصاد , في مدينة يبتعد فيها عالم الفقراء عن عالم الأغنياء و يتوسط بينهما عالم من أجهزة القمع و تغييب الثقافة و الوعي و الصوت الجماهيري لحماية الأمر الواقع , لا يمكن أن تمتدح صاحب السلطان و هذه الحالة من السقوط المتجدد للثقافة التي تنتج عنه هنا إلا انطلاقا من مبدأ الارتزاق الساقط وحده



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الفهود السود في الولايات المتحدة
- نداء إلى العمل ضد قمة الثمانية في يوليو تموز 2008 من لا ! لق ...
- مقتل عماد مغنية...
- جوزيف ستالين : عن استخدام الضغط الجسدي على السجناء
- عالم مختلف ممكن ! بيان صادر عن الرابطة المناهضة لقمة الثماني ...
- خصخصة الصهيونية
- في ذكرى ثورة كرونشتادت , بقلم نستور ماخنو
- أخبار كرونشتادت
- جيمس كونولي عن الفعل المباشر
- عراق ما بعد الحرب : مثال حي عن الخصخصة ؟
- لا بد من التصدي لقمع النظام الهمجي , من أجل إطلاق سراح رياض ...
- الحضارة الغربية : فكرة حان وقتها .
- نحو استعادة الشوارع , من أجل كل الحرية للجماهير , نحو بناء ا ...
- انقطاع الكهرباء و الغلاء و الطائفية و البشر....
- على أي حال , و في كل الأحوال ! السيد محسن بلال , الشعب ما زا ...
- من أجل كل ضحية و إنسان , أطلب منك أن تعتذر لأهل غزة , رد على ...
- مسؤولية الكتاب و المثقفين لنعوم تشومسكي
- في رفض الديمقراطية الأمريكية و حرية الأنظمة في قمعنا , دفاعا ...
- بين ساركوزي و بوش و المطاوعة , النفط هو السر
- هذا هو الرد على الحصار ! تحية للرجال !


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - أوقفوا مديح السلطان !