هل أهان برنامج الاتجاه المعاكس – وفاء سلطان ؟

عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الكاتبة والأديبة – الطبيبة وفاء سلطان – تكتب في مجالات الأدب والثقافة منذ زمن بعيد, وهي تنحاز في كتاباتها الأدبية والفكرية ,إلى جانب المظلومين بشكل عام , والنساء بشكل خاص , ولكنّ هذه الكاتبة تمتاز بالجرأة والمقدامية في طرح المواضيع , وغالباً ما تسمي المسميات بأسمائها, دون لف ولا دوران , وغالباً ما كانت أراؤها تزعج جميع المتزمتين والمنافقين , وكذلك الذين أعتادوا على ذر الرماد في العيون , ومن هنا تأتي المعاناة التي تعاني منها هذه الكاتبة المتميزة 0
* على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وهكذا كتاب كثر يُرغمون على العيش في المقابر كما نعيش نحن الآن, أو يحملون أوراقهم وكتبهم وكراماتهم , ويهاجرون إلى البلاد البعيدة, حفاظاً على أخلاقياتهم , لأن هؤلاء الكتاب , لا يباعون بالأثمان البخسة كما هو معد برنامج الاتجاه المعاكس " فيصل القاسم " هذا الذي اتخذوه , فيصلاً للجهل , وقاسماً مشتركاً لكل الرعاع والهمج , وتبرير سلوك وقناعات أعداء الحياة , من إرهابيين ومتخلفين وسوقة ,
* لذا نرى برنامج السيد فيصل القاسم – لا يستوعب كاتبة مثل – وفاء سلطان – لا لأنه لا يعرف أن آراءها صحيحة بل لأن جلده طق ّ نفاقاً , وخوفاً على الدريهمات البخسة التي يمنحها له أسياده , مقابل هذا الهراء الكاذب الذي يستخدمه في تشويه الحقائق – فبالعودة إلى مقالتنا التي كتبناها في موقع الحوار المتمدن, والتي بعنوان ( لماذا تُعادي قناة الجزيرة العرب والمسلمين ) نرى الجانب السيء الذي تقوم به قناة الجزيرة , وبرنامجها الاتجاه المشاكس , الذي يقدمه فيصل القاسم – هذا البرنامج سيء الصيت , والذي يوقع بالمتحاورْين , ويظهر الجدية وتقطيب الحواجب , والتمثيل المعد , للضحك على المتحاورْين , وعلى الجمهور البائس الذي يصدق هكذا تفاهات , لأنّ البرنامج معد بطريقة تستغل عواطف الناس العاديين , وذلك بإثارة مشاكل حساسة لديهم , فبدلاً من معالجة هذه المشاكل الحيوية , نرى الاتجاه المعاكس يخلط الفتنة , فيتحول البرنامج إلى مشاحنات وعواطف , ورفس واتهامات وكأن مطلوب من الإنسان العربي, أو إنسان المنطقة أن لا يتفق مع الآخر حتى لو بشكل جزئي, وبذا يكون البرنامج قد حقق هدفه في إظهار , الهمجية التي تُراد منه في زرعها واستمرارها لدى مشاهديه , فما بالك عندما تكون لدى " المتحاورْين فيه " ولكن عندما يكون المتحاور على هذا القدر الكبير من الوعي مثل – الدكتورة – وفاء سلطان – وبعض الذين ظهروا وهم يفهمون اللعبة التي لم تنطلي عليهم , نرى أن مقدم البرنامج – يشعر بالاحباط ," ويُرقّـص كتفيه , وصلعته ,وكذلك – كرافيْتته الامبريالية " عيب والله عيب , شيء مخجل أن يقبل إعلامي , في برنامج واسع الانتشار , كل هذه المهزلة , ويؤكدها ويساهم فيها عن سبق وإصرار, من أجل ماذا؟ وخدمة لمن ؟ وهو يعادي الجميع , ويضحك على الجميع , ما عدا أعداء الشعوب والأوطان , فلا عليك - وفاء سلطان – لقد أهنت هؤلاء جميعاً , وأنت حتماً ستظلين في المكان الذي يليق بك مع الشرفاء , الذين لا يقولون إلا كلمة الحق , لأنّ الحرية تعشقها الغابات , وليس استوديوهات النفاق 0
* برنامج الاتجاه المعاكس – فَقَدَ كل أسباب وجوده , إذ أن ّ الكثير من البرامج في قنوات عربية مختلفة ذات برامج واقعية , موضوعية , عَرِّت هذا الاتجاه المشاكس حتى من ورقة التوت , وهذا البرنامج مشبوه , وهو " يضع السم في الدسم " وأصبح يلعب دوراً ثقافياً مُخِّرباً , ويعود بالناس إلى الوراء , والدعوة إلى التسفيه والضحك على العقول , فآن لأصحاب الضمير أن يُغيروا هذا الاتجاه المشاكس , لأنّه يبدوا أن هذا الطفل المعتوه المصاب بمرض العدوانية , غير قابل لأن يصبح راشداً 0

#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل