أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - تقاطعات دبلوماسية














المزيد.....

تقاطعات دبلوماسية


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا نعاني من التقاطعات المرورية في العاصمة بغداد وشدة الازدحامات فيها ، لأن شوارعنا منذ أن بُلط أول شارع يوم دخلنا المدنية الحديثة بعد اكتشاف البترول اللعين الذي غير شكل حياتنا وصار لدينا ( زفت ) أو نفط أسود لعمل الاسفلت وتبليط الشوارع لنسير من دون ( طسات ) أو ( عكر ) تعكر صفو المواطن العراقي .....
ورغم أن تلك التقاطعات قد أثرت كثيرا على مزاجيات المواطن العراقي ، بل البغدادي بشكل خاص ، بسبب زحامات الطرق والتأخير الناجم عنها للوصول الى أماكن العمل أو الرجوع الى البيوت ... ولكنها كانت ليست بمستوى التقاطعات الحالية ..
تقاطعاتنا الحالية تغيرت ، وأخذت صبغة خاصة ، واكبت العولمة والتطور ، إسوة بالحكومات الالكترونية ، فتقاطعاتنا دخلت ميدان العمل السياسي ، وصار الشارع والرصيف والتقاطع العراقي يخضع للدبلوماسيات والرومانسيات والشفافيات ..
فبعد أن تعودنا على سماع صوت فيروز صباح كل يوم عند خروجنا الى المدارس وصار ملازما لصباحاتنا وكأنها ماركة مسجلة بأسم العراقيين ، بتنا اليوم نصبح على طقطوقة ( ويو – ويو ) التي تطلقها سيارات السادة المسؤولين الذين تعبث حماياتهم في الشوارع والتقاطعات ، فكل مسؤول يريد الوصول الى مخدعه بأقصى سرعة ممكنة لأن هناك الاف المعاملات تنام على مكتبه ويريد انجازها قبل صلاة الظهر ، أو الرد على استفسارات المواطنين وفك كربتهم ، وصارت التقاطعات مكان صراع دبلوماسي بعد الصراعات المناصبية التي مازالت حتى كتابة هذا العمود مثار خلاف بين الكتل ( السياسية ) طبعا وليست الكونكريتية التي اصبحت تغزو الشوارع العراقية ...
تقاطع رباعي ، وكل مسؤول يريد أن يصل قبل الاخر ، ويقف شرطي المرور حائرا ، من يمرر أولا ، قد يكون الذي يمر أولا لايملك تاريخا سياسيا ، أو لم يكن أقدم من غيره ، ولايملك تاريخا نضاليا ، أو ربما إنه من مناضلي الداخل الذين لم يشاركوا في التغيير الديمو- قراطي ...
تقاطعاتنا مستنفرة ، والبنادق بأتجاه المواطن العراقي ، والملثمون على اهبة الاستعداد لاطلاق الرصاص ، والموكب ( رايح – جاي ) والمسؤول الاخر يسير عكس التيار ( رونك سايد ) وأخر يمشي على الرصيف من اجل فسح المجال للمواطن ليلعن اليوم الذي ولد فيه ...
لماذا لايجتمع المسؤولون في مكان واحد ، ، فلينشئوا منطقة زرقاء أو صفراء بعيدة عن تلك التقاطعات كي لايرهقوا أنفسهم في زحمة التقاطعات ويثيروا اعصاب المواطن المسكين ... وليتجنبوا السيارات المفخخة والزحامات ومن اجل ان يصلوا سريعا الى مكاتبهم لانجاز المعاملات بدلا من أن تطالها الحرائق المعلوماتية ، بعد أن انتشرت بشكل كبير في الدوائر التي تطفو على ملفات الفضائح المالية والادارية ....



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة السيوف
- من يقاضي شركات النقال
- متى يبنى العراق
- قتل النساء
- مسرحة النص في إشارات مقترحة
- قامة أخرى هوت
- تهريب لقمة العراقيين
- مصالحة ... ومناطحة
- فن الاغواء في كتابة القصة القصيرة جدا
- قوة مميتة
- وزارات خارج التغطية
- سلامات لسلم الرواتب
- الفحولة العربية
- القوميات وسياسة الاقصاء ..؟!!
- مأساتنا ... حسد عيشة
- على بوابة البرلمان
- المبحث الوجودي في تراتيل طينية
- لصوصية مراهقة
- ملتقى الخسارات
- البنية الايقاعية في قصائد رنا جعفر


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - تقاطعات دبلوماسية