أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - لغة السيوف














المزيد.....

لغة السيوف


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 04:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاأدري لماذا نتغزل دائما بالسيف، ونكتشف له الاسماء والمعاني التي فاقت مفردات الغزل والرومانس، كالمهند والبارق والحسام.. والى مالانهاية من الاوصاف المخملية، ومازال العرب يتباهون به ويعلقونه علي جدران منازلهم بل حتى هذه اللحظة يزين الدواوين الحكومية ويزين بالجواهر واللآلئ والاحجار الكريمة ليناسب اليد الملائكية التي تحمله وتشد على قبضته، وبعض الدول العربية التي لاتؤمن بالتطور تواصل القصاص به!
ورغم التطور العسكري ودخول الصواريخ البالستية مجال الصراعات الدولية واختفاء السيف من قواميس الدول الكبرى ، لأنه كما يقال (قتال صاحبه) مازلنا نتغنى بالسيف ونحده للمعركة المقبلة ونحز به رؤوس عباد الله...
وللسيف ذكريات حميمية معي، أحسست بحماوته والتي يعدها البعض ممن يعشقونه حد اللعنة (حميمية) ويقلمون به شواربهم الكثة التي توحي لهم بأنها عنوان فحولتهم...
أتذكر يوم وضع (السياف) سيفه على رقبتي، وتحدث إلى النقيب الذي كان يرافقه في المعتقل ببرود أعصاب، أو بالاحرى لم يحدثه وإنما متوعدا إياي : قلم صلف ورقبة طرية..!!
لاأدري بماذا فكرت لحظتها، برقبتي، أم بعائلتي ومايجري لها بسبب تهوري وممارسة كتابة مابين السطور، أو كيف سأتحسس الالم لحظة قطعها بالمهند، وكيف سينصب لي تمثال من البرونز إلى جانب تمثال إبن مدينتي السياب كوني قد أصبحت مناضلا وقطف رأسي بالسيف، مليون فكرة مرت امام عيني...
السياف الذي وضع سيفه على عنقي هو واحد من فوج سيافين لقطع الأعناق، والادهى من ذلك أن أحد السجانين الذي تحدث معي وانا أطلب منه أن يجلب لي حبة دواء بسبب ألم الكلي الذي لازمني لأن الماء الذي نشربه موضوع في صفيحة معدنية متاكسدة وحار للغاية في شهر يعد من أشد فصول السنة حرارة في العراق ولايمكن شربه، عرفت منه إنه (ممثل) وسألته إن كان في فرقة مسرحية عراقية أو في المسرح العسكري الذي أنشأ في زمن الحرب، الا إنه رد علي: ممثل ورددت عليه : أين، في أية فرقة، وأخيرا نطق أبو الهول بكل صلافة وقال : أمثل، يعني أمثل بالجثث..!!
ياللهول، أية صدمة تلك، وأية كارثة، وليتني لم أسأله البته عن نوع تمثيله.... ربما ظننت بأنه ممثل كوميدي أو يجيد التراجيديا كون الشعب بأكمله يعيش فن التراجيديا بسبب الحروب المتتالية.. !!
هل سيمارس تمثيله بجثتي، وبماذا سيبدأ، بأطرافي العليا، أم السفلى ، أم يبقر بطني ويخرج مصاريني... و.. و.. مليون فكرة مأساوية..حتى لعنت من إكتشف السيف ومن تغزل به، ولاأدري لماذا أصبح السيف أصدق أنباء من الكتب...
قبل هذه الحادثة بأيام قليلة قطعوا أصابع كفي أحد مسؤولي مشجب تابع للحرس الخاص بعد أن سرقت مجموعة من المسدسات من مشجب السلاح، وهذا القطع كان بأمر من عدي، أي ليس بأمر قضائي، وأمام أنظار جموع المساجين من أجل إرهابهم.. ووضعوا يديه بعد قطع الاصابع في وعاء يحوي على زيت ساخن من أجل قطع النزف ولم اللحم...
ماذا يمكن أن أتخيل بعد هذه الحادثة؟
كيف هو وقع الألم، وكيف... وألف ماذا دارت في ذهني ياأيها المهند البارق الباشق (الفاشخ) البتار القاطع القالع الطاعن الارعن الناجز المنجز، يامن تمارس الجد ولاتراوغ أو تمازح الرقاب، ولاتدغدغ الكروش.
رغم تلك السنوات الثقال التي مرت مازالت حرارة السيف أتحسسها، بل أشعر أن حزا لم يندمل مازال يغور في رقبتي ويذكرني دائما: كن مطيعا ياولد.! لاتعاند، ولاتناور ولاتتغلغل بأفكارك بين السطور، ولاتدس أنفك فيما لايعنيك، تعلم ياولد بأن السيف أصدق...!!



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقاضي شركات النقال
- متى يبنى العراق
- قتل النساء
- مسرحة النص في إشارات مقترحة
- قامة أخرى هوت
- تهريب لقمة العراقيين
- مصالحة ... ومناطحة
- فن الاغواء في كتابة القصة القصيرة جدا
- قوة مميتة
- وزارات خارج التغطية
- سلامات لسلم الرواتب
- الفحولة العربية
- القوميات وسياسة الاقصاء ..؟!!
- مأساتنا ... حسد عيشة
- على بوابة البرلمان
- المبحث الوجودي في تراتيل طينية
- لصوصية مراهقة
- ملتقى الخسارات
- البنية الايقاعية في قصائد رنا جعفر
- التمرد على المقدس عند فليحة حسن


المزيد.....




- ما هي الامتيازات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية بعد قرار ...
- بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات ...
- البنتاغون يوعز إلى جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين بمغادرة ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- الإمارات.. تأجيل جلسة الحكم في قضية -تنظيم العدالة والكرامة ...
- وسائل إعلام: فرنسا زودت أوكرانيا بصواريخ -SCALP- هي في نهاية ...
- مدفيديف يصف كاميرون بالبريطاني -الموحل ذي الوجهين-
- ناشطتان بيئيتان تهاجمان تحاولان إتلاف نسخة من -ماغنا كارتا- ...
- -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال ...
- معجم الانتخابات الأوروبية ومصطلحاتها الأكثر شيوعا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - لغة السيوف