أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فواز فرحان - ألأحزاب ألماركسيّة ... ووسائل ألإعلام















المزيد.....

ألأحزاب ألماركسيّة ... ووسائل ألإعلام


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:22
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


تلعب وسائل ألعلام دوراً بارزاً ومُؤثراً في صياغة ألآراء وتشكيل ألقناعات عند ألأفراد من خلال رفد ألجماهير بألأخبار والتطوّرات ألتي تشهدها ألساحة ألدوليّة في مختلف ألمجالات ألفكرية وألسياسية وألأقتصادية وألرياضية وغيرها على مدار ألساعة ، وشكَّلَ ظهور شبكة ألأنترنت ثورة مذهلة في طبيعة أنتشار ألمعلومات وتناقلها وتأثيرها في ألوعي ألعام عند ألبشر ، وهي ثمرة تطوّر أفرزتها ألبحوث ألمستمرة وألتجارب ألتطبيقية في مجال عالم ألتقنيات ،لقد ساهمَ هذا ألتطوّر في إنتشار ألمعلومات بسرعة وفي جهات ألأرض ألأربعة دون قيود إلا ما ندر وكان ألمستفيد ألأول منها ألشركات ألمتعددة ألجنسيّات وأسواق ألبورصات ألعالمية وأدوات ألرأسمالية ألأخرى ألتي راحت تنشر أفكارها بطريقة تدعو للسخرية في بعض ألأحيان لا سيما بعد إنتشار ألقنوات ألفضائية وعمليات إستأجارها حتى غدا بإمكان بعض ألأثرياء من تقديم قناة فضائية هديّة لحبيبتهِ في يوم زواجهما!!!
وقبلَ أن يصدر ماركس ألبيان ألشيوعي كان مؤمناً بأفكار الديمقراطية ألثورية وأدرك حينها أن وسائل ألإعلام تلعب ألدور ألأبرز لتوصيل ألأفكار وألتأثير ألمباشر في ألجماهير فعملِ محرراً لصحيفة ألرايني (راينشة تسايتونغ ) وعضواً في أسرة تحريرها ورئيساً لها فيما بعد ، ومن تلك ألخطوة تطوّرت نظرة ماركس للفلسفة حتى أصبح يؤمن بالشيوعية ألثورية كطريق لتحرّر ألبشرية ، أي أنَّ تركيز ماركس أنصبَّ منذ خطواتهِ ألأولى على الصحافة ووسائل ألإعلام للتأثير في ألجماهير وتعريفها بحقوقها وواجباتها في ألثورة ألإجتماعية وألأقتصادية وألسيّاسية ألتي أراد إحداثها ...
وإعتمدَ فلاديمير لينين على ألسلاح نفسه في تحقيق أهدافهِ في ألتغيير ألثوري في روسيا وأولى إهتماماً خاصاً بألصحافة وتوزيعها داخل روسيا قبل ألثورة ولعبت هذهِ ألخطوة ألدور ألمحوري في جرّ ألجماهير إلى جانب ألشيوعيون ألروس وطروحاتهم ، وحتى بعد نجاح ثورة أكتوبر ألأشتراكية لم يتّم إهمال هذا ألجانب في ألتعريف بألثورة ونشر أفكارها فقد أقدمت ألدولة ألسوفيتية ألفتيّة على تأسيس عشرات ألمعاهد وألأكاديميات وبلغات متعدِّدة لنشر أفكار ألثورة ومشروعها ألإنساني ألعظيم ، وإستقبلت عشرات ألألوف من ألمتطلّعين لدراسة ألفكر ألماركسي وألتجربة ألسوفيتية على أراضيها وإفتتحت ألمئات من دور ألنشر أيضاً بلغات متعددة لنشر القِيَمْ الثورية ألتي غيّرت ألعالم ، وكذلك تم إفتتاح أقسام متعدّدة لأذاعة موسكو بأكثر من ثلاثين لغةٍ عالمية ليصل صوت ألسلام والتقدم الى أرجاء ألأرض ألمختلفة ، وحذت بلدان ألعالم ألإشتراكي حذو موسكو في ألإهتمام بهذا ألجانب وأصبحنا نسمع أصواتاً قادمة من موسكو ووارشو وصوفيا وهافانا تنقل لنا طبيعة ألحياة هناك عبر ألأثير ...
إن وسائل ألإعلام تمثّل نصف ألثقل ألذي يمكن إحداثة من تأثير في ألمجتمعات إن لم يكُنْ أكثر لا سيما في عالمنا ألذي نعيشهُ أليوم بعد إنسحاب ألأتحاد ألسوفيتي من ألساحة ألدولية وتغيير ألأنظمة ألإشتراكية في أوربا الشرقية ، فقد غدت معظم ألأحزاب ألشيوعية تائهة لا تعلم طبيعة ألمكان ألذي تقف فيهِ من ألأحداث ألدولية وكذلك عجزت عن مواكبة ألتطور ألذي حدث في وسائل ألإعلام وألتقنيات ألحديثة بل أنَّ معظم هذهِ ألأحزاب تفخر بإمتلاكها لطرق قديمة في ألنضال وكأنَّ فهمِهم لصفة ألتواضع ألشيوعية هي ألتي تدفعهم لذلك دون ان يدركوا أنَّ طريقة تفسير ألأجيال ألحالية مختلفة جذرياً عن ألطرق ألقديمة وتحكُم عليهم بالتخلّف في مواكبة ألحضارة ....
عندما يطالع أحدنا ألمواقع ألشيوعية واليسارية في بعض ألأحيان يصيبهُ ألغثيان من ألأخبار وألمقالات القديمة ألمنشورة فيهِ ويشير ألموقع بملاحظة يفتخر بها على ما يبدو تقول (تم إستحداث ألأخبار وألمقالات قبل ثلاثة أيام أو أسبوع في بعض ألأحيان !!) وكأنّهُم أقدموا على عمل عظيم ، بينما تقوم بعض ألمواقع ألألكترونيّة من إستحداث مقالاتها ومواضيعها في أليوم مرّتين أو أكثر رغم أنها لا تحمل عقيدة تغيير ألمجتمع كما هو ألحال مع ألأحزاب ألماركسية ...
وتُبرِّر أغلب ألأحزاب ذلك بإمتلاكها لميزانية محدودة تمنع إقدامهم على ألتغييرات أللازمة في موقعهم او حتى وسائل ألإعلام ألحزبية ألأخرى ، وحتّى أعضاء ألأحزاب ومناصريهم هُم ألآخرون يفتقدون لطريقة مواكبة ألتطوّر في هذا ألمجال من خلال تفضيلهم لمتابعة أخبار ألحزب ونشاطاتهِ من خلال ألصحيفة ألرسمية ألتي تصدر في بعض ألأحيان بشكل إسبوعي او نصف شهري او حتّى شهرياً في بعض ألأحيان دون إمتلاكهم ألرغبة في تطوير طرق ألمتابعة لديهم وألمشاركة في صياغة قرارات ألحزب وسيّاساتهِ ألعامّة ، فما ألذي يمنع أي عضو شيوعي من إمتلاك جهاز كمبيوتر وشبكة أنترنت ؟ ما ألذي يمنع ألحزب من تخصيص بعض رفاقهِ لمتابعة آراء ألأعضاء على شبكة ألأنترنت وإرسال مواضيع فكرية مطروحة للنقاش تخص سياسة ألحزب ؟
ألماركسية لم تمنع ألأحزاب ألشيوعية من إمتلاك قاعدة مالية ضخمة للترويج لأفكارها ، في ألمانيا على سبيل ألمثال إستفاد أليسار بشكل عملي من هذهِ ألتقنية وراح يرسل بشكل يومي عشرات ألمواضيع للمشتركين في شبكة ألأنترنت يشرح لهم سيّاسة ألحزب وأهدافهُ ويشرح أسباب معارضتهِ لسيّاسة ألحكومة ويعطي وجهة نظرهِ في ألقضاء على ألبطالة ومشاكل ألمجتمع ألألماني ألأخرى ، يشرح تاثيرات ألخطوات ألحكومية على ألفرد وألطفل وألأسرة ، يشرح تأثير ألقرارات على ألبيئة وألأجيال ألمقبلة بهذهِ ألطريقة تمكّنَ أليسار ألألماني من ألتأثير في قطاعات واسعة في ألمجتمع وسحَبها إلى صفوفِهِ وبذلك أحدثِ تغييراً نوعياً في قناعات ألأفراد بصدد قضايا تمسُّ صميم حياتهم أليومية وأثمرت على إنتخاب ممثلي أليسار في أغلب ألمقاطعات ألألمانية ..
آراء ألكثيرون من ألألمان كانت تقول أنهم لولا شبكة ألأنترنت لما كانوا يعلموا شيئاً عن طروحات أليسار ألتي تعبّر عن همومِهم بصدق ، هذا ألشئ ينطبق على ألأحزاب ألشيوعية في ألعالم ألعربي كيف يمكن للجماهير أن تعلم عن طروحاتهم بشكل صحيح بعيد عن ألتشويه ألذي يُمارَس ضد هذهِ ألأحزاب دون جهود مضنية وفعّالة لتجاوز ألخمول وألكسل في مجال ألتعريف عن ألأهداف وألشعارات ألتي تحملها ...
إن عالم أليوم لا يعطي أهميّة لمن لا يمتلك ألقدرة على تطوير ذاتهِ ومواكبة مسيرة ألحضارة ، وألأحزاب ألشيوعية مُطالَبة بِأن تقوم بثورة في هذا ألمجال من أجل إثبات وجودها وإثبات أهليّتِها في حمل شعارات ألماركسية وألعدالة ألإجتماعية بصدق لا أن تبرّر ذلك بشئ فهي قادرة على تحديد شكل ألعقبات ألتي تقف في طريقها وبالتالي قادرة على وضع ألحلول ألمناسبة لها ، فعالم أليوم أصبح مُختلِفاً عن ألسابق في طُرق حمل ألأفكار وتوصيلها للجماهير ودون ألإستفادة من ألتقنيّات ألحديثة تكون هذهِ ألأحزاب قد إبتعدت فعلاً عن فهم متطلّبات ألعمل ألسيّاسي في ألعصر ألحديث ....



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبرص ...تثق بالشيوعيين
- لا نريد لأحد ان يقلّد ديمقراطيتنا ..!!!
- تحالفات القوى اليسارية ...وشكل الدولة العراقية المقبلة
- رؤية تحليليّة لواقع ألعُنف ضد ألمرأة ...
- مجتمع المثقفين ... والدولة الغائبة
- عام خالٍ من العنف والاحتلال ...
- جرائم الشرف بحق المرأة ...والصراع الطبقي
- المرأة الأيزيدية وحقوقها الضائعة
- المنبر اليساري الجديد ...2
- ألمنبر اليساري الجديد ...1
- طفله تموت من الجوع ..واخرين يبحثون في النفايات !!
- حول التصويت السري في البرلمان (العراقي) ...
- واقع مظلم للمرأه ..تحت الاحتلال والاسلام السياسي
- الماديه الجدليه ..وصراع القوى في العصر الحديث
- الاولويه لأعلان الدوله الفلسطينيه ...
- القواعد المتغيره في السياسه الدوليه ...
- وجه الحضارة الجديد ...
- ألبعد الحضاري لألغاء عقوبة الاعدام ...
- ألمعرفه ... والتطور ألأجتماعي
- ألأرتقاء بأساليب ألتعامل مع الطفل ...


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فواز فرحان - ألأحزاب ألماركسيّة ... ووسائل ألإعلام