مؤتمرات حداثوية

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:48
المحور: كتابات ساخرة
    

كثرت المؤتمرات التي تهم الشأن العراقي ، بجميع الوانه وأشكاله وتفاصيله من جوانب أمنية واقتصادية وسياسية وعاطفية والى مالانهاية من المصطلحات الحداثوية في زمن العولمة ، حتى بتنا لانفرق بين مؤتمر ومؤتمر ومصيبة ومصيبة أخرى بحجم مصيبة الوطن التي لايعرف مداها الا الله . بل لم يبق هناك مصطلح فلسفي أوفكري إلا وخصص له مؤتمر دولي لأخراجنا من الورطة التي حشرنا فيها ولانستطيع الخروج منها .
المؤتمرات التي تهم الشأن العراقي تدوّل وتعقد ندواتها في الدول المجاورة جغرافيا للعراق أو المتاخمة له – عاطفيا – حتى ولو على بعد مئات الالاف من الكيلومترات الارضية والفضائية على مبدأ – البعيد عن العين قريب من القلب - ...!!
ولاندري ماهو السر في عقد هذه المؤتمرات – السياحية – التي تهمنا في دول غير متاخمة للعراق ، رغم أن هناك العديد من الدول والتي تعد من الدول ( المغازلة للعراق ) تساهم في تهريب المشتقات النفطية لالحاجتها الى هذه المشتقات أو إنها ارخص من أسعارها وإنما لتخريب الاقتصاد العراقي ...!!
هل إحتلت القوات و الاحزاب المتعددة التسميات القاعات والصالات والفنادق والمسارح بحيث لم تبق ولا- بحبوحة – واحدة لعقد مؤتمر بحجم مصيبتنا ، أم أن العراق قد أصبح من أقصاه إلى أقصاه ساحة للعنف بحيث يتعذر تنقل المسؤولين من مكان إلى آخر ولو في سيارة مصفحة أو عربة مزنجرة أو تنكرا بزي عربي أو غيرها من وسائل الاختفاء الحداثوي ..!!
اليست كردستان هادئة امنيا ومستقرة بحيث يمكن عقد هذه المؤتمرات فيها وبذلك نفعل على الاقل جانب السيادة التي أصبحت نسبية في نظر الكثير من السياسيين والمتحزبين والانصار والمعارضين والمؤيدين وبذلك سوف لن تكون هناك سفرات ( سياحية ) ولن تكون هناك مخصصات إيفاد وخطورة لأن حوادث الطيران قد فاقت الحوادث الارضية كالزلازل والاعاصير والهزات الارضية والتصادمات المرورية والخلافات الزوجية والعاطفية وقذائف الهاون وغيرها من الادوات العسكريولوجية ..!!!
لماذا تعقد المؤتمرات التي تخصنا ياأيها السادة في خارج العراق ، لماذا في عمان أو شرم الشيخ أو لندن أو طهران أو شرقستان وغربستان وبلوشستان ومريخستان ...!!
هل استعصت المشكلة العراقية لتوزع على مشارق الارض ومغاربها ، ألم يعد قلب بغداد النابض يتسع للجميع ، بغداد العز والاباء والشموخ والشرف ، بغداد الادب والثقافة والفنون التي تخلت الحكومة وبكل جدارة عن تقليدها وسام عاصمة الثقافة العربية للعام 2007 .
إعقدوا مؤتمراتكم ياأيها السادة في داخل العراق ليشعر المواطن بأنكم أقرب اليه رغم الحواجز الكونكريتية والاسلاك الشائكة والسيطرات المقامة في الشوارع والطرقات بحيث لم يبق شارع بدون حواجز واصبح المواطن يحتاج الى خريطة للاستدلال على الطرق التي تؤدي الى بيته .
لاللمؤتمرات في خارج العراق ، واتفقوا فيما بينكم ياأيها السادة قبل ان تذهبوا مختلفين وترجعوا مختلفين وحينها تزيدوا الطين بلة ، ونصبح فرجة للعالم ، لأن بعض الساسة يحاولون الخروج من صالة الاجتماع مسرعين ليخبروا الفضائيات المحلية والعربية والعالمية بأن المؤتمر الذي أعد له منذ فترة طويلة قد حقق أغراضه السياسية والوطنية والامنية و ......فشل فشلا ذريعا ...!!

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل