أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - إلى متى تستمر حكومة المالكي برجل واحدة وعكازات؟














المزيد.....

إلى متى تستمر حكومة المالكي برجل واحدة وعكازات؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أشهر عديد وحكومة السيد نوري المالكي تستمر في قيادة البلاد ، وقد بتر احد أطرافها العليا والسفلى ، بعد استقالة 17 وزيرا منها ، وفي كل يوم يطلع علينا السيد رئيس الوزراء ، أو الناطق الرسمي باسمه بقرب إملاء الشواغر في الوزارة تارة ، و بتشكيل وزارة جديدة تارة أخرى ، وتمضي الأيام والأسابيع والأشهر دون أن نشهد الوزارة المعهودة ، ومشاريع القوانين ، وفي مقدمتها ما يخص المصالحة الوطنية أمام البرلمان المعطل حيث ثلث أعضاء البرلمان يحجون في مكة كل عام على حساب الشعب ومصالحة وأمنه وحرياته المنتهكة ، والثلث الثاني يسرح ويمرح في بلدان أوربا وبعض البلدان العربية للترفيه عن أنفسهم بعد عناء العيش في سجن الواحة الخضراء!!.
وباتت حكومة المالكي تسير على طرفها الثاني مستعينة بالعكازات التي استمدتها من برلمان هو والشعب العراقي على طرفي نقيض ، وأحزاب قد سيّست الدين ، واستخدمته لتحقيق أغراض سياسية تتمثل حصراً بالصراع من أجل السلطة والثروة ، مدعومة من قبل مليشياتها المسلحة التي باتت تتحكم بمصير الشعب العراقي ، والويل لمن يقف أمامها ، فهي لا تتحدث مع المواطنين إلا بقوة السلاح كي تكم به أفواههم ، ومنعهم من التعبير عن رفضهم واستيائهم بما يجري في البلاد من جرائم وحشية بشعة من قتل وتهجير وتشريد وانتهاك لحرمة المنازل، وقمع الحريات العامة والشخصية حتى بات المواطن على يقين أن الحكومة ليست هي التي تحكم هذا البلد بل المليشيات المنفلتة من عقالها دون وازع من أخلاق أو ضمير وقانون.
ولم يعد نشاط هذه الميليشيات تقتصر على الصراع مع الشعب ، بل لقد تعدتها لتدخل في الصراع الذي احتدم بين الأحزاب التابعة لها ، وهذا ما شهده الشعب في الديوانية والبصرة والعمارة والنجف والحلة وغيرها من المدن الأخرى حيث الصراع المحتدم بين ميليشيات المجلس الإسلامي الأعلى التابع لعبد العزيز الحكيم وجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر والذي بلغ حد الصراع المسلح ، واغتيال العديد من المحافظين ومدراء الشرطة وضباط عسكريين كبار تابعين لهما .
إن ما تدعيه حكومة المالكي حول التحسن الأمني المحدود في البلاد أمر لا يمكن الركون إليه، فهو في واقع الأمر تحسن هش حصل جراء زيادة القوات الأمريكية من جهة ، حيث استقدمت إدارة الرئيس بوش 30 الف جندي ليرتفع عدد الجنود الأمريكيين إلى 170 الف جندي، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لجوء الإدارة الأمريكية إلى تكوين ما يسمى بقوات الصحوة من العشائر المرتبطة بالنظام الصدامي فيما سبق ، والتي كانت هي نفسها تمارس أعمال القتل والتفجيرات ، وزرع العبوات الناسفة وعمليات اختطاف المواطنين، والتي تم ربطها بقيادة القوات الأمريكية بصورة مباشرة ، وتستلم أجورها وسلاحها من قبل القوات الأمريكية .
إن هذه القوات المشكلة والتي أطلق عليها بقوات الصحوة تمثل سلاحاً ذو حدين، فهي مرهونة بتواجد القوات الأمريكية في البلاد ، والتي خلقتها لتعيد التوازن بين القوى الشيعية التي هيمنت على السلطة ، والقوى السنية التي تم دحرها في الحرب الأخيرة التي انتهت بسقوط نظام الدكتاتور صدام حسين ، بعد أن أحست الإدارة الأمريكية بخطر الميليشيات التابعة للأحزاب الشيعية المرتبطة بالعديد من الوشائج مع حكام طهران ، وعليه فإن التحسن الأمني المحدود يبقى هشاً ، ويبقى الوضع الأمني قابلاً للانفجار في أية لحظة حيث لا يمكن الركون إلى ولاء هذه القوت ، والتي يمكن أن تفجر الوضع الأمني متى شاءت .
إن الأمن الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون إجراء مصالحة حقيقية بين مكونات الشعب العراقي ، مع استبعاد العناصر التي مارست دوراً في جرائم النظام السابق ، وإقامة نظام ديمقراطي حقيقي لا شائبة فيه. وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق على يد حكومة مبتورة الأطراف ، ولا بد من تشكيل حكومة تنكوقراط بعيدة عن المحاصصة الطائفية والعرقية، تتولى وضع قانون انتخابي جديد على أساس الدائرة الانتخابية، وسن قانون جديد للحياة الحزبية يتضمن قيام أحزاب ديمقراطية ، ومنع قيام أحزاب على أساس ديني أو عرقي أو طائفي ، وإجراء انتخابات برلمانية جديدة ، وحكومة تنبثق عن البرلمان بعيد عن المحاصصة ، وتتولى الحكومة الجديدة تشكيل لجنة دستورية من قبل كبار جال القانون الدستوري تتولى إعادة النظر في الدستور الذي وضع أسسه الحاكم الأمريكي بريمر في ظل الاحتلال، ولا شك أن ما وضع في ظل الاحتلال لا يمكن أن يمثل إرادة الشعب الحقيقية.
ينبغي أن يؤكد الدستور على التوجه الديمقراطي والتأكيد على الحريات العامة وحقوق الإنسان المشروعة ، وتصفيه كافة الميلشيات دون استثناء ، وحصر السلاح بالجيش والقوات الأمنية التي ينبغي أبعادها عن نفوذ الأحزاب الطائفية والعرقية وميليشياتها ليكون ولائها للوطن وحده ، وفي خدمة الشعب العراقي بسائر أطيافه ومكوناته على قدم المساواة ودون تمييز. إن استمرار وضع الحكومة على حاله ، وحتى القيام بترقيع الحكومة لا يمكن أن يضمن دوام الأمن والسلام في البلاد ، ويشكل تهديداً مستمراً لتدهور امني جديد ما دامت عوامل الانقسام والصراع مستمرة لتخفو تارة وتندلع نيرانه تارة أخرى ، ولا بعد من معالجة جذرية لأسباب الانقسام والصراع ، ولا سبيل لذلك غير طريق المصالحة الوطنية القائمة على أسس من العدالة ، فلا عفو عن المجرمين ، وتحميل الأبرياء وزر جرائم لم يرتكبوها ، وإن عملية اجتثاث الفكر البعثي الفاشي وليس اجتثاث البعثيين هو السبيل لقيام النظام الديمقراطي المنشود.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف عون ونصرالله وبري وسادتهم في سوريا وإيران يقامرون بمست ...
- الحجاب رمز لعبودية المرأة وليس رمزاً للعفاف
- الحوار المتمدن يزداد تألقاً في عيد ميلاده السادس
- إصلاح النظام السياسي هو السبيل للخروج من الأزمة العراقية الر ...
- هل ينجح مؤتمر أنابوليس في الوصول إلى حل دائم للصراع العربي ا ...
- خطاب السيد حسن نصر الله هل جاء دعماً لموقف المعارضة أم تنفيذ ...
- مسؤولية الأحزاب الطائفية والقومية في عودة البعثيين إلى الواج ...
- هل يتسبب حكام طهران في إشعال الحرب في الشرق الأوسط؟
- وداعاً المناصلة الشيوعية الباسلة الدكتورة نزيهة الدليمي
- مستقلون في كردستان العراق ويحكمون في بغداد!!
- القيادة الكردية، وقرار مجلس الشيوخ وقميص عثمان!
- الحزب الديمقراطي الأمريكي والقرار الخائب
- إلى متى يستمر الشلل في حكومة المالكي
- منْ المسؤول عن الأحداث الدامية في كربلاء؟
- التحالف الطائفي القومي لن يوصل العراق إلى شاطئ السلام
- بأي دين يدين هؤلاء القتلة المجرمون؟
- في الذكرى التاسعة لرحيل فنانة الشعب العراقي زينب
- من أجل تدرارك الأخطار الكارثية
- الطائفية الدينية والقومية الشوفينية تقود العراق نحو كارثة كب ...
- أمس زلزلت حناجر الأغلبية الصامتةالأرض تحت أقدام الأرهابيين و ...


المزيد.....




- عاشوا في بيوت برجية.. مدينة -إيمت- تكشف عن حياة المصريين قبل ...
- ليست بدون جدوى.. كيف تشكل إطلالات المشاهير -قوة ناعمة- في صا ...
- قامت هذه البلدة الأمريكية ببناء -مكتبة للكلاب-.. ماذا يوجد د ...
- وزير خارجية إيران مهددا أمريكا بعد ضرباتها على مواقع نووية: ...
- كيف تلقى الإسرائيليون خبرالقصف الأمريكي على المواقع النووية ...
- ما هي هوامش الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي على المواقع ال ...
- ما حجم الضرر الذي يمكن أن تكون قد أحدثته الهجمات الأمريكية ع ...
- إيران تتعهد بالرد.. ما هي المصالح الأمريكية التي يُمكن استهد ...
- تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
- من هو رضا شاه بهلوي ولي عهد إيران السابق؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - إلى متى تستمر حكومة المالكي برجل واحدة وعكازات؟