أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد الحمداني - حرب الخليج الثالثة الحلقة الخامسة















المزيد.....

حرب الخليج الثالثة الحلقة الخامسة


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 11:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حرب الخليج الثالثة ـ كتاب في حلقات
الحلقة الخامسة
صدام يرفض مغادرة العراق ويصر على المواجهة!

بدأت الأخطار المحدقة بمصير العراق تتصاعد بوتائر سريعة، فقد كانت كل الدلائل تشير إلى أن الحرب الأمريكية واقعة لا محالة، وتصاعدت تهديدات القادة العسكريون الأمريكان من خلال تصريحاتهم بأن قواتهم باتت على أتم الاستعداد لشن الحرب فوراً، وبمجرد إصدار الرئيس بوش الأوامر بذلك .
وبات نظام صدام يواجه محنة هي من أشد ما واجهه من محن منذ أن استولى البعثيون على الحكم في انقلاب السابع عشر من تموز عام 1968 الذي جلب كل الكوارث على البلاد، فلقد ضيقت الولايات المتحدة عليه الخناق بعد أن تمكنت من تمرير القرار1441بمصادقة جماعية من كافة أعضاء مجلس الأمن الدولي، مما خيب آمال دكتاتور العراق صدام حسين والزمرة المحيطة به أن تستطيع روسيا وفرنسا والصين الحيلولة دون إصدار القرار المذكور، وفاته أن ما يجمع هذه الدول من مصالح اقتصادية مع الولايات المتحدة هي أقوى وأكثر أهمية من مصالحها مع العراق، وهكذا وضع النظام العراقي رهانه على الحصان الخاسر، كما يقول المثل، وأخطأ مرة أخرى في قراءة المتغيرات الحاصلة في الموقف الدولي، ولاسيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول الإرهابية الدامية، وتتالت خيبات النظام العراقي بعد أن وافق النظام السوري اذي كان صدام يتوكأ عليه في مجلس الأمن، وقدم له الكثير من المساعدات السخية، من تزويده بالنفط العراقي، وتوسيع حجم التبادل التجاري معه بنطاق واسع جداً، وقد فلسف حكام سوريا موافقتهم على القرار بأنه حال دون وقوع الحرب التي تهدد الولايات المتحدة بها لإسقاط النظام !!.
.
لكن الحقيقة ظهرت عندما تحدث وزير الخارجية الأمريكية [ كولن باول] مع نائب الرئيس السوري [فاروق الشرع] آنذاك قائلاً له:
{ إن الرئيس بوش يريد من سوريا أن تقف إلى جانبنا، ولا تريد أي موقف آخر] ، أي أن المطلوب من سوريا أن لا تعارض القرار ولا تمتنع عن التصويت}. (1)

كما خاب ظن النظام العراقي بمواقف الدول العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب، والتي بنى عليها الآمال في الوقوف إلى جانبه، فقد سارعت الجامعة العربية بسائر أعضائها إلى تأييد القرار، طالبة من النظام العراقي الالتزام به التزاماً كاملاً، وبقيت آمال النظام العراقي معلقة بعد كل الذي حصل على ما يسميه بـ [الجماهير العربية] بالوقوف إلى جانبه، لكن كل الدلائل كانت تشير إلى أن هذا الرهان سيلحق بالرهانات السابقة لا محالة، وستلجأ كل الحكومات العربية إلى كبح جماح أي تظاهرة تأييد للنظام العراقي خوفاً على أنظمتها الاستبدادية من الانهيار، وإطاعة الولايات المتحدة بكل تأكيد.
وبغية تأخير الحرب انتظاراً لمعجزة كي تنقذ النظام، سارع صدام حسين بتقديم الملفات الخاصة بالتسلح النووي والكيماوي والبيولوجي والتي تتجاوز 12000 صفحة حيث يتطلب دراستها من لجنة التفتيش المختصة الوقت الطويل. (2)
كما سارع صدام إلى إصدار اعتذار للشعب الكويتي عن جريمته البشعة في غزو ونهب وتخريب الكويت، والتنكيل بأبنائه، غير مدرك أن الولايات المتحدة قد عقدت العزم على شن الحرب دون انتظار لما ستسفر عنه تلك الدراسة، طالما أعلن صدام حسين أن بلاده لا تملك أي من أسلحة الدمار الشامل، وكانت الأسلحة والمعدات والقوات العسكرية وحاملات الطائرات يجري نقلها على عجل إلى الخليج وشرق البحر الأبيض المتوسط والأردن.
كما أن الطائرات الأمريكية والبريطانية قد زادت من غاراتها الجوية التي كانت تمارسها باستمرار منذ ما بعد حرب الخليج الثانية إلى ثلاثة أمثالها على المواقع العسكرية العراقية في شمال العراق وجنوبه، مستهدفةً تدمير شبكات الرادار، وشبكات الاتصالات لغرض تسهيل الهجوم المرتقب.
ورغم أن النظام العراقي في واقع الأمر كان يدرك تمام الإدراك أن لا أمل له في كسب الحرب، وأنه يغامر في زج جيشه في حرب محسومة سلفاً، كما كان الحال في حرب الخليج الثانية، مع فارق كبير هو فقدان الجيش العراقي للغطاء الجوي بعد أن خسر معظم طائراته فيها، وما تبقى منها طائرات قديمة لا يمكن أن تقف بوجه سلاح الجوي الأمريكي والبريطاني المجهز بأحدث الطائرات الحربية والصواريخ الموجه عن بُعد ، هذا بالإضافة إلى الأسلحة المتطورة التي تستخدمها القوات البرية من الدبابات والمدرعات التي تفوق القدرات العسكرية العراقية .
كما أن الجيش العراقي الذي سئم من حروب صدام الكارثية لم يكن له الاستعداد والاندفاع لحرب يسوقه إليها عن، وهو يدرك تمام الإدراك أن لا أمل له في كسبها ، فهي مجرد محرقة لقوات الجيش العراقي، وهي سوف تأتي على الأخضر واليابس كما يقول المثل، وستدمر البنية التحتية للعراق في كافة المجالات، وستسبب الموت لمئات الألوف من أبناء شعبنا، وسيقع العراق لقمة سائغة في حلق الاحتكارات النفطية الأمريكية لسنين طويلة.
لكن صدام أصر على البقاء في السلطة مستهيناً بمقدرات الشعب والوطن، ولسان حاله يقول ما دمت ذاهباً فليذهب العراق وشعبه إلى الجحيم!!.
كان الطريق الوحيد لأبعاد شبح الحرب، وإنقاذ شعبنا ووطننا هو ترك صدام وزمرته البلاد، وفسح المجال لشعبنا لاختيار حكومة جديدة تعيد إليه حقوقه وحرياته، وتشيد نظاماً ديمقراطياً تعدديا يؤمن بالسلام، ونبذ العدوان على جيرانه وأشقائه ، ويحرص على إقامة أفضل العلاقات معهم في كل المجالات، ويتفرغ لبناء العراق من جديد، والسير بخطى مسرعة لتعويض ما فاته نتيجة الحروب العبثية المجرمة، والحصار الظالم المفروض على العراق منذ عام 1990والذي يعتبر أشنع أنواع الحروب.
كان هذا الأمر يتطلب من سائر القوى الوطنية العراقية، وسائر قوى التحرر والسلام في الوطن العربي، وفي العالم أجمع، أن تمارس أقصى ما تستطيع من الضغوط على النظام العراقي لإجباره على التخلي عن السلطة، وعدم فسح المجال للولايات المتحدة لتنفذ أهدافها في العدوان على العراق.
وكان الوقوف بجانب النظام العراقي القمعي بادعاء الحرص على العراق وشعبه لا يجلب السلام والأمن للعراق والعراقيين، ولا يمكن أن يبعد شبح الحرب، وسيحاسب التاريخ كل من تخلى عن الشعب العراقي من الحكام العرب، والقوى السياسية العراقية والعربية، ووسائل الإعلام، وسائر الدول التي ترتبط بصالح اقتصادية مع النظام لصالح بقاء النظام الديكتاتوري البغيض.
لكن هذا كله لم يحدث، وهكذا بدأ ناقوس الخطر بدقاته المتسارعة تنذر بالخطر الجسيم ، ولم يعد هناك متسع من الوقت لإنقاذ العراق وشعبه، مسلماً قدره للنظام الصدامي القمعي الفاشي، وتجار الحروب الإمبرياليين الطامعين بثروات العراق، غير آبهين بما سيحل بالعراق من ويلات ومصائب ونكبات وخراب ودمار لا احد يستطيع تحديد مداها، وتهديم البنية الاجتماعية وتفككها، واندلاع الصراعات الدموية السياسية والطائفية والعنصرية، وهو ما يشهده العراق اليوم، والذي يمثل بحق كارثة وطنية كبرى أحالت حياة المواطنين العراقيين إلى جحيم أقسى وأمر من كل الأيام السالفة مما سأتناوله في فصول قادمة .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الخليج الثالثة ، الحلقة الرابعة
- حرب الخليج الثالثة كتاب في حلقات الحلقة الثالثة
- الأدارة الأمريكية تمارس الضغوط على مجلس الأمن لإصدار قرار يب ...
- حرب الخليج الثالثة
- انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963
- أين الحقيقة في كارثة حي الزنجيلي بالموصل؟ وما هو المطلوب من ...
- وحدة قوى اليسار والعلمانية واللبرالية خطوة متأخرة في أول الط ...
- إلى متى تستمر حكومة المالكي برجل واحدة وعكازات؟
- تحالف عون ونصرالله وبري وسادتهم في سوريا وإيران يقامرون بمست ...
- الحجاب رمز لعبودية المرأة وليس رمزاً للعفاف
- الحوار المتمدن يزداد تألقاً في عيد ميلاده السادس
- إصلاح النظام السياسي هو السبيل للخروج من الأزمة العراقية الر ...
- هل ينجح مؤتمر أنابوليس في الوصول إلى حل دائم للصراع العربي ا ...
- خطاب السيد حسن نصر الله هل جاء دعماً لموقف المعارضة أم تنفيذ ...
- مسؤولية الأحزاب الطائفية والقومية في عودة البعثيين إلى الواج ...
- هل يتسبب حكام طهران في إشعال الحرب في الشرق الأوسط؟
- وداعاً المناصلة الشيوعية الباسلة الدكتورة نزيهة الدليمي
- مستقلون في كردستان العراق ويحكمون في بغداد!!
- القيادة الكردية، وقرار مجلس الشيوخ وقميص عثمان!
- الحزب الديمقراطي الأمريكي والقرار الخائب


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد الحمداني - حرب الخليج الثالثة الحلقة الخامسة