أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - الموت ... الموت المستمر














المزيد.....

الموت ... الموت المستمر


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 10:05
المحور: المجتمع المدني
    


منذ البداية شكل الموت عوالمه لدى البشر ،فكان هناك الرقص والدوران حول النيران والحيوانات وسحق الجثث وهصرها مع الطين ثم مسحها مع السطح لتعود الأرض كما هي ،ومع استمرار الموت الطبيعي النادر أو المصادف المفاجئ الدائم،اكتشف البشر البكاء كتعبير أناني عن الفقدان ،ومن البكاء تولدت المشاعر الأخرى وتكونت الروابط الأولى ،ومن المشاعر البدائية حتى المشاعر القصوى وبمرور الموت الدائم المعتاد والتعود عليه ،اضطر البشر في تطوير ممارسات هائلة في اكتشاف الموت و التنويع في أدوات القتل الجارية خلافا ً للسيف الإسلامي المسلول الذي خسر أسبانيا ،فتوحدت أميركا ،وتجزأت أوربا ،ثم بعد الحرب العالمية الأولى اتفقت الأمم المساهمة في الموت البشري المعلن الممارس على وضع قوانين للحد منه ،والذي وصفوه بـ(الحيواني )،وقد ظلموا فيه الحيوانات .

ومع مرور عشرات السنين على اتفاقيات تمت بين رؤساء البشر من مختلف الجهات ، على نكران الموت والتصدي له ومكافحته عبر القنوات والأساليب المتوفرة كل دولة ومقدرتها وكل مملكة وفيضها وكل مستعمرة وقبيلة كما تشاء ، فأن البشر وكما يزالوا يتحاربون ..على ديدنهم ،بدأً بالسكين وانتهاءا بصاروخ العامرية الذي أطلق من البحر الأحمر ليدخل في فتحة تهوية بملجأ في بغداد بغض النظر ...عن قاطني ذلك الملجأ ..!!!.

الموت أصبح شأن العالم الوحيد المتفق عليه ،ثقافة الموت تجدها في الرواية والسينما والموسيقى والتلفزيون والسياسة ..ناهيك عن الأديان وهي أبواق الموت الصارخة ،فقد تم قتل 69 بريئا في الكرادة ببغداد ، وثمانية في القدس إضافة إلى القاتل الضحية المقتول ..!! ،في الأيام الأخيرة التي مضت.

لماذا ُيشكل الموت منعطف الحياة الآن ، هل فشلت الحياة غربا وشرقا في الانتصار للوجود، هل تمت هزيمة الحياة ،أم الموت هو السيد أو الفكرة المتسيدة على جميع البشر الذين يعانون من أزمات الغنى والفساد والإيدز والميكروكروبات ، ،كوكب الأرض وحسبما يقول الخضر والبيئييون في طريقه إلى الموت ،اليابانيون يقتلون الحيتان الأخيرة المتبقية في المحيطات ليأكلوها ،ودبي تفتح فنادقها المترفة للرجال الأغنياء الهاربين من زوجاتهم في وسط صحراء اجتماعية قاحلة .

في الأمس تم القبض على تاجر الموت الروسي فيكتور بووت ،وفيكتور بووت هو في الحقيقة تاجر حياة ،
فهو لا يختلف عن تجار الموت بشيء ،فقط لأنه يبيع السلاح ويبرم الاتفاقيات مع الدول والعصابات ،ولكن أين تجار الرز والشاي والطحين والإلكترونيات المزورة ، أين هم تجار النقود المزورة،وأين هم تجار الكوكائين والمخدرات والجنس وبائعو الأطفال والعبيد الجدد، أين هم رؤساء الدول المزورين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

أينهم تجار الشعوب ..
سوف يستمر الموت .
******

في فيلم (THE KITE RUNNER) ،يسأل المعلم المتعب ذو الوجه القذر الذي يشرف على دار للأيتام ،الرجل الأفغاني الأمريكي الذي جاء من أميركا متنكرا لإنقاذ ابن أخيه وفي زمن حكم طالبان ، لماذا تسأل عن هذا الفتى فقط ..؟... لدي هنا أكثر من مئتي يتيم،وحين يقول الأميركي الأفغاني وبغضب أريد هذا الفتى فقط ، ينفجر ُ المعلم الأفغاني غضبا ً ليقول وما شأن هؤلاء ،تنقذ واحدا وتترك المئات ...،حتى ينتهي الحوار ليقول المعلم إني أبيع ُ طفلا ً أو طفلين كغلامين يزنى بهم، لكي اشتري طعاما لمئتين من الأطفال .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواميس داخل حسن
- العقلية العراقية : أبيض وأسود
- مرة أخرى :المهدي المنتظر في جنوب العراق
- إسلاميون في كل مكان
- مملكة القبح والظلام
- Teddy bear في السودان..!!!
- المال والبنون : ثقافة السرقة
- مستعرب أو مستكرد ..!!
- شرف قومي ..ودكتاتورية
- حوار مقدس
- شعوب تمتهن التصفيق
- سالي فيلد ..
- وليمة في زمن فاسد
- الثقب المقدس
- قائد شرطة عراقي
- ستربتيز كيفن راد
- عود شخّاط
- الحروفي والخروفي ومابين النقطة
- العراق : يا حريمة ويا حسافة
- أمّنا الأرض مريضة ..


المزيد.....




- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - الموت ... الموت المستمر