قتل النساء

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:24
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

حالة من الرعب تعيشها مدينة البصرة بعد تنامي ظاهرة قتل النساء فيها ، واتهامات متبادلة مابين الجهات الامنية والتيارات الدينية المتشددة في المدينة حول هذه الظاهرة الخطيرة التي لم تشهدها البصرة المنفتحة على العالم منذ سنين طويلة ..
فمدينة البصرة التي تحوي اطيافا وقوميات مختلفة تعيش في حالة من الوئام والتآخي والسلام ولم تشهد مظاهر العنف الطائفي أو المذهبي ، مسلمين ومسيحيين وصابئة واكراد مهجرين ويهود وماإلى ذلك ، عاشوا في وئام ومحبة ، يتبادلون الزيارات فيما بينهم ، متجاورين في السكن ، أفراحهم واحدة وأحزانهم واحدة ....
ولكن بعد سقوط النظام وحالة الفلتان الامني الذي رافق الانهيار الامني والمؤسساتي فتح الباب على مصراعيه لوجود تيارات وأحزاب ، وكل منها يحاول تصدير أفكاره ووصاياه على المجتمع العراقي ، فمناطق في العراق تمنع ارتداء الشورتات أو حلاقة اللحى ، واخرى تحذر النساء من التبرج او عدم لبس العباءة والحجاب ، ومناطق تحذر من ازالة الشعر من الوجه أو حلاقة الذقن لارجاعنا الى عصور ماقبل النهضة والكثير الكثير من الفتاوى والافكار التي اكل عليها الزمن وشرب ...
وفي البصرة برزت ظاهرة قتل النساء بشكل كبير وباتت ترهب أهالي المدينة ، خنق للحريات وقتل على الوشاية والظن ، ولاتعرف المراة البصرية في أية ساعة ستقتل ولماذا ...
الاحصائيات الرسمية تشير الى مقتل اكثر من ( 50 ) إمرأة بصرية على أيدي عصابات مجهولة ، حيث تقوم هذه العصابات بملاحقة المرأة البصرية وتهديدها وقتلها على الوشاية والظن .. وهناك كتابات خطت باللون الأحمر على الجدران تحذر النساء من إستخدام مساحيق التجميل أو الظهور فى مكان عام دون حجاب وتتوعدهن بعقاب شديد.
والتصريح الذي أدلى به قائد شرطة البصرة بتاريخ 2 تشرين الأول من عام 2007 خطير للغاية والذي يؤكد فيه أن المرأة في البصرة تتعرض لقمع شديد وإرهاب من نوع جديد لم تألفه المدينة المعروفة بحضاريتها وسماحتها عبر كل عصورها، إذ تقوم عصابات إجرامية بملاحقة المرأة البصرية وتهديدها وقتلها على الوشاية والظن ، وأن الإحصاء الرسمي يشير إلى أن هناك 15 امرأة في البصرة تقتل شهريا على الأقل من قبل عصابات إجرامية منظمة ، بحجة مجافاتها للضوابط الأخلاقية والدينية . وأن هناك عصابات تجوب الشوارع ، وتستقل السيارات والدراجات النارية، تلاحق النساء، وتمارس التهديد والوعيد والقتل، بسبب ما ترتديه بعض النسوة من ملابس، أو وضعهن لمساحيق التجميل ، مؤكدا أن مدينة البصرة فيها العديد من الأطياف الدينية التي لا تفرض عليها مرجعياتها قيودا في اللبس أو أنماط السلوك الاجتماعي التي تريد فرض معاييرها ومواقفها وسياساتها إزاء المرأة على المجتمع البصري , بل وعلى كل جنوب ووسط العراق . فهذه الجماعات المتطرفة ترفض حقوق المرأة وحريتها ومساواتها بالرجل , في وقت هم يدركون أيضاً أن المجتمع البصري , ورغم كل ما مارسوه حتى الآن ما يزال مجتمعاًُ متفتحا ومتعدد الأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية ولا يمكن ولا يجوز فرض خيمة فكرية لقوى متطرفة ومتخلفة عليه. ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الظاهرة البصرية الجديدة آخذة بالاتساع في مناطق أخرى من العراق ..
وكشف قائد شرطة البصرة اللواء عبدالجليل خلف ان نساء المدينة يعشن في خوف بعد مقتل اكثر من (50) امرأة وإلقاء جثثهن في الشوارع في الاشهر الخمسة الماضية بسبب سلوكيات يعدها بعضهم غير اسلامية . في حين قال شهود من البصرة أن متطرفين إسلاميين ينفذون قتل النساء وترسل التهديدات الي الطالبات الجامعيات بالتعرض للقتل بسبب ما تعده مخالفاً للقيم الاسلامية . في وقت اعلن الناطق باسم محافظة النجف أحمد دعيبل أن قوات الامن أحبطت محاولة لخطف 4 نساء في العشرين من العمر بعد إخضاعهن لتأثير مخدر من قبل عصابة إجرامية في المدينة..
ارتداء الحجاب اصبح الزاميا على المواطنات البصريات ، بل حتى على الطالبات في المدارس الابتدائية ، فبعض المدارس تفرض الحجاب على الطالبات وعدم إرتداء تنورات الكابوي او الملابس القصيرة والبنطلونات ..
وأزاء هذا الوضع المأساوي في البصرة تقف الحكومة موقف المتفرج رغم كشف مدير شرطة البصرة لهذا المخطط الذي يستهدف النساء في المدينة ، كما أن المنظمات النسوية لم تؤد واجبها في الضغط على الحكومة من أجل الوقوف بوجه التهديدات التي تتعرض لها المراة البصرية أو القيام بتظاهرات واعتصامات لجلب إنتباه الرأي العام المحلي والعالمي إلى هذه الظاهرة الغريبة على المجتمع العراقي والبصري ...

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل